حتي لو تقبلنا ولو بصعوبة أن التسرع والرعونة وعدم الفهم وحدهم كانت وراء عاصفة القذائف المتبادلة، بين بعض المنتمين للإعلام بأجهزته المختلفة المقروءة والمرئية علي الجانبين المصري والسعودي خلال الايام القليلة الماضية، فإن ذلك لا ينفي عمن أثاروا هذه العاصفة وكانوا وراء القذائف المتبادلة صفة الحماقة والجهالة في ذات الوقت. الحماقة لأن كلا الطرفين ما كان يصح لهما الوقوع في خطيئة التصور المغلوط، بأن من مصلحة أي من الدولتين المصرية أو السعودية التهجم علي الأخري أو محاولة النيل منها، أو حتي مجرد محاولة التقليل من شأنها ولو بالإشارة أو التلميح من قليل أو بعيد. والجهالة لأن كليهما انزلق بغباء ودون تبصر، الي هاوية الإساءة غير المقبولة الي العلاقات الأخوية التاريخية القائمة والراسخة بين الشعبين المصري والسعودي، ضاربا عرض الحائط وبجهالة تامة ما يربط بينهما من مشاعر حب واحترام وما يوثق بينهما من أواصر ود وقرابة وصداقة. وكانت الجهالة والحماقة أكثر بروزا فيما ظهر من غيبة واضحة لدي الجانبين، عن الادراك الصحيح والواعي بأن المصلحة الوطنية والقومية العليا محليا وإقليميا ودوليا للدولتين، تقتضي ضرورة الحفاظ علي متانة وقوة العلاقات الأخوية بينهما، وضرورة وقوفهما معا قلبا ويدا في مواجهة التحديات والأخطار المحدقة بكل منهما والمحيطة بالأمة العربية كلها. والجهالة والحمق كانا ايضا واضحين عند طرفي الصياح والهجاء والإثارة، عندما غابت عنهما الحقيقة الواضحة كعين الشمس، بأن ما يقومان به إنما يصب في خانة واحدة وهي خانة دعم أعداء الأمة العربية والمتربصين بها. اللهم أنعم علينا بسلامة البصر وحسن البصيرة،...، وارحمنا ياالله من الحماقة والجهالة والذلل.