كشفت وثيقة للمخابرات الأمريكية تعود إلى 1976، الكثير حول "طرائق تفكير" الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وذلك من وجهة نظر أمريكية بحتة، في فترة تموج بالتغيرات الداخلية والخارجية للدول العربية. تقول الوثيقة التي حملت عنوان "نظرات القادة العرب للولايات المتحدة "عن سياسات السادات في السنوات القليلة التي سبقت تاريخ كتابتها، إنها أفضل مثال على زيادة المرونة في تحقيق الأهداف الاستيرايتيجية، على الرغم من أن اتهام السادات برهن المصالح المصرية للولايات المتحدة، إلا أنه طور سياسة خارجية تعتمد على تأسيس التعاون المتبادل مع أي دولة يمكن أن تساعد مصر. ووصفت الوثيقة مصر تحت قيادة السادات، بأنها اتخذت طابعا "شخصانيا"، أي أن الدولة باتت تعتمد على شخصية القائد أكثر من اعتمادها مطالب الشعب أو المؤسسات السياسية، ولم يقتصر هذا الطابع على مصر فقط بين دول الشرق الأوسط. وعلقت الوثيقة الأمريكية حول كلمة دائما ما يرددها أنور السادات "أمريكا تمسك بكل الكروت" في جهوده للتفاوض الذي يؤدي إلى انسحاب إسرائيل من المقاطعات العربية التي تحتلها، الأمر الذي وصفته بأكبر الأهداف الحيوية للعرب، وتقول الوثيقة إن الولاياتالمتحدة فعلا كما يرى السادات، هي الدولة التي تستطيع أن تقدم الحلول والسلام، ليست الجيوش العربية أو الاتحاد السوفييتي، إنها حقيقة بسيطة أدركها السادات، فهو بذلك يستطيع أن يعيد بناء اقتصاده، ويحصل على استثمارات غربية، وأمريكية ومساعدات تقنية. السادات وفقا للوثيقة التي كشفت عنها المخابرات الأمريكية كان يراهن على تغير موقف الولاياتالمتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي، على الرغم من حرب 1973، وأن تدرك الولاياتالمتحدة أين تكمن مصالحها. وبعد مخاصمة العرب لأنور السادات، تقول الوثيقة، إنه رفضهم بعد أن رفضوه، لأنه كان يدرك بأن التعاون السياسي لا يتطلب بالضرورة إجماعا في الآراء، ورغم التقارب المصري الأمريكي إلا أن السادات أدرك أن هناك فروقا جوهرية بين البلدين في بعض القضايا مثل المسألة الفلسطينية. لقد استفاد السادات من انفراج الأزمة بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا في "صياغة السياسة الخارجية لمصر في تعاونها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية"، هذا الانفراج بين القطبين الدوليين الذي أحبط السادات، وجعله يتوقع أن السوفييت ضغطوا على العرب أثناء اجتماعات القمة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي في 1972 و1973.