شكل قرار الإدارة الإمريكية، بشأن تفعيل قدراتها الصاروخية في شرق أوروبا، تحولًا استراتيجيًا على صعيد معادلة القوة بين روسيا والغرب، كان الشرق الاوسط أحد اضلاعه، فبينما بررت واشنطن هذا الإجراء بأنه تحرك ضرورى لإجهاض أية هجمات صاروخية إيرانية، أعلنت روسيا أن منظومات إيران الصاروخية لا تشكل تهديدا من أى نوع على أوروبا، مؤكدة على أن مخاوف الأوروبيين من برامج التسلح الصاروخى الإيرانية لا أساس لها. وقال ميخائيل اولينوف مدير إدارة التسلح والحد من الانتشار في الخارجية الروسية: إنه لا يمكن اعتبار قرار الولاياتالمتحدة بتفعيل منظومتها للدفاع الصاروخي في أوروبا هو انعكاس لتهديد ما من الصواريخ الإيرانية التي لا يزيد مداها عن الفى كيلومتر، وهي مسافة بعيدة عن أوروبا ولا تشكل أى تهديد لها. وأوضح أن الاتفاق النووى بين إيران والغرب، أبطل الحاجة لتفعيل منظومات للدفاع الصاروخي، للدفاع عن أوروبا وهي المنظومات التي استثمر فيها الغرب مليارات الدولارات. وتعد أراضى رومانيا وبولندا هي منطقة الانتشار الرئيسية لمنظومات الدفاع الصاروخى الأمريكية التي تم تفعيلها هذا العام في أوروبا كما تسعى واشنطن إلى بناء قواعد ارتكاز للدفاع الصاروخى على الأراضى البولندية بحلول العام 2018 فضلا عن نشر شبكة للتغطية الرادارية على امتداد المتوسط بما يعطى لحلف شمال الاطلنطى جاهزية دائمة لدرء أية هجمات صاروخية معادية، وعلى امتداد سنوات حاولت واشنطن تهدئة مخاوف موسكو من أن تكون تلك المظلة الدفاعية الصاروخية موجهة ضد روسيا. كما المح وزير الدفاع الأمريكى اشتون كارتر في بوخاريست عاصمة رومانيا قبل أيام إلى خطورة توسع إيران في تعزيز قدراتها الصاروخية الهجومية ووجب الحذر منها رغم أي اتفاقات معها. لكن على الجانب الآخر ترى موسكو أن في التحرك الأمريكى تهديدا لها بالنظر إلى قدرة بطاريات الصواريخ الأمريكية التي تم تفعيلها وهي من طراز / أم كيه 48 / على حمل صواريخ كروز قادرة على حمل رؤوس نووية وهو ما يشكل خرقا لاتفاقية منع " وسائل الايصال النووية " ذات المدى المتوسطة المبرمة بين روسيا والناتو في 1987. كما تخدم المنظومة الصاروخية الأمريكية المفعلة شبكة رادارية تمتد برا وبحرا عبر أراضى تركيا والدانمارك والنرويج واسبانيا بالإضافة إلى رومانيا وبولندا. وفي المقابل عززت روسيا منظومة دفاعها الصاروخى في قوس البلطيق المواجهة لشرق أورويا مستبدلة منظومات الصواريخ السوفيتية العتيقة من طراز / أم – 36 – آر / بمنظومات أكثر تطورا من طراز ساتان – 2 أو / شيطان – 2 / التي تعد تطويرا للصواريخ / ار اس 28 سارمات / وذلك لمعادلة أي تهديد غربى لروسيا.