مريض السمنة دائما في حالة نفسية سيئة، تدفعه للتفكير بشتى الطرق لفقدان الكيلوات الزائدة من وزنه، حتى البعض منهم يفكر في خسارة الوزن ولو على حساب صحته العامة، ولطالما لم يرض على مظهره العام فضلا عن شعوره بالإعياء خاصة مع الزيادة المفرطة في وزنه، وتتعدد وسائل إنقاص الوزن لتتمثل في ممارسة الرياضة أو المشي أو ممارسة الأنظمة الغذائية، وربما تكون أنظمة تغذية قاسية وغير متوازنة بكل العناصر التي يحتاجها الجسم، ولا نجد الكثيرين القادرين أو الراغبين في ممارسة الرياضة أو قدرة مواجهة الشعور بالحرمان من الطعام، فيلجأ البعض لتناول الأعشاب أو الأدوية، متجاهلا مدى ضرر هذه الأدوية على صحته، وما تعبث به داخل أجهزة جسده كالكبد والكلى والجهاز الهضمي وأيضا الجهاز العصبي المركزي بالمخ. وأكدت "خلود "25 سنة، أنها كانت تمارس نظاما غذائيا عبارة عن تناول نوع من الفاكهة وليكن الموز على مدار اليوم، واليوم الذي يليه تتناول بروتين صنف واحد، واليوم التالي مجموعة فواكه، وهكذا إلى أن بدأت تشعر بهبوط شديد، واصفرار بالوجه مع تساقط الشعر، ما دفعها للجوء لطبيب قلب بسبب الهبوط الذي ينتابها بين الحين والآخر، واستعجب لكون هذا النظام "الكيميائي" نصحني به متخصص في التغذية والعلاج الطبيعي، لكونه من أشد الأنظمة خطورة على الصحة العامة. وقالت "أمل"، 40 سنة: لم أستطع ممارسة رياضة، فاتبعت نظاما غذائيا قاسيا نظرا لرغبتي السريعة في إنقاص الوزن، فضلا عن تناول" شاي تخسيس" وبعض الأدوية التي" تقلل الشهية "، وخسيت لدرجة أرضتني عن نفسي، ولكن بدأت أشعر بإعياء لم أكن أشعره قبل الريجيم، رغم أني أصبحت أخف في الحركة. وقال "محمد، 32 سنة: نصحني الطبيب بالابتعاد عن كل ماله صلة بالدهون والزيوت وحتى بعض أصناف الفواكه التي تحتوي علي نسبة سكريات عالية كالعنب، ورغم بعض الأنظمة المتوازنة على حد قول الطبيب إلا أني أصابني الإمساك. وأكدت شيماء أنها حاولت كثيرا ولكن دون جدوى، لأنها كانت تفسد النظام ولم تكمله بسبب الصداع المزمن ولم تقو على الحرمان من الطعام، واستخدمت "برشام يستخدمه مرضى السكر لتقليل وزنها، وبالفعل خست، ولكنها علمت بإصابتها بهشاشة عظام، بعد فترة طويلة بعدما عانت من آلالام في المفاصل أيضا. وقالت دكتورة هبة عطالله طبيب الجلدية بمستشفى الأحرار العام: إن أنظمة التغذية غير المتوازنة بجميع العناصر التي تمد الجسم بكل احتياجاته، يؤثر سلبا ويضر بالصحة، ويظهر على الجلد حيث يعتبر الجلد أكبر عضو في الجسم، واصفرار الجلد أو تغير لونه يكون مؤشر لحالة مرضية، وقد يضر النظام الغذائي الخاطئ بالبشرة ويفقدها نضارتها ويعمل على تساقط الشعر، ظهور هالات سوداء تحت العين، وضعف الاظافر،وضعف النظر وإحمرار العين. وأكد الدكتور محمد الراوي، طبيب القلب والباطنة أن هناك أمراضا ومضاعفات خطيرة بسبب الامتناع عن العناصر الهامة من الأطعمة لبناء الجسم وبالتالي خلل في أداء الجسم لوظائفه بشكل سليم وقد يشعر المريض باضرابات في معدل ضربات القلب، ضعف في الجهاز المناعي، اضطرابات في الجهاز الهضمي، نقص الهيموجلوبين"الأنيميا"، ضعف التركيز نظرا لعدم تغذية الدماغ، إصابة المفاصل والعظام بهشاشة وروماتويد، اختلال في إفرازالهرمونات، تحول أنسجة وخلايا في الجسم مما قد يسبب السرطان وقال الدكتور عبد الصمد النجار، طبيب صيدلي: يوجد حالات تتبع