تحول مشروع تطوير الصرف الصحي بمنطقة "عين أم الزير" الشعبية والقديمة بواحة الخارجة، إلي سبب معاناة أهالي المنطقة، الذين أصبحوا تحت الحصار بعد إغلاق معظم مداخل ومخارج الحي إلا مدخل واحد لا يتجاوز عرضه 2 متر تستغله 500 أسرة، فضلا عن الحفر التي تعرض سكان المنطقة وأطفالهم للخطر. "البوابة نيوز" انتقلت إلى الحي والتقت سكان الحي لرصد أبعاد المشكلة، حيث قال إبراهيم عمر محمد عطايا، إن "المنطقة تشهد مشروعًا للتطوير يتضمن إحلال مواسير مياه الشرب والصرف الصحي، إلا إننا رصدنا عدة مخالفات، ففي الشارع الجانبي المجاور لمنزلي لا توجد رمال أسفل المواسير المارة بطول الشارع، ما يعرض المواسير لمخاطر الكسر والتدمير، بالإضافة لإهمال منفذي المشروع إلقاء الكتل الخراسانية والرمال والأتربة، الناتجة عن أعمال الحفر علي جانبي الطريق". وتابع: "إنني رجل مريض عندي فشل كلوي، ولم تستطع سيارة الإسعاف المرور داخل الشارع، الذي أسكن به نظرًا لتراكم الأتربة والمخلفات الناتجة عن الحفر، ما اضطرني إلي استدعاء لودر خاص كلفني 150 جنيها، لتسوية الشارع بأكمله حتى أستطيع أن اخرج من منزلي لركوب سيارة الإسعاف، واشتكينا أكثر من مرة لمدير مديرية الإسكان، والمشرف علي تنفيذ المشروع دون استجابة، بالإضافة إلي أن هناك شارع تم حفره وردمه علي أساس توصيل مواسير مياه شرب به وهو ما لم يحدث". وأضاف: "أثناء أعمال الحفر تتعرض المواسير، وبعض أجزائها الي الكسر، وتم تغييرها بالكامل علي نفقتي الخاصة، بالرغم أنه ليس لي ذنب، ونتكلف عناء ومشقة وتكاليف نواتج الحفر، بالإضافة الي سقوط كبار السن من السيدات والرجال والأطفال ودرجات نارية بقائديها داخل الحفر، التي تنتج عن المشروع، موجهًا الاتهام إلي وكيل وزارة الإسكان بالإهمال في تنفيذ المشروع". وقال محمد عوض أزهري، من سكان المنطقة: "أكثر من 6 شهور، نعاني من عدة قدرتنا علي الدخول إلي منازلنا، بسبب غلق الشوارع المؤدية لها، بسبب أعمال الحفر والتطوير بالمنطقة، وطالبنا أكثر من مرة أن يتم التطوير بشكل مرحلي في شارع واحد فقط ثم الانتقال إلي شارع أخر، وهكذا فتم فعليًا غلق الشارع المؤدي، الي مسجد ميمون، والمتجه إلي شارع العروبة، ومنطقة مشربية " غيث "، والمتجه الي مسجد الأبرار والشارع المؤدي إلي عين أم الزير، حيث تم غلق 4 شوارع، ولا تستطيع سيارات الإسعاف الدخول الي منازلنا، ونضطر إلي حمل المرضي علي أكتافنا خارج المنطقة لركوب سيارات الإسعاف". وأضاف: "المنطقة شهدت عدة حوادث سقوط داخل حفر ناتجة عن المشروع، ما اضطر البعض من كبار السن الامتناع عن الذهاب للمساجد للصلاة، إلا في حالات وجود أشخاص تأخذ بأيديهم للجوامع؛ لضمان عدم سقوطهم في أي حفر ناتجة عن الحفر أو الاصطدام بكتل خرسانية ملقاة على جانبي الطريق". من جانبه، قال حاتم عبد الحكيم، أحد السكان: "المنطقة بها أكثر من 500 أسرة، وطول عمرنا لم نشك من مرفق الصرف الصحي، إلا إننا عندما شهدنا المشروع فرحنا وقلنا خير للمنطقة، إلا أن المسئولين عن تنفيذ المشروع أهملوا في تغطية الحفر الناتجة عن المشروع، فضلًا عن عدم تغطية بيارات أخري بجوار منزلي تعرض حياة الأطفال لخطر السقوط داخلها والموت، والمنطقة أصبحت مغلقة علينا ونخرج فقط من شارع لا يتعدى عرضه متران فقط". وتابع وهو يمسك بنجله: "ابني الصغير البالغ من العمر 3 سنوات أخشي عليه من السقوط داخلها البلاعات، حيث قمنا بأنفسنا بتغطية البيارة، بعد الاستعانة بأجزاء خشبية، وبقايا شباك وقوالب طوب؛ حتي لا يسقط بها أحد خاصة في فترة المساء حيث تقل الرؤية بالشارع، متسائلا هل ينتظر المسئول مصرع طفل حتي يتحركوا من مقاعدهم؟. من جانبه، أكد وكيل وزارة الإسكان بالمحافظة، المهندس أحمد حسين يوسف، أن المشروع يتضمن تطوير منطقة عين أم الزير وبها حوالي 400 منزل أو أكثر ضمن مشروع يستهدف تطوير الأحياء الشعبية باعتمادات 6 ملايين جنيه، وهناك عدة جهات، تشارك وتراقب تنفيذ المشروع، منها شركة مياه الشرب والصرف الصحي، وإدارة التطوير الحضاري، ومجلس المدينة، فلا مجال لأي تهاون أو إهمال من أي جهة، وأن أي ملحوظة يتم تلافيها فورًا. وأضاف إن المشروع يتضمن احلال خطوط مياه شرب وصرف صحي، وانتهينا من تنفيذ 95% منها، بالإضافة الي تركيب بلاطات "انترلوك" من الجدار إلي الجدار داخل جميع شوارع المنطقة، وطلاء واجهات المنازل، وإزالة المنازل الايلة للسقوط، وهناك رقابة صارمة، ومن لديه اتهامات، وأدلة ضدي وتثبت إهمالي يتوجه بشكوى رسمية للنيابة العامة للتحقيق فيها، عن مدى صحة هذه الاتهامات، والتي أرفضها كاملًا. وتابع: "بالنسبة لأغطية الصرف الصحي فإنها تصنع في مسابك خارج المحافظة، ومن الممكن وجود أخطاء في عرضها، وسيتم مراجعتها فورًا من خلال لجنة هندسية مكبرة، تضم عدة جهات ستزور المنطقة خلال 48 ساعة، للوقوف على هذه الشكاوى، وحلها فورًا نافيًا تحمل أي مواطن تكاليف نظافة شوارع أو تسويته".