قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن المشكلة الأساسية الآن، هي أن الناس لا تسمع، ذاهبا إلي أن العهد القديم استمع فيه إبراهيم أبو الأنبياء إلى صوت الله، كما ورد " اترك أرضك وعشيرتك واذهب إلى الأرض التي نريد ". وضرب قداسة البابا، في عظته الأسبوعية، مثالا ب " ليديا بائعة الأرجوان " بيزنس ومان " استمعت إلى القديس بولس الرسول وصارت أول معلمة في مدينة فينيقيا. قال قداسة البابا، أن مشكلة الانسان هي عدم الاستماع، وهذه كانت مشكلة اليهود أثناء زمن السيد المسيح، عندهم أذان ولكن لا يسمعون، " ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون "، في الوقت الذي كان فيه ثوت الله من خلال الشريعة المكتوبة، كالوصايا العشر أو من خلال الأنبياء مثل ارميا الباكي الذي كان ينقل رسائل الله والناس لا تسمع. وفي العهد الجديد استمر صوت الله، ولكن من خلال الروح القدس في الأسفار المقدسة، وصوت الشماس الذي يقرأ، حتى القديس اوغسطينوس كان بعيدا وعاش في الشر واستمع إلى رسالة القديس أنطونيوس التي كتبها القديس اثناثيوس، وهنا بدأ يقدم توبته ويتخلص من الشر ويصبح قديسا ويصير أسقفا ذائع الصيت في التاريخ المسيحي. وأضاف مواصفات صوت الله أنه قريب جدًا، فقد يتكلم أقرب إلى الانسان من أقرب الناس إليه، ويقرع على الباب وينتظر الإستجابة وهو ما قاله المسيح على الصليب " يا أبتاه اغفر لهم " وقوله " ذاكرين يا رب في ملكوتك ". طالب البابا الأقباط أن يكونوا على يقظة وانتباه إذا حضروا الاجتماع أو العظة، مؤكدا أن الله عندما وجد الانسان بعيدا نزل إليه من السماء لكي يستمع إليه، مشيرا إلى أن الطفولة معبر جيد لصوت الله. أما الصفة الثانية، فهي أن صوت الله مشتاق للإنسان أن يستمع إليه وأن تكون هناك استجابة، صوت حبيبي قارعا افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي.. لان راسي قد امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل "، ذاهبا لو أن الانسان انشغل بالتوك شو والأخبار والمشاكل فلم يعد ينشغل بصوت الله. قال البابا إن المشاكل والمتاعب والمرض قرقعات قد تكون شديدة من الله لكنها لمصلحة الانسان، وهناك قرقعات خفيفة. أما الصفة الثالثة فهي أن صوت الله مستعد أن يعمل معك، ولا ينظر إلى الماضي ذاكرا ما جاء في الكتاب المقدس " يا زكا أسرع اليوم حصل خلاص لهذا البيت " هناك طائفة من بشر لهم أذان ولكن لا يستمعوا لصوت الله، منهم من قلبه غليظ وليس به محبة او الكلام لا يوافق مزاجه، وآخر بسبب الكبرياء فهو لا يسمع إلا نفسه ويعتبر أن فكره هو أفضل فكر في العالم منهم الكتبه والفريسيون المراءون وقصة المولود الأعمى الذي فتح المسيح عينيه. والسبب الثالث الذي لا يجعل الانسان لا يستمع لصوت الله هو العناد، وقصة اسطفانوس قائد الشمامسة الذي حاول اليهود أن يرجموه بعد عودته مع الجنود ورجموه رغم موافقة شاول الطرسوسي. والسبب الرابع الخوف ومثال " بيلاطس " الحاكم الذي عرضه عليه قضية ولم يعد يقدر على حلها وسلمه لليهود وزوجته التي قالت له " إياك وهذا البار فاني تألمت كثيرا في حلمي من أجله ".