الغضب جاء بسبب استبعاد «خطباء آل البيت» وتصريح «طايع» ب «حماية الأضرحة الكبرى فقط» طالبت قيادات صوفية بإقالة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، متهمين إياه بالانتماء للسلفية والانحياز التام لهم، وذلك بعد تهديد الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة، بمنع أئمة صوفيين من الخطابة، إلى جانب أزمة الأضرحة وسيطرة أنصار دعاة سلفيين شهيرين عليها. وقال الشيخ علاء ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، إن ما يحدث هو خطة من وزير الأوقاف «السلفى»، الذى يريد أن تنقل كل السلطات إلى الجانب السلفى الذى يتبنى موقفه، بحسب تعبيره، مضيفًا: «رغم ما نراه من اهتمام للرئيس بتجديد الخطاب الدينى، يأتى وزير الأوقاف ليهدم كل ذلك بتمكينه السلفيين من مفاصل الوزارة». وأشار إلى أن الأزمة لن تهدأ بين ليلة وضحاها، فهى أزمة فكر ومسألة خلاف حول المستقبل، فالسلفيون يرون فى الجميع أعداء، اعتمادًا على مبادئهم الوهابية، وهو ما تميل إليه الوزارة الآن، لافتًا فى الوقت ذاته إلى أن انشقاق الصوفيين أنفسهم، وركون بعضهم لعدم خوض المعارك الفكرية لحماية المعتقدات سمح للسلفيين والأوقاف بهذا «التوغل غير المقبول» وتغيير الهوية الصوفية للشعب المصرى. ورأى أن أكبر مؤسستين دينيتين الآن، وهما الأزهر والأوقاف أصبحتا تحت السيطرة السلفية، واللتين تعجان بأفكار وأفراد جماعة الإخوان، وهو ما يجعل تجديد الخطاب الدينى فى وجودهم شبه مستحيل، مطالبًا بضرورة إقالة وزير الأوقاف من منصبه، وتعيين آخر يتسم بالوسطية ولا ينحاز للسلفية بهذا الشكل الفج، وأضاف: «لن يجرؤ أحد من السلفية والإخوان أن ينفذوا أى من تهديداتهم ضد الأضرحة». فيما كشف مصطفى زايد، منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية، أنهم يبحثون مجموعة من الإجراءات الممكن اتخاذها خلال الفترة المقبلة، ومهما منع المريدون والمحبون للصوفية من وضع النذور والتبرعات فى صناديق النذور الموجودة بالمساجد التى يوجد بها أضرحة وتابعة للأوقاف، والمقدرة سنويًا بحوالى 100 مليون جنيه، وتحويل تلك الأموال إلى تجديد الأضرحة التى أهملتها الوزارة، وكذلك التعاقد مع شركات أمن لحماية الأضرحة التى لم تعد تحميها الأوقاف. وأضاف محمد الشاذلى، عضو الطرق الصوفية بالصعيد: «مريدو الطرق بالصعيد يوجهون الكثير من الأموال لتلك الصناديق بهدف تجديد الأضرحة القديمة، وهو مالا تفعله الوزارة، بل تركت تلك الأضرحة للسارقين والمخربين». وأعرب الشيخ محمد عبدالخالق، رئيس جبهة الإصلاح الصوفية، عن استيائه للتخبط الذى تشهده قرارات وزارة الأوقاف، ومنها استبعاد عدد من خطباء الصوفية، مثل الشيخ إبراهيم السيد، والشيخ طاهر رمضان، والشيخ سيد مندور، والشيخ محمد عتمان، وغيرهم الكثير، دون إعلان سبب ذلك. وأكد الدكتور عبدالله الناصر، أمين اتحاد القوى الصوفية، أن ما تفعله وزارة الأوقاف ضد الصوفية هو أمر متعمد يهدف لبسط سيطرة السلفيين على مساجد الوزارة، وهو ما سينشر بدوره التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أن وزير الأوقاف ينتمى للسلفيين، بصفته رئيسًا للجمعية الشرعية، التى يسيطرون عليها. وفى بادرة من قبل «الأوقاف» اعتذر الشيخ سلامة عبدالرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة، لأتباع الطرق الصوفية بجميع أنحاء الجمهورية، بعد تصريحات رئيس القطاع الدينى بالوزارة، الشيخ جابر طايع، والتى أشعلت الصراع، والتى جاء فيها أن الوزارة لن تحمى سوى الأضرحة الكبرى، مؤكدًا أن الأمر لم يكن مقصودًا، والوزارة ستقوم بحماية الأضرحة جميعها.