لجأ تنظيم "داعش" الإرهابي إلى تجديد بيعة عناصر له في المدن العراقية، بعد تداول أنباء أوساط مؤيديه تفيد بنكس مقاتلين من التنظيم في الموصل للبيعة بعد هروبهم من المعركة التي بدأت فجر الإثنين الماضي. وبثت وكالة أعماق الناطقة باسم التنظيم مقطع فيديو قصير يظهر فيه مجموعة من "الدواعش" وهم يتواجدون في منزل قيل أنه في مدية تلعفر العراقية بمحافظة نينوى، وتعهدوا فيه لأبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش"، بالقتال معه حتى الموت، مرددين: "نبايع أمير المؤمنين وخليفة المسلمين على السمع والطاعة، في المكره والمنشط، وفي العسر واليسر، وعلى أثرة علينا، وعلى ألّا ننازع الأمر أهله، إلا أن نرى كفرا بواحا لنا فيه من الله حجة وبرهان". يأتي الفيديو كمحاولة لرفع معنويات عناصر التنظيم الذي يواجه انحسار في مدينة الموصل، معقله في العراق، بجانب هروب عناصر له من المعركة، إذ نقلت وسائل إعلام عراقية أنباء عن تنفيذ "داعش" حكم بالقتل في سبعة من عناصره يحملون جنسيات عربية وأجنبية حاولوا الفرار من معركة الموصل. وقام التنظيم، بحسب وسائل الإعلام العراقية، بوضعهم مكبلين الأيدي والأرجل في ساحة وسط مدينة الموصل ودهسهم بواسطة آلية كبيرة (شفل) ليتم تمزيق أجسادهم إلى اشلاء وتناثرها على الأرض. وحاول التنظيم التقليل من المعركة في الموصل، إذ نشرت مجلة "النبا"، المعبرة عنه، في افتتاحيتها لعدد هذا الأسبوع، شرح رؤية التنظيم للمعركة، وأفادت بأن المعركة تم التعجل فيها من قبل أمريكا حتى تنتهي منها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في الثامن من نوفمبر القادم، زاعمة أن إطالة أمدها في صالح التنظيم وتكلفة مادية لمحاربيه. في نفس الوقت لم تتجاهل المجلة احتمالية الهزيمة، قائلة إن ذلك يدخل ضمن "ابتلاء المؤمنين بالبأساء والضراء"، ما اعتبرته الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في حديثها مع "البوابة" أنه تهيئة نفسية ل"دالواعش" حال الانسحاب من الموصل. وتطرقت إلى مقطع الفيديو قائلة إنه تأكيد على خسارة "داعش" الكبيرة، ما دفعه لمخاطبة عناصره وتسكينهم. واعتبرت أن الفيديو رسالة لداخل التنظيم أكثر من خارجه، مستبعدة أن تستمر الانشقاقات ومحاولات الهروب. وأوضحت أن المندمجين في "داعش" لم يلتحقوا به لغرض الخلافة ولكن لكونه كان الأقوى على المشهد، ما يعني أن ضعفه يعني تركه للبحث عن وسيلة أخرى تنفذ لهم قناعتهم في قتل الأخر. وتوقعت أن يتجه "الدواعش" الهاربين إلى تركيا بعد حالة التضيق الشديدة التي لاقوها في سوريا بالتزامن مع معركة حلب والضربات الجوية. وشكت في نوايا تركيا، قائلة إن أنقرة حرصت على إقامة منطقة أمنة بينها وبين سوريا بعمق 5000 كيلو، مرجحة إنها ستسهل انتقال الدواعش إليها لحمايتهم من التضيق عليهم في كلًا من سورياوالعراق. ورجحت أن يفقد تنظيم "داعش" أغلب نفوذه بحلول منتصف العام القادم، مشددة على أن ذلك لا يعني انتهاء خطره تمامًا أو عودة الهدوء التام إلى المنطقة.