تناول كبار كتاب المقالات في الصحف المصرية الصادرة اليوم الأحد، عددا من القضايا المهمة على رأسها دلالات كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة ، والعلاقات المصرية السعودية . فتحت عنوان "بين الرياضوالقاهرة" ، قال الكاتب الصحفي صلاح منتصر في صحيفة "الأهرام" إنه ليست أول مرة، ولن تكون الأخيرة، التى يسعى فيها الساعون لبث الوقيعة بين القاهرةوالرياض، بعد نجاح مصر بدعم السعودية فى إزاحة حكم "الإخوان". وللأمانة فإن مصر الدولة لم تخف يوما موقفها تجاه الأزمة السورية منذ أيام المجلس العسكرى إلى اليوم، تختلف أو تتفق معها، ليس هذا هو المهم، بل المهم هو أن المصالح والمصائر المشتركة بين السعودية ومصر، أكبر من هذا الخلاف "المهم". وتساءل:من المستفيد عند حدوث أى أزمة؟ الجواب: هم من يريدون إفساد العلاقة بين القاهرةوالرياض، وهم أوضح من عين الشمس : جماعة الإخوان، ومن يتحالف معها فى مصر والمعسكر الخمينى فى السعودية، والأمر ليس دفاعا عن شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي، بل عن قيمة العلاقة السعودية - المصرية ومكانتها، وهى فوق أى قيمة ومكانة. وقال الكاتب إن ما يجمع الدول هو المصالح الكبري، وليس الخلاف على قضية واحدة، أو العواطف والانفعالات اللحظية، والمراد قوله إن هناك من يسعى للوقيعة بين القاهرةوالرياض وللأسف يجاريهم البعض، ولذلك من المهم تأسيس إطار يمكن فيه التعايش بين الخطابين الخليجى والمصرى حول الأزمة السورية وعدم تحويل هذا "الاختلاف" إلى مادة للشقاق والتراشق، الأمر لا يحتمل هذا. وفي صحيفة الأخبار ، قال الكاتب الصحفي محمد بركات تحت عنوان " مصر.. والسعودية خطيئة الجهالة والحماقة" :إنه حتي لو تقبلنا ولو بصعوبة أن التسرع والرعونة وعدم الفهم وحدهم كانت وراء عاصفة القذائف المتبادلة، بين بعض المنتمين للإعلام بأجهزته المختلفة المقروءة والمرئية علي الجانبين المصري والسعودي خلال الايام القليلة الماضية، فإن ذلك لا ينفي عمن أثاروا هذه العاصفة وكانوا وراء القذائف المتبادلة صفة الحماقة والجهالة في ذات الوقت. وتابع:"الحماقة لأن كلا الطرفين ما كان يصح لهما الوقوع في خطيئة التصور المغلوط، بأن من مصلحة أي من الدولتين المصرية أو السعودية التهجم علي الأخري أو محاولة النيل منها، أو حتي مجرد محاولة التقليل من شأنها ولو بالإشارة أو التلميح من قليل أو بعيد". وأردف:"الجهالة لأن كليهما انزلق بغباء ودون تبصر، الي هاوية الإساءة غير المقبولة الي العلاقات الأخوية التاريخية القائمة والراسخة بين الشعبين المصري والسعودي، ضاربا عرض الحائط وبجهالة تامة ما يربط بينهما من مشاعر حب واحترام وما يوثق بينهما من أواصر ود وقرابة وصداقة". وأضاف:"كانت الجهالة والحماقة أكثر بروزا فيما ظهر من غيبة واضحة لدي الجانبين، عن الادراك الصحيح والواعي بأن المصلحة الوطنية والقومية العليا محليا وإقليميا ودوليا للدولتين، تقتضي ضرورة الحفاظ علي متانة وقوة العلاقات الأخوية بينهما، وضرورة وقوفهما معا قلبا ويدا في مواجهة التحديات والأخطار المحدقة بكل منهما والمحيطة بالأمة العربية كلها". وقال بركات إن "الجهالة والحمق كانا ايضا واضحين عند طرفي الصياح والهجاء والإثارة، عندما غابت عنهما الحقيقة الواضحة كعين الشمس، بأن ما يقومان به إنما يصب في خانة واحدة وهي خانة دعم أعداء الأمة العربية والمتربصين بها". وتحت عنوان " إجلاء رائع من السيسي.. لمواقفنا تجاه قضايا مهمة" ، قال الكاتب الصحفي جلال دويدار في صحيفة الأخبار "إنه من منطلق التقدير للمسئولية الوطنية والقيادة الحكيمة لحكم دولة مصر الشامخة والكبيرة يتحتم ان نحيي حرص الرئيس علي توضيح الحقائق وإجلاء الامور فيما يتعلق بقضايانا الداخلية والخارجية، ان لجوءه الي هذا الاسلوب يمثل عاملا هاما لطمأنة الشعب علي أحواله وتعظيم المساهمة في استقرار مصر وامتداد هذا الاستقرار الي علاقاتنا بالاشقاء وكل دول العالم..تأتي هذه الرسالة الرشيدة فيما تضمنته كلمته في الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين لقواتنا المسلحة". وأضاف:"ما جاء في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي والقائد الاعلي لقواتنا المسلحة في هذه الندوة تضمن اجلاء تاما للعديد من القضايا التي شغلت في الآونة الأخيرة الرأي العام المصري والعربي والعديد من العواصم العربية وعواصم العالم،هذه التوضيحات التي ألقت الضوء علي الموقف المصري فيما يتعلق بما دار ويدور علي الساحتين العربية والدولية أشاعت شعورا بالقبول والراحة من كل أطياف الشعب المشغولة بهموم ومشاكل هذا الوطن، انها في نفس الوقت استهدفت كشف عمليات المزايدات القائمة علي التآمر والجهل واللغوصة الاعلامية خاصة ما يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي وكلها تستهدف الاضرار بالصالح المصري الوطني والقومي". وأشار الكاتب إلى أن السيسي اختتم كلمته الرائعة والغاية في الاهمية بالتأكيد علي ان علاقاتنا بدول الخليج راسخة واستراتيجية واصفا ما يجري حاليا بانه محاولة لتخريب هذه العلاقات وعزل مصر عن اشقائها. وحذر في نفس الوقت من تصاعد حملات تخريب الداخل المصري من خلال ما يتم تناوله بمواقع التواصل الاجتماعي التي تتسم بالريبة وطالب كل اجهزة الاعلام بضرورة الالتزام بنقل المعلومات الصحيحة والدقيقة وتبني القضايا الوطنية.