أنظمة تغذية للتخسيس،ولكي يكتمل النظام المتبع لابد من تقليل السكريات، بل والإمتناع عن السكر الطبيعي، فيتم الاستعاضة عنه بسكر بديل "سكرا الدايت"، ولكن هذا السكر يحتوي على مادة الأسبرتام المدمرة للصحة والمدمرة للكبد وتسبب السرطان على المدى البعيد بالاستخدام طويل المدي،وللأن لم يثبت أن هذه الأدوية وبدائل السكر أمنة مائة بالمائة. وأشارت الدكتورة "منى محمود صقر" طبيبة صيدلانية، أنه يرتاد صيدليتها أعداد كبيرة من بين النساء والرجال والشباب للحصول علي أدوية للمساعدة في فقدان الوزن، والشيء المثير للدهشة حالات تحاول فقدان الوزن "ببرشام يعالج مرضي السكر" متجاهلين الأثار الجانبية التي تخلفها هذه الأدوية من تدمير لصحتهم، ورغم نصائحها العديدة لهم بعدم تناول أي أدوية تخسيس إلا أنها تبوء بالفشل، ويأخذون الأدوية. وأضافت "صقر" أن الأدوية المستخدمة في التخسيس نوعان، أحدها يعمل على سد مراكز الشهية في المخ بإفراز هرمون "السيراتونين" والذي يشعر المريض بالسعادة والشبع وعدم الرغبة في الأكل وهذا يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يتسبب في إدمان لهذه الأدوية بعد فترة كبيرة من تناوله لأنه يغير من كيميا المخ. ونوع أخر يعمل على الجهاز الهضمي مثل الردة التي تتضاعف "وأقراص من الردة"أو "نخالة الدقيق" وتستخدم لملء أكبر حيز من المعدة "لأنها تتضاعف داخل المعدة"ورغم أنها أقرب للوسائل الطبيعي، ونوع أخر يعمل علي الجهاز الهضمي مثل الردة التي تتضاعف "وأقراص من الردة"أو "نخالة الدقيق" وتستخدم لملء أكبر حيز من المعدة "لأنها تتضاعف داخل المعدة"ورغم أنها أقرب للوسائل الطبيعية إلا أنها على المدى البعيد، تتراكم على جدار المعدة وتمنع المعدة من امتصاص المعادن والفيتامينات المفيدة للجسم. وتناول شاي الريجيم للتخسيس والأعشاب من أخطر الأدوات في التخسيس، نظرا لأنها تعمل على زيادة حركة الأمعاء متسببة في "إسهال"ينتج عنه فقدان كمية كبيرة من المياه والسوائل من الجسم والتي تحتوي علي فيتامينات وأملاح ومعادن مما يتسبب في جفاف علي المدى القصير. فيما قد يتناول البعض في التخسيس "برشام يستخدم لعلاج مرضى السكر"، بجهل منهم مدي تأثيره على صحتهم مما يسبب خللا في العمليات الكيميائية بوظائف أعضاء الجسم، وهذا الدواء يعمل على حرق الأنسولين عن طريق حرق السكر الداخل للجسم، واستهلاك الكالسيوم مما يتسبب في هشاشة عظام. وجاءت نصائح "صقر" لكل راغبي فقدان الوزن، باتباع الأنظمة الغذائية المتوازنة والمتكاملة من الخضروات والفواكه والكربوهيدرات والبروتينات والدهون مع مراعاة تناولها حسب حاجة الجسم من السعرات الحرارية اللازمة، مع الإكثار من شرب الماء والذي بدوره يمدد الجسم بالأكسجين الضروري، وأيضا التخلص من السموم والأملاح الزائدة والدهون عن طريق مسام العرق والإخراج، مع ضرورة ممارسة الرياضة او أقلها "المشي". وقالت: في حال اتباع نظام غذائي مع طبيب يجب أن يكون متخصصا في التغذية، والابتعاد تماما عن الأنظمة الكيميائية في التخسيس؛ لأن الجسم ذكي يقوم بتخزين كميات الأكل نظرا لحرمانه لفترات فبالتالي يفقد عناصر هامة ويقوم بتخزين الأكل على شكل دهون عنيدة، وإلا أن يكون في أصعب الحالات أن يأكل كل الأطعمة ولكن بكميات قليلة لأن الريجيم الخاطئ هو قطع إمدادات الجسم، فكيف يعمل الجسم دون إمداده باللازم له.