أعلنت سوريا عن هجوم جديد ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب يوم الخميس في حين لم يتوصل الدبلوماسيون في نيويورك إلى سبيل لاستئناف هدنة توسطت فيها الولاياتالمتحدةوروسيا وانهارت هذا الأسبوع. وشنت طائرات حربية أعنف ضربات جوية منذ شهور على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب مما يوجه ضربة جديدة للجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية السورية التي تدور منذ 2011. وقال مسئولون من المعارضة المسلحة وعمال إنقاذ إن قنابل حارقة كانت بين القذائف التي انهمرت من الجو على المدينة. وقال حمزة الخطيب وهو مدير مستشفى في شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة لرويترز إن عدد القتلى بلغ 45. وقال عمار السلمو مدير الدفاع المدني في شرق حلب إن الأمر يبدو وكأن الطائرات تحاول تعويض كل الأيام التي لم تسقط فيها قنابل خلال وقف إطلاق النار. وأعلنت موسكووواشنطن وقف إطلاق النار في التاسع من سبتمبر أيلول. لكن الاتفاق الذي يمثل على الأرجح المحاولة الأخيرة لتحقيق انفراجة في سوريا قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه العام القادم فشل مثل كل جهود السلام السابقة في إيقاف حرب أودت بحياة مئات الآلاف من السوريين وشردت نصف سكان البلاد. وأعلنت وسائل الإعلام السورية عن الهجوم الجديد ونقلت عن القيادة العسكرية للجيش في حلب مطالبتها للمدنيين في المناطق الشرقية من المدينة بتجنب الأماكن التي يتمركز فيها "الإرهابيون" وقالت إنها أقامت نقاطا للخروج لمن يرغب في المغادرة بما في ذلك المسلحون. ولم يتضمن إعلان الجيش السوري ما إذا كانت الحملة ستشمل هجوما بريا. وبات واضحا من خلال الهجوم الذي نفذته طائرات إما تابعة للحكومة السورية أو حلفائها الروس أو الإثنين معا أن موسكو ودمشق رفضتا مناشدة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لوقف القصف الجوي حتى يتسنى توصيل المساعدات وإنقاذ وقف إطلاق النار. وفي مواجهة بين كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدةبنيويورك اتسمت بالتوتر يوم الأربعاء قال كيري إن وقف القصف هو الفرصة الأخيرة لايجاد سبيل "للخروج من المذبحة." في الوقت نفسه قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس إن الحرب في بلاده "ستمتد" ما دامت جزءا من صراع عالمي تدعم فيه السعودية وقطر وتركيا والولاياتالمتحدة الإرهابيين. أعنف ضربات منذ أشهر وتعرض اتفاق وقف إطلاق النار إلى ضربتين هذا الأسبوع ففي يوم السبت نفذ التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية غارة جوية دامية على قوات الحكومة السورية. وقالت واشنطن إنها قصفت القوات السورية بطريق الخطأ. وقال الأسد في المقابