على مدار أربع عشرة ليلة متصلة توالت فعاليات اليوبيل الفضى لمهرجان الموسيقى العربية التى ضمت 37 حفلا غنائيا وموسيقيا بمشاركة 83 فنانا من مختلف بلدان العالم العربى بداية من الموسيقار عمر خيرت، الفنان على الحجار، الفنان مدحت صالح، ولأول مرة الفنان عاصى الحلانى، للمرة الرابعة الفنان مروان خورى، وعودة حميدة للفنان عبده شريف، هذا بالإضافة إلى نخبة كبيرة من الأصوات الشابة على سبيل المثال الفنانة ريهام عبدالحكيم، الفنان محمد عساف. نجاح أشاد به الجميع استطاعت أن تحققه الدورة الخامسة والعشرون من مهرجان الموسيقى العربية تحت إشراف رئيس دار الأوبرا المصرية ورئيس المهرجان د. إيناس عبد الدايم التى تحدثت إلينا عن تقييمها لفعاليات الدورة، فعلى الرغم من جميع الصعوبات، فقد استطاعت وبالتعاون مع مدير المهرجان الفنانة جيهان مرسى وأعضاء اللجنة التحضيرية وأيضا العلمية أن تخرج بها إلى النور محققة نجاحا فاق جميع التوقعات، وأثمر نخبة من أبرز الحفلات التى أشاد بها الجميع لكبار نجوم الغناء فى مصر والوطن العربى وأيضا أثمر مجموعة من الأفكار التى يفترض أن يتم العمل عليها لتحقيقها من خلال الدورة القادمة. • الافتتاح.. • فى البداية إذا تحدثنا عن تقييمك لليوبيل الفضى لمهرجان الموسيقى العربية كرئيسة له وكفنانة؟ - بالنسبة إلى وعقب أيام كثيرة وطويلة، ومجهود ضخم تم بذله من قبل جميع القائمين على المهرجان، إذا بدأنا من الافتتاح فأنا فى الحقيقة فخورة للغاية به، ورد فعله العظيم الذى لمسته على مستوى الدولة، والحمدلله أننا نجحنا فى تقديم حفل منظم، كنا من خلاله موفقين فى اختيار البرنامج الذى تضمنه بالإضافة إلى جميع معالم الاحتفال، فالجدير بالذكر البداية القوية التى شهدتها حفلات المهرجان، بل توالت مع إقبال جماهيرى شديد كان محور حديث الجميع. • فى البداية لا يجوز لنا ألا نتوقف عند حفل الفنان عاصى الحلانى الذى يشارك لأول مرة من خلال المهرجان بحفل كان بالفعل محور حديث الجميع؟ - فى الحقيقة إننى لم أتوقع نجاح حفلة عاصى بهذا الشكل الذى حققته، وإن كنت أعلم جيدا شعبيته فى مصر والوطن العربى بأكمله وعشقه لمصر، ولكن فى الحقيقة رد الفعل الذى لمسته بالمسرح أثناء الحفل من الجمهور ومنه لمصر وللأوبرا وللجمهور أذهلنى للغاية، فقد صادف حضور بعض الأصدقاء من لبنان الحفل، وللعلم هم ليسوا بأصدقاء لعاصى وإنما هم فنانون متخصصون، فقط بمجرد أن علموا بوجود الحفل قرروا الحضور والجميل هو رد فعلهم، حقيقى كل التحية له لأنه كان قادرا على تقديم حفل قوى منذ الوهلة الأولى ويكفى أنه على مدار مدة غنائه كان حريصا على ذكر اسم مصر والغناء لها وتشجيع شعبها وجيشها، وفى المقابل تفاعل غير عادى من قبل الجمهور معه. • برأيى أن هذا النجاح الذى حققه حفل الفنان عاصى الحلانى كان المؤشر الذى تستطيعين من خلاله إدراك نجاح خططتك التى من أجلها حرصت على تقديم هذه التوليفة الفنية حيث أبرز الأصوات المصرية والعربية وحيث التفاف جمهور الوطن العربى ومصر حول صوت نجمهم المفضل..؟ - بالتأكيد، فمن خلال حفلات المهرجان اجتمعت جميع فئات الشعب المصرى والعربى سواء من خلال حفل الافتتاح، حفل عاصى الحلانى، حفل محمد عساف وريهام عبد الحكيم الذى شهده عدد كبير من الجمهور الفلسطينى والعربى أيضا والمصريين وقمة التفاعل الذى شهده، حقيقى أنا وجميع القائمين على المهرجان سعداء بنجاح المهرجان وإن كنت سعيدة أكثر بكثير بعودة مصر إلى دورها الريادى فى ربط الدول العربية الشقيقة واحتوائها الفن الحقيقى. • عمر خيرت .. • إحدى مفاجآت المهرجان هذا العام كان الافتتاح الذى شهد حضور الموسيقار عمر خيرت؟ - مفاجأة واختيار موفق أنا فى غاية السعادة به، فأنا حقيقى سعيدة أن عمر تفضل مشكورا بالموافقة على فكرتى بتواجد كل من الفنان على الحجار، والفنان مدحت صالح والفنانة ريهام عبدالحكيم معه من خلال حفل الافتتاح، والحمد لله اعتقد أن هذا اليوم أسعد الجمهور بشكل غير عادى وغير متوقع، وبما أنه حفل الافتتاح فقد كان هناك تواجد كبير وملحوظ لضيوفنا العرب واللجنة التحضيرية وبعض الفنانين العرب، لذلك كان من المهم أن نجعل العالم يرى ما نمتلكه كمصريين. • صعوبات.. • من مفاجآت المهرجان لأبرز الصعوبات التى واجهت إدارة المهرجان التى يصعب إغفالها أثناء الحديث عن المهرجان؟ - فى الحقيقة هناك الكثير من الصعوبات والمعوقات التى بالفعل واجهت جميع القائمين على هذا المهرجان وإن كنت أتحمل على عاتقى المسئولية الكبرى، لأن تسعين فى المائة من القرارات كان من مسئوليتى الموافقة عليها واتخاذ اللازم بشأنها وتنفيذها، وليظل الشق المالى العائق الأكبر وإن كنت بدأت أشعر بانفراجة بشأنه، فمع إلقاء الضوء المستمر عليه أصبح لدينا العديد من الأبواب التى فى انتظار افتتاحها، وللعلم فعلى الرغم من جميع المعوقات يظل هناك إصرار من قبلنا جميعا، والنتيجة خروج المهرجان إلى النور بشكل نفتخر به، وهذا هو ما يعنينى فماذا إذا لم يوجد لدينا معوقات فلنتخيل معا شكل هذا المهرجان وما سيصبح عليه. • اتفاقيات.. • وماذا عن الاتفاقيات مع نجوم المهرجان من مصر والوطن العربى هل مثلت عائقا أمام إدارة المهرجان؟ - دائما تظل الاتفاقيات مع الفنانين والترتيبات والتحضيرات التى عادة ما تسبق المهرجان مهمة وبحاجة إلى المجهود والوقت لإتمامها، ولكن يظل لجوؤنا للفنانين للمشاركة من خلال المهرجان بلا مقابل أمرًا أنا كمصرية وكفنانة يعز على نفسى القيام به، هذا المطلب من أى فنان أمر فى غاية الصعوبة وإن كنت مضطرة للقيام به، لكن ما أسعدنى فى الواقع كرم وأخلاق الفنانين العرب، على سبيل المثال الفنان عاصى الحلانى الذى قدم حفلاً بهذا الصدى الكبير بلا مقابل فهذا إن دل فهو يدل على مدى عشقه لمصر، حقيقى رصيد مصر عند هؤلاء النجوم قوى جدا وهو ما يمنحنا دائما قوتنا وهو الأساس الذى نعمل عليه، عقب ذلك تأتى مرحلة التحضيرات والترتيبات الداخلية، والحقيقة أن هناك عائقًا رهيبًا ألا وهو صغر مساحة مسرح دار الأوبرا على المصريين والعرب وعلى النجاح الذى نحققه، فهناك إقبال شديد، وفى المقابل عدد المقاعد محدود، ولكن الحمد لله أسعى جاهدة للتوصل إلى إعادة بعض الحفلات بشكل مستمر. • أفكار جديدة.. • فى نهاية كل دورة تخرج إدارة المهرجان بأفكار جديدة تطرح للنقاش وتحقيقها على أرض الواقع فماذا عن هذه الدورة؟ - بالفعل, ومن خلال الدورة ال25 كانت البداية منذ اللحظة الأولى لفتح شباك التذاكر، حيث اتخذت قرارًا بشأن الدورة القادمة وهو أنه سيكون هناك بعض الحفلات التى سنحرص على تقديمها على مدار يومين وليس على مدار يوم واحد كما هو معتاد لنعطى مساحة أكبر لجمهورنا للتواجد من خلال مهرجان الموسيقى العربية». • عبده شريف.. • يعود من جديد هذا العام الفنان عبده شريف للوقوف على مسرح دار الأوبرا ولأول مرة من خلال مهرجان الموسيقى العربية. - فى الماضى كنت قد سبق لى الاستماع إلى حفل من حفلاته ضمن احتفاليات العندليب عبدالحليم حافظ، والحقيقة أننى أعجبت كثيرا بصوته وأدائه وأدركت وقتها مدى شعبيته وجماهيرته، ولكنه فجأة اختفى ولفترة طويلة ولكن أثناء زيارة قمت بها إلى المغرب قررت السؤال عنه وكيفية التواصل معه ومن خلال سفير مصر بالمغرب مشكورا تفضل بالقيام بمهمة التواصل بينى وبين بعض أصدقاء الفنان عبده شريف، وبالفعل تواصلنا وبمساعدة الأصدقاء المشتركين بيننا من لبنان والمغرب نجحنا فى أن يتخذ عبده شريف قرار العودة للغناء بمصر وتحديدا على مسرح دار الأوبرا المصرية وتحديدا من خلال مهرجان الموسيقى العربية، والحمد لله عودة حميدة له. • من حديثك أستشعر مدى الحرص الشديد والإصرار لديك على حضور ليس فقط الفنان عبده شريف أحد الفنانين العرب وإنما كل فنان عربى من مختلف بلدان الوطن العربى؟ - حقيقى، فإذا تحدثنا عن الفنان عبده شريف فقد كنت حريصة على حضوره، لأننى حريصة على جمع شمل الفنانين العرب ونظرة حقيقية ينبغى أن نلتفت إليها جميعا لما نمر به فى مصر وفى الوطن العربى، نحن فى محنة حقيقية جميعا وفى المقابل عددنا كفنانين حقيقيين قليل، لذلك إذا استطعنا أن نتجمع ونتواجد معا، فهو لأمر فى غاية الأهمية، بالإضافة إلى أننا لسنا بمهرجان تجارى حتى يأتى الفنان لتقديم عمله والمغادرة لمجرد العمل، فإننا فى حقيقة الأمر مهرجان دولة ووطن وللعلم كل فنان يأتى إلى مهرجان الموسيقى العربية بلا مقابل لديه الكثير من الاحتفاليات والمهرجانات التى يتقاضى عنها أجره، ولكن يظل هناك فارق كبير بين الغناء بلا مقابل عن الغناء بمقابل، أنا كفنانة أستطيع أن أجزم على مدى الفخر وعزة النفس والسعادة التى يشعر بها أى فنان قرر أن يصعد لخشبة المسرح للغناء من أجل الغناء ولإسعاد جمهوره، هذا الهدف والأساس، الذى من أجله أصبح لدينا مهرجان الموسيقى العربية والحمد لله د. رتيبة الحفنى نجحت على مدار أعوام أن تجمع هذا الشمل . • المؤتمر العلمى.. • إذا تحدثنا عن المؤتمر العلمى فما تقييمك له؟ - تحت إشراف لجنة برئاسة رشا طموم استطاع أن يسير بشكل جيد، وذلك نظرا لأداء يحسب للجنة الأكاديمية المحترمة القائمة عليه، وبالفعل منذ البداية وهناك اتفاق على الأفكار، والحقيقة أن عدد الأبحاث كان قويًا وتم اختياره وفقا لشروط المؤتمر، وقد كان هناك إقبال أدهشنى وزاد من حماسى لأنه شهد مشاركة عدد كبير من الدول العربية ومن مصر، والحمدلله هناك تطوير ملحوظ فى المؤتمر يحسب له. • أهل المغنى.. • من أبرز الأفكار الجديدة التى شهدتها الدورة الخامسة والعشرون هو لقاء الشاعر جمال بخيت على مدار أيام المهرجان تحت عنوان «أهل المغنى»، فماذا عنها؟ - باختصار هى فكرة قام بطرحها الشاعر جمال بخيت على مدير المهرجان جيهان مرسى، والحقيقة أننى تحمست من أجلها، وذلك نظرا لوجود جمهور عربى كبير يحرص على حضور المهرجان يستحق منا تقديم معلومة عن ملحن أو مؤلف، وهى إضافة تتماشى مع موضوع المهرجان، فى الوقت نفسه ماذا إذا كانت هذه المعلومة من يقدمها هو الشاعر جمال بخيت بما يمتلكه من ملكة لهذا الأداء وهذا المفهوم، كل هذا دفعنا للتحمس من أجل الفكرة وتقديمها كإضافة للدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الموسيقى العربية. • ماجدة الرومى.. محمد منير • ما حقيقة التفاوض مع الفنانة ماجدة الرومى للمشاركة من خلال المهرجان ومتى نرى الكينج محمد منير على مسرح مهرجان الموسيقى العربية؟ - بالنسبة للفنانة ماجدة الرومى فقد أوشكنا على الاتفاق معها إلا أننا تعثرنا نظرا للظروف المالية، أما فيما يخص الفنان محمد منير فنحن جميعا نعلم أن وجوده يمثل شرفًا وسعادة لنا جميعا، ولكنه فى الحقيقة بحاجة إلى طاقة أمنية لحفله للأسف ليست متوافرة لدينا». • الصوت الذى تتمنين وقوفه على مسرح دار الأوبرا المصرية من خلال مهرجان الموسيقى العربية؟ - الفنان كاظم الساهر، لأنه فنان ممتاز، وفى الحقيقة أتمنى أن يعود نشاطه من جديد على أرض مصر. • المسرح الخارجى.. • أخيرا المسرح الخارجى وإحدى إضافات الدورة الخامسة والعشرين؟ - فى الحقيقة الهدف الرئيسى من هذا المسرح هو الخروج بره أسوار الأوبرا تدريجيا، فهو شاهد على أقوى الحفلات الموسيقية لتقديم التراث، وقد أذهلنى كم الجمهور الحريص على حضور حفلاته، حيث العديد من المواهب الحقيقية من الشباب والأطفال والأنشطة والأفكار، والحقيقة أننى سعيدة بالصدى الذى حققه لأنه مسرح مقام فقط من أجل الجمهور بلا مقابل، الهدف منه أن يحضر الجمهور للاستمتاع بالموسيقى والحمد لله رغم أنه لأول مرة يشهده مهرجان الموسيقى العربية إلا أنه حقق نجاحا أسعدنى للغاية.•