سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير أمني أمريكي: الجيش العراقي يحاول تحجيم دور قوات "الحشد الشعبي.. وتخوفات من تسببها في انتكاسة سياسية في البلاد بعد ارتكابها عدة انتهاكات بحق السكان في المدن السنية
تناول تقرير لمجموعة صوفان الأمريكية للاستشارات الأمنية دور القوات الشيعية في عملية تحرير مدينة الموصل، التي تعد عاصمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، في مقابل الرفض الأمريكي والعراقي الرسمي لقتال تلك القوات داخل المدينة، خوفًا من دوافعها الطائفية وصلاتها بإيران واحتمالية اعتراض سكان المدينة ذات الأغلية السكانية السنية. التقرير قال إن الجيش العراقي يحاول تحجيم دور قوات "الحشد الشعبي" الشيعية في المعركة، لتسببها في انتكاسة للمصالحة السياسية في البلاد على المدى الطويل، بعد ارتكابها عدة انتهاكات بحق السكان في المدن السنية التي دخلتها من قبل، وأبرزها تكريت والرمادي والفلوجة، إثر اتهامها لبعضهم بالتعاون مع التنظيم. وخوفًا من تكرار الحشد الشعبي لتلك الأفعال، اشترط رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن تقتصر مشاركته في المعركة على التقدم تجاه الموصل من الغرب فقط دون دخولها، والمساعدة في تحرير مدينة تلعفر. وأرجع التقرير ذلك الشرط إلى السياسة الأمريكية في منح الحشد الشعبي الحد الأدنى من المساعدات فقط، وتقديمه فقط للقوات غير المدعومة بالسلاح أو المال من إيران. ويطرح النفوذ السياسي الكبير للقوات الشيعية العراقية، بسبب الدعم المقدم من لواء القدس بالحرس الثوري الإيراني، تساؤلًا حول مدى استجابتهم المتوقعة لتوجيهات العبادي؛ ففي منتصف أكتوبر الماضي تعهّد القيادي الشيعي قيس خزالي، زعيم قوات "عصائب أهل الحق" المدعومة إيرانيًا"، بدخول الموصل للانتقام من "قتلة الحسين"، كما زعم. على الجانب الآخر، يتفق الشيعة مع العبادي في بعض المسائل، منها تأييد الولاياتالمتحدة في رفضها التدخل العسكري التركي في المعركة، لأسباب أبعد من الاختلاف مع تركيا السنية، متعلقة بالمخاوف من أطماع تركيا التوسعية في شمال العراق، وبشكل خاص في مدينة الموصل. أيضًا فإن أكراد العراق قلقون من أهداف تركيا من الوجود العسكري في البلاد بعد تحرير الموصل، التي قد تتركز على إرهاب القادة الأكراد ومنعهم من الاستمرار في الاستفتاء المزمع إجراؤه على الاستقلال الكامل لكردستان العراق. وأكد التقرير على التخوف الأمريكي من حجم تأثير قاسم سليماني، قائد لواء القدس، والزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، على القوات الشيعية والحكومة العراقية، الذي سيجعله يحدد مع الشيعة بقاء قوات التحالف الدولي في البلاد بعد تحريرها من داعش من عدمه؛ وغالبًا سوف يتخذون القرار برحيل القوات الأمريكية، في حين سيميل العبادي على الأرجح إلى ضرورة استمرار الوجود الأمريكي. وأوضح تقرير "صوفان" أن العبادي وضع خطة، يُنتظر تنفيذها خلال الصيف القادم، لدمج قوات الحشد الشعبي في القوات المسلحة العراقية، لتجنب اعتراضاتها على الولاياتالمتحدة. ولكن تحوم الشكوك حول تلك الخطة التي ستنقل الانقسامات الطائفية الشعبية داخل الجيش نفسه بدلًا من علاجه. أيضًا قد يكلّف ذلك الجيش مزيد من النفقات لا يمكنه تغطيتها، في ظل التراجع الحالي لأسعار النفط. فيما يرجّح التقرير سيناريو آخر، يقوم على مطالبة العبادي قادة القوات الشيعية بحل فصائلهم وممارسة الحياة السياسية، معتبرًا أن هذا الحل يحقق الاستقرار للعراق في حال لجأ رئيس الوزراء إليه بالفعل.