سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
2016.. عام ظهور الحيوانات المفترسة.. التماسيح في الترع والمصارف والقروش والحيتان تثير رعب المصطافين.. خبراء: ظاهرة صحية وعدم وجودها دليل على خلل بيئي.. وآخرون: كارثة لابد من علاجها
تسبب ظهور التماسيح الضالة والحيتان الصديقة، فضلا عن القروش المفترسة، فى إثارة حالة من الجدل بين المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعى وشاشات الفضائيات والمواقع الإلكترونية خلال العام 2016.. فى حين تباينت ردود الفعل فى الأوساط العلمية حول هذه الظاهرة، فهناك من اعتبرها كارثة وآخرون اعتبروا عدم وجودها دليلا على خلل بيئي. السطور التالية تلقى الضوء على هذه الظاهرة: فى البداية قال الدكتور مصطفى فودة مستشار وزير البيئة: إن عام 2016، يعد عامًا ذهبيًا لظهور تلك الكائنات البحرية فى حيز الإقليم المائى المصري، مشيرًا إلى أن عدم ظهورها يعد خللا فى البيئة البحرية. فى حين حمل مراقبون وزارة البيئة مسؤولية ظهور تلك الكائنات فى غير أماكنها على اعتبار أن التماسيح توجد فى بحيرة ناصر وليست فى الترع والمصارف، فيما استغل البعض الترويج للظاهرة سياسيًا، فمنهم من أشار لإصبع الإخوان الإرهابية واتهامها بإلقاء التماسيح فى الترع والمصارف وأحيانا فى مجرى نهر النيل لإثارة الرعب والفوضى لدى المواطنين، وتكرر نفس الأمر عندما تم القبض على عدد من الصيادين حال إلقائهم أسماك قرش صغيرة فى البحر الأبيض المتوسط فى منطقة دمياط. واعتبر البعض أن ظهور الكائنات البحرية بهذا الشكل غير المعتاد مؤشر على بدء تأثير ظاهرة التغيرات المناخية، فيما كشفت التحقيقات عن تجارة تجرى فى الخفاء بخصوص تماسيح النيل، حيث يأتى بها صغار الصيادين من أسوان لبيعها لتجار بعينهم فى مناطق الجيزة، ومن ثم يبيعونها للهواة بغرض الاستمتاع بها وفى حال تسببها فى مشاكل يتم التخلص منها من خلال إلقائها فى الترع أو المصارف. وكشفت التحقيقات فى حادثة مهاجمة سمكة القرش "ماكو" لشاب العين السخنة، أن هناك تدخلا بشريا تسبب فى جلب القرش ومهاجمته للشاب، فيما استغل البعض الواقعة فى الترويج للنيل من سياحة الشواطئ المصرية واعتبارها غير آمنة وهو ما لم يحدث بعدما تأكد عدم صحة الأمر وإن السبب الحقيقى لظهور القرش ومهاجمته الشاب هو إلقاء مخلفات الطعام فى المنطقة التى كان يسبح فيها مجموعة الشباب. وأشار المراقبون إلى أن اللافت للانتباه ظهور حوت "الزعنفة"، يسبح بطول خط الساحل الشمالى بالقرب من شواطئ مارينا وقت اصطفاف أعداد غفيرة على الشاطئ بمناسبة قضاء إجازة عيد الفطر، وهى ظاهرة لم يعتدها المصريون، خاصة أنها لم تكن قبل ثورة يناير، بالطبع تسببت فى فزعهم، وإثارة الشائعات البعيدة كل البعد عن حقيقة الأمر بحسب خبراء البيئة البحرية وقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة. وعلى عكس حالة القلق والذعر التى سيطرت على كثير من المصريين بسبب ظهور حوت مارينا بالقرب منهم وقبله واقعة مهاجمة القرش، سيطرت حالة من السعادة والسرور على وجوه خبراء وقيادات قطاع حماية الطبيعة والتنوع البيولوجى بوزارة البيئة، على اعتبار أن ظهور هذه الكائنات هو أمر طبيعى وعدم ظهورها هو غير الطبيعي. وقال الدكتور محمد سالم رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي: إن بعضا من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى تناولت الأمر بشكل خاطئ تسبب فى إحداث بلبلة، وحقيقة الأمر أن البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط اللذين يمثلان السواحل المصرية يحويان القروش والحيتان، وظهورهما أمر طبيعى جدًا، ولا يمثل ظاهرة غريبة. وأضاف ل"البوابة نيوز": "إن الحديث عن قوى خارجية تجلب تلك الكائنات لدسها فى مياهنا هو درب من دروب الخيال، ويعنى إساءة لنا لأن ما يحدث أن الصيادين فى عرض البحر يتصادف أن تمسك شباكهم بأسماك قرش دون قصد منهم، ولأنهم يعرفون أن صيدها ممنوع، يقومون بإخفائها تحايلًا على القانون، مثلما حدث مع صيادى دمياط". وأوضح سالم أن عدم وجود الحيتان والقروش هو الأمر الذى يجب أن يتسبب فى القلق، خاصة أنهما من أهم مكونات النظم البيئية فى البيئة البحرية، وعدم وجودهما يسبب خللًا، ولا توجد دولة على مستوى العالم تقع على المحيطات أو البحار ولا يوجد فى مياهها حيتان وقروش. ولفت سالم إلى أن ظهورها فى غير أماكنها التى تعيش فيها بعيدًا عن الشواطئ سلوك لتلك الكائنات، مشيرا إلى أن الحوت صديق للإنسان، ولم يذكر حالة إيذاء واحدة على مر التاريخ قام بها حوت ضد الإنسان، أما القرش فمعروف بسلوكه المعادى للإنسان، ومصر من أقل دول العالم التى وقعت بها حالات هجومية من القرش. ويعد 2016 أيضا عام ظهور تجارة الحيوانات المفترسة، التى لم نسمع عنها من قبل، وهو ما كشفته "البوابة نيوز" فى تحقيقاتها التى أجرتها على مدار العام المنتهي، كشفت فيها عن أباطرة هذه التجارة، وأماكن انتشارهم وكيف يحصلون عليها وكيف يبيعون بضاعتهم بالمخالفة للقانون.