اختتمت الليلة الماضية أعمال الحلقة الدراسية التي عقدتها الإيسيسكو بالتعاون مع المركز الثقافي الإسلامي في لندن يومي 10 و11 ديسمبر الحالي حول سبل حماية الحقوق الدينية للأقليات المسلمة في أوروبا. وفي البيان الختامي للحلقة، دعا خبراء القانون وحقوق الإنسان المشاركون الأممالمتحدة وكل المنظمات الإقليمية والدولية المعنية تكثيف الجهود لمكافحة الإفلات من العقاب نتيجة ارتكاب الإساءة إلى الأديان، وطالبت مجلس حقوق الإنسان بشجب ومنع حالات التعصب والتمييز والتحريض على كراهية معتنقي أي دين. وذكر بيان للإيسيسكو صدر عن مقرها بالرباط أن المشاركين في الحلقة أكدوا ضرورة قيام الأممالمتحدة بوضع قانون دولي ملزم، لتفعيل قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 65/224 بشأن مناهضة تشويه صورة الأديان، يتم بموجبه احترام الأديان ومنع الإساءة إليها، واعتبار ذلك بمثابة مساس بحقوق الإنسان. ودعوا إلى وضع قانون لحماية الأديان من التحريض على الكراهية وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتحسين التفاهم، وتعزيز الاحترام والتسامح تجاه آراء معتقدات الآخر مع المحافظة على تعزيز واحترام التنوع الثقافي والديني للمسلمين في أوربا. كما دعوا الحكومات في الدول الأوروبية إلى مواصلة إصدار قوانين تقيد الخطابات المسيئة للأديان ولأتباعها، وتحرم الدعوة إلى العنصرية والكراهية الدينية . وأوصوا المواطنين المسلمين في الدول الأوروبية باللجوء للقضاء المحلي من أجل مقاضاة المنابر الإعلامية والأشخاص والجهات التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين تحت مبرر الدعوة إلى الكراهية الدينية، من خلال الاستعانة بالمكاتب القانونية المختصة اعتمادا على القوانين الوطنية لتلك الدول، وعلى قواعد القانون الدولي التي تحرم ذلك. وأكدوا ضرورة استثمار الخبرات والكفاءات الإسلامية القانونية والحقوقية المقيمة في أوروبا من أجل تأسيس شبكة للحقوقيين المسلمين في أوربا ومراصد لحقوق الإنسان للتمكن من متابعة المستجدات التي شهدتها التشريعات والقوانين في الدول الأوروبية. وطالب البيان الختامي للحلقة المراكز والجمعيات الثقافية الإسلامية في أوروبا بالعناية بالأنشطة الهادفة إلى تعزيز الثقافة القانونية للجاليات والأقليات المسلمة بما يسمح لها بالدفاع عن هويتها وثقافتها الإسلامية استنادا إلى القوانين والمعاهدات الدولية المتعارف عليها. ودعا البيان إلى بحث سبل تعزيز التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالتصدي للتمييز العنصري وحماية حقوق الأقليات في أوروبا من أجل المعالجة القانونية والحقوقية لظاهرة الإسلاموفوبيا والصور النمطية عن الإسلام استنادا على قيم حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا. وشدد البيان على أهمية تعزيز الثقافة الحقوقية للإعلاميين المسلمين الممارسين في الدول الأوروبية، وأكد البيان حرص الإيسيسكو علي مواصلة تنظيم دورات تدريبية لفائدتهم في إطار تطبيق )منهاج تكوين الصحفيين لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية (وتوصيات الدراسة حول) المضامين الإعلامية عن الإسلام في ضوء القانون الدولي). وأشاد المشاركون في الحلقة - حسب البيان - بمشروع الإيسيسكو المتعلق بإعداد دليل الإجراءات الخاصة برفع الشكاوى ضد الخطابات العنصرية في حق المسلمين إلى المحاكم الأوروبية، وطلبوا من الإيسيسكو تعميم توزيع هذا الدليل على المراكز والجمعيات الإسلامية في أوروبا.