استمرارًا لحالة الفوضى التي تسيطر على وزارة الأوقاف؛ كشف ائتلاف الطرق الصوفية عن بعض التعديات التي شهدتها مساجد الصوفية في محافظة الجيزة، على مرأى ومسمع مديرية الأوقاف والتي لم يحرك مسئولوها ساكناً. وقال مصطفى زايد، منسق ائتلاف الطرق الصوفية، إن التعديات تمثلت في هدم ضريح ومسجد "الأربعين" في منطقة المعتمدية ووضع تخطيط هندسي بمعرفة الإدارة الهندسية بمديرية أوقاف الجيزة بدون وجود الضريح، وهو ما يعني إزالته تمامًا، بالإضافة إلى تمكين لجنة الزكاة من الاستيلاء على دور كامل بمسجد "سيدي علي" بنفس المنطقة دون تحرك من قيادات الوزارة. وأضاف "زايد" أنَّ هناك بعض المنتمين للتيار السلفي داخل مديرية الأوقاف يدعمون ما يحدث من تعديات على مساجد الصوفية، بل ويعرقلون أي تحرك لإزالة هذه التعديات في مقابل تمكين السلفيين منها، ويلجأون لاستبعاد أئمة الصوفية من الخطابة بمساجدهم. وأكد أنَّ الخرائط المساحية التي ترجع لعامي 1929-1930 تكشف عن وجود ثلاثة أضرحة بقرية المعتمدية بالجيزة، هي ضريح "سيدي علي"، ومقامي "الأربعين"، و"أحمد العراقي"، مشيرًا إلى أنَّ المخطط السلفي بدعم موظفي الأوقاف يستهدف إزالة هذه الأضرحة، خاصة أن قرية المعتمدية هي مسقط رأس القيادي السلفي الشهير محمد حسين يعقوب، وينتشر فيها أصحاب هذا الفكر المتطرف. وأوضح أنَّ المُخطط بدأ بتعديات لجنة الزكاة على مسجد "سيدي علي" واستيلائهم على دور كامل في المسجد، وهم يتقدمون بشكاوى ضد الصوفية الذين يقيمون حلقات الذكر والاحتفالات الدينية بالمسجد، ويهددونهم دائمًا بغلْ أيديهم عن التعامل على مسجدهم، ومنع إقامة هذه الحلقات. كما لفت إلى أنَّ هناك ثلاث قيادات إخوانية بمديرية أوقاف الجيزة تعمل على تسهيل استيلاء لجنة الزكاة على المسجد، وقد سبق التوصية باستبعادهم حسب تقارير رسمية صادرة عن الديوان العام لوزارة الأوقاف، إلَّا أنَّ مدير مديرية أوقاف الجيزة الحالي تحدى تأشيرة مكتب الوزير بالإبقاء عليهم، رغم ورود خطاب من وزارة الأوقاف لمديرية الجيزة يوجه بضرورة استبعاد ثلاثة من قيادات المديرية بتاريخ 13 أغسطس الماضي، وهم الشيخ إبراهيم جابر محمد، رئيس قسم الإرشاد الديني، والشيخ هشام أنور رفاعي، رئيس قسم المساجد الأهلية، والشيخ عمر محمد عبدالحكيم قطب، رئيس قسم المساجد الحكومية بمديرية أوقاف الجيزة. وأشار إلى أنَّ خطاب مديرية أوقاف الجيزة المرسل إلى القطاع الديني بالوزارة، يوضح أنَّه تم استبعاد الثلاثة من العمل الدعوي ورئاسة الأقسام، وكانوا ضمن قائمة من الأئمة والقيادات التي استبعدتها مديرية أوقاف الجيزة عقب ثورة 30 يونيو، وذلك بناءً على تعليمات من ديوان الوزارة نظرًا لوجود ملاحظات عليهم وتقاربهم مع الإخوان، ورغم ذلك إلَّا أنَّه بعدها تم إعادتهم للعمل وفي مناصب قيادية بالمديرية، وهذا يُعد علامة استفهام كبيرة، حيث أنه رغم قرار استبعادهم إلا أنهم ما زالوا موجودين في مواقعهم بمبنى مديرية أوقاف الجيزة، ولهم يد في استهداف مساجد الصوفية وتسهيل اعتلاء السلفيين للمنابر.