فتحت وزارة الأوقاف النار على قطبي النزاع على مسجد "سيدى على" بالجيزة، الصوفية والسلفية، وذلك بعد تهديدات أتباع الطرق الصوفية بالاعتصام داخل المسجد من أجل إرجاع إمام المسجد الصوفي الذى استبعدته الوزارة إلى منصبه، بالإضافة إلى إبعاد أيدي السلفية عن لجنة الزكاة التى توجد فى الدور الثاني من المسجد، إلا أن وزارة الأوقاف أعلنت، فى تصريحات خاصة، ل"البوابة نيوز" أن مساجد الأوقاف لا يستطيع أى أحد أن يسيطر عليها أو يوجهها حسبما يريد، وأن تهديدات الصوفية بالاعتصام فرقعة إعلامية؛ لأن الوزارة توجد بها كتيبة قتالية على استعداد للتصدي لأى أحد، مهما كانت قوته أو جبروته. وقال الشيخ سلامة عبدالرازق، مدير أوقاف الجيزة: إن الوزارة تقول للسلفية والصوفية على حد سواء: "يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم عسى أن يحطمنّكم جمعة وجنوده". وأوضح أن الوزارة تفرض كامل سيطرتها على مساجد الأوقاف بالمعتمدية في الجيزة، ولا يستطيع السلفيون أو الصوفية الاقتراب من هذه المساجد، وأن السلفيين لا يستطيعون هدم الأضرحة الموجودة بمسجد "سيدي علي"؛ لأن الوزارة تفرض كردونًا أمنيًّا على المسجد وعلى الضريح، وهناك سيطرة محكَمة من قِبل الوزارة. وتابع عبدالرازق أن وزارة الأوقاف بكامل مفتشيها بالجيزة قامت بجولة مفاجئة على مسجد سيدى "على عبدالرحيم" أمس الأول، وأسفرت الجولة عن نقل كل العاملين بالمسجد إلى مساجد أخرى والتحقيق مع عدد كبير منهم؛ بسبب ما نُشر بشأن النزاع الذى حدث بين الصوفية والسلفية على المسجد دون قيام العاملين بالمسجد بإبلاغ الوزارة أو إعلامها بما يحدث هناك من مشادات ومهاترات تحدث بين الحين والآخر بسبب الضريح أو غيره. وأضاف عبدالرازق أنه تم تشكيل مجلس إدارة جديد لمسجد سيدي علي بالمعتمدية يرأسه هو شخصيًّا، حيث تم إبعاد المنتمين للسلفية والصوفية منه؛ حتى لا تحدث مشاكل بعد ذلك بين الطرفين، وعلى ذلك تشكَّل المجلس من رئيس الحي ومأمور القسم وعدد من الشخصيات العامة البعيدة كل البعد عن الانتماءات الدينية والمذهبية. وقال أتباع الطرق الصوفية: إن أزمة التعديات على مسجد سيدي علي بالمعتمدية بالجيزة مستمرة رغم تصريحات الأوقاف بحل المشكلة، وهذه التصريحات من قِبل الوزارة سببه الرئيسى الفشل حتى الآن فى الوصول لحلٍّ مع السلفيين. وأكد مصطفى زايد، منسق ائتلاف الطرق الصوفية، استمرار سيطرة لجنة الزكاة على دور كامل بمسجد سيدي علي بالمعتمدية، رغم الخطابات الواردة من التفتيش العام بوزارة الأوقاف لمديرية الجيزة بضرورة إزالة التعديات القائمة على المسجد من قِبل هذه اللجنة التي تُعادي الصوفية، مشيرًا إلى أن قرار وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة نقل عمال المسجد الذين وقفوا ضد تعديات لجنة الزكاة، يأتي من باب تجميل صورته أمام وزير الأوقاف بعد أن وبَّخه على موقفه إزاء التعديات بالمسجد. وقال زايد: إن التفتيش العام بوزارة الأوقاف أوصى في أكتوبر الماضى بضرورة تولي الخطيب الصوفي سيد مندور الخطابة بالمسجد، ولم ينفذ وكيل وزارة الأوقاف توصية التفتيش العام حتى الآن، كما أنه لم تتم إحالة المسئولين بالإدارة الهندسية الذين تواطئوا مع لجنة الزكاة لاستمرار التعديات والاستيلاء على المسجد. وأشار إلى أن هناك تحقيقات تجري بنيابة الأوقاف في القضية رقم 515 لسنة 2016 بخصوص تواطؤ المسئولين بالأوقاف مع هذه اللجنة المتعدية على المسجد، إلا أن هناك تغطية من قِبل وكيل الوزارة وصمتًا رهيبًا على ما يحدث، وفي نهاية المطاف يقرر نقل العمال الذين لا ناقة لهم ولا جمل.