سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صدام مسلح بين قوات حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي.. هجوم يفتح الأزمة على سيناريوهات جديدة.. وخبير استراتيجي: يهدف لقياس قدرة قوات "حفتر" على حماية الموانئ النفطية
شهدت مدينة بن جواد غرب المرافئ النفطية الليبية على ساحل البحر المتوسط ثاني هجوم لميليشيا "سرايا الدفاع" بقيادة العميد مصطفى الشركسي وزياد بلعم، وذلك عقب يوم واحد فقط من نجاح قوات "البنيان المرصوص" في دحر تنظيم "داعش" الإرهابي من آخر معاقله في منطقة الجيزة البحرية بمدينة سرت وسط ليبيا. واستهدف هجوم اليوم بالتحديد غرفة عمليات سرت التابعة للجيش الوطني الليبي، والتي تتأهب لدخول المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية على ساحل المتوسط، لا سيما أن غالبية الجنود والظباط التابعين للغرفة هم من أبناء مدينة سرت، وقد حاولوا في وقت سابق، وقبل 7 أشهر مضت دخول المدينة لتطهيرها من عناصر "داعش" لكن قوات غربية اعترضتهم وهم على بعد 20 كلم من المدينة، ليعلن بعد ذلك مباشرة المجلس الرئاسي عن غرفة عمليات البنيان المرصوص لقتال داعش في سرت بدعم من قاعدة أفريكوم الأمريكية. الموقف الغربي من صد تقدم قوات الجيش الليبي باتجاه مدينة سرت لتحريرها من داعش في مايو الماضي، وحرصه على إبقاء سيطرة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر شرق البلاد يخبر عن نوايا المجتمع الدولي، وحرصه على تأجيج الصراع وتقسيم ليبيا على أسس جهوية ولعل هجوم سرايا الدفاع -وهي ميليشيا خليط من كيانات شبه عسكرية موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وجماعة الإخوان– يؤكد أن ليبيا تسير صوب القسمة لاسيما أن سرايا الدفاع هي إحدى الميليشيات التابعة للكيانات العسكرية الموالية للمهدي البرغثي وزير الدفاع المقترح بحكومة الوفاق المدعومة دوليا، وقد سبق أن اجتمع البرغثي بقيادات ميليشيا سرايا الدفاع بمنطقة الجفرة في إطار تحشيد الوفاق للحرب المؤجلة مع الجيش الليبي من أجل بسط السيطرة على حقول ومرافئ النفط الليبية أو تقاسمها ما بين شرق البلاد وغربها. يقول هشام الطيب الخبير الليبي بالشئون الاستراتيجية: إن هجوم سرايا الدفاع أو بعبارة أدق هجوم للقوات التابعة لوزارة دفاع المجلس الرئاسي، هجوم تكتيكي الغرض منه قياس توجهات الجيش الليبي وقدرته في الدفاع عن الموانئ النفطية، ولتشتيت مجهودات الجيش الوطني الذي لا يزال يقاتل العناصر الإرهابية غرب بنغازي. وأضاف "الطيب"، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن هجوم سريا الدفاع على مرافئ النفط اليوم ستتبعه هجمات أخرى في إطار الإعداد لحرب فاصلة بين الجيش والكيانات شبه العسكرية المنضوية تحت وزارة دفاع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، متابعًا: "أعتقد أن تأكيد السيد مارتن كوبلر المبعوث الأممي إلى ليبيا في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي أمس، وتشديده على استمرار حظر توريد السلاح للجيش الليبي يؤكد نوايا القوات الموالية لحكومة الوفاق مباغتة الجيش الليبي بهدف السيطرة على الحقول والمرافئ النفطية". وأشار الخبير الليبي بالشئون الاستراتيجية إلى أن الأيام القادمة ستشهد العديد من العمليات الإرهابية التي تستهدف القوات المسلحة الليبية في بنغازي بالتزامن مع معاودة الهجوم من قبل سرايا الدفاع على مرافئ النفط بهدف تشتيت تركيز قوات الجيش لتكون المفاجئة بهجوم أكبر يجمع قوات البنيان المرصوص أو نفس القوات تحت مسمى جديد، كما هو معتاد في ليبيا لتلتحم مع سرايا الدفاع في حرب يمكن تسميتها بالفاصلة مع الجيش الليبي حول مرافئ النفط. يذكر أن القوات المسلحة الليبية نجحت اليوم في صد هجوم لسرايا الدفاع على موانئ النفط الليبية، وقد تم أسر عدد من عناصر سرايا الدفاع بينهم العميد عبدالسلام العبدلي معاون قائد ميليشيا سرايا الدفاع، وذلك خلال المعارك التي دارت في مناطق أم القنديل وبن جواد بمحيط ميناء السدرة النفطي.