أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن إدانتها للمساعي الأمريكي الهادفة لنقل السفارة الأمريكية لدى الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس العربية المحتلة في خطوة تهدف لتكريس اغتصاب الاحتلال للمدينة العربية المقدسة. وتنظر المنظمة بقلق عميق إلى تعهدات الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» والتي بدأت تتخطى أحاديث الحملات الانتخابية إلى تدابير عملية من خلال طرح ثلاثة من النواب الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي مطلع الشهر الجاري لمشروع قانون يهدف لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأكدت المنظمة في بيان لها منذ قليل أن هذه الخطوة من شأنها أن تشكل دعمًا وانخراطًا في واحدة من أخطر انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب بموجب أحكام القانون الإنساني الدولي والتي يرتكبها الاحتلال منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، ومنها قراره الباطل قانونًا بضم المدينة العربية المحتلة في العام 1980. ولا يتوقف تأثير الدعم الأمريكي لهذه الجريمة فقط على النيل من حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، والانتهاك الفادح لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، بل ويعد انخراطًا مباشرًا في الإضرار بالسلم والأمن الدولي على نحو فادح. كما أن الإقدام على هذه الجريمة سيشكل إيذانًا بانتهاء الدور المزعوم للإدارات الأمريكية التي تعلن رغبتها في مواصلة لعب دور قيادي فيما سمته ب"تسوية سلمية" للصراع العربي الإسرائيلي، وهو دور لم يتجاوز إدارة الملف وكسب مزيد من الوقت لفائدة الاحتلال. وترى «المنظمة» أن هذه الجريمة بطبيعة آثارها المتوقعة تتجاوز كافة الانحرافات الأمريكية في مجمل المنطقة العربية، وهي انحرافات عصفت دون شك بالاستقرار والسلم في المنطقة، وأسهمت في تأجيج الإرهاب، وعلى نحو متصاعد منذ العدوان على العراق واحتلاله في العام 2003.
