أعرب الفنان اللبنانى عاصى الحلانى عن سعادته بالحفل الذى قدمه منذ أيام ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية، وبردود الأفعال التى وصلته من جمهوره وإدارة المهرجان، خاصة أنه حفله الغنائى الأول بمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية. وقدم عاصى مجموعة من أفضل أغنياته على مدار مشواره الفنى بجانب أغان للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وقال: افتتحت حفلى فى المهرجان ب أغنية «يا مصر»؛ تعبيرًا عن ما أشعر به تجاه هذا البلد، وشعبه الكريم المضياف، خاصة أنى لا أستطيع وصف ما بداخلى تجاه هذا البلد وتجاه دار الأوبرا المصرية على استضافتى بالمهرجان. عن مشاركته فى اليوبيل الفضى للمهرجان وألبومه الغنائى الجديد وتجربته فى برامج اكتشاف المواهب وتولى الرئيس اللبنانى ميشيل عون الحكم، وعلاقة بمصر تحدث عاصى الحلانى ل «البوابة».. ■ صف شعورك أثناء المشاركة الأولى فى مهرجان الموسيقى العربية؟ - لا أجد متسعًا للشكر على تكريمى بالمهرجان هذا العام؛ لأنه سيظل وسامًا كبيرًا أحمله على صدرى وشهادة إبداع سأفخر بها طيلة مشوارى الفنى، وبالطبع أشعر بسعادة كبيرة لمشاركتى الأولى بالمهرجان، فرغم أنى قدمت العديد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية ولكن مهرجان الموسيقى العربية شعور مختلف؛ لأن المشاركة فى هذا المهرجان تكريم خاص لا يقدر بثمن، وأتمنى تكرار مشاركتى بالمهرجان خلال السنوات المقبلة. ■ كيف ترى تأثير دار الأوبرا على الساحة الغنائية العربية؟ - دار الأوبرا المصرية صرح غنائى وثقافى عريق؛ فهى من تملك أو المالك الأول لتراث الشرق، وأرى أنها تؤدى دورها على أكمل وجه فى الحفاظ على الإبداع وعراقة الغناء، خاصة فى وقت استطاعت فيه أنصاف المواهب أن تتسلل للساحة وتحاول فرض نفسها، ولكن بمؤسساتنا الغنائية العريقة نستطيع أن نؤكد أن الغناء الجاد والطرب الأصيل لا يمكن مقارنتهما بأى شيء آخر وسيظلان متصدرين المشهد. ■ كيف كان تخطيطك للمشاركة الأولى فى المهرجان؟ - أردت تقديم مشوارى على مدى 25 عامًا فى الغناء، فأنا احتفلت هذا العام أيضًا مع مهرجان الموسيقى العربية باليوبيل الفضى لى فى الغناء، وقدمت مجموعة من الأغانى وهى «وانى مارج مريت» و«جن جنونى» و«مصر العظيمة» و«ياطير ياطاير» و«باب عم يبكى»، وبشكل عام قمت باختيار الأغانى التى أستطيع من خلالها تقديم طرب حقيقى للجمهور والأفضل بين مشوارى فى الغناء على مدى 25 عامًا. ■ ماذا عن ألبومك الجديد؟ - أواصل العمل فيه، وأحرص على أن يكون ألبومًا متنوعًا ومختلفًا، وأتمنى أن تكون الأمور مناسبة بالتزامن مع بداية العام الجديد حتى أتمكن من طرحه، ولكن أود أيضًا أن أوجه رسالة لكل الجمهور العربى بأننا فى أصعب المِحن سنظل نغنى لبلادنا؛ لأن الغناء سلاح فعال يجعلنا قادرين دائمًا على استكمال الحياة. ■ هل هذا له علاقة بانتخاب الرئيس اللبنانى الجديد؟ - أنا سعيد للغاية بهذه الخطوة؛ حتى يستطيع بلدى الحبيب لبنان دخول مرحلة جديدة نكون خلالها قادرين على عبور محنة الحروب، ويعود لبنان بلد الطبيعة الساحرة والجمال الخلاب وأتمنى التوفيق دائمًا لقيادتنا السياسية، وسنسهم جميعًا كل منا فى مجاله، حتى يعود بلدنا لرونقه وجماله. ■ إلى أى مدى أنت من المهتمين بالسياسة؟ - علاقتى بالسياسة لا تتعدى علاقة مواطن بداخله حرص على مستقبل ومصلحة وطنه، ولكن المشاركة فى الحياة السياسية أمر مستحيل تمامًا بالنسبة لى؛ لأننى مطرب أخدم بلدى ووطنى العربى من خلال الغناء الذى أرى أنه لا يقل دوره عن جندى الجيش الذى يحمل السلاح لحماية وخدمة وطنه. ■ لنعود مرة أخرى للفن كيف تقيم تجربتك فى برنامج «أحلى صوت»؟ - أراها تجربة جيدة وفعالة للغاية؛ لأن هدفنا الأساسى منها تقديم جيل جديد من المطربين يستطيعون حمل راية الغناء العربى خلال السنوات المقبلة، صحيح أنها مرهقة كثيرًا ومؤثرة علينا كلجنة تحكيم؛ لأنه من الصعب أن تشعر بأن قرارك يتحكم فى مصير شاب بداخله لهفة على الحياة، ولكن شعارى الأساسى فى هذه التجربة هو تقديم أجيال جديدة قادرة على حمل راية الغناء العربى. ■ أين الغناء العربى الآن؟ - لا أستطيع إنكار أننا مررنا بسنوات عصيبة، مر بها الوطن العربى بأكمله؛ لذلك لا يمكننا التقييم؛ لأن الاضطراب السياسى دائمًا ما يؤثر بالسلب على كل شيء فى أى مجتمع يصاب به، ولكن الاستقرار دائمًا ما كان حليف أمتنا العربية وأرى أنه بدأ يعود شيئًا فشيئًا، وستعود الأمور لطبيعتها، ما دمنا نمتلك الوطنية والتضحية من أجل أوطاننا. ■ ماذا تمثل لك مصر فنيا وعلى المستوى الشخصي؟ - مصر بلد الكرم والتاريخ، ولقب «أم الدنيا» لم يأت من فراغ، لأنها فاتحة ذراعيها لكل عربى موجود فى العالم، جميعنا نعشقها، وأنا أعتبرها بلدى الثانى ولا أشعر بالغربة تمامًا حين أزورها؛ فهى عصب الأمة العربية وأتمنى من الله أن يدوم عليها نعمة الأمن والاستقرار؛ لأن استقرارها هو استقرار الربيع العربى، أما على مستوى العلاقة الفنية فجميعنا كانت بداية نجاحنا من خلالها وخلال جمهورها الكريم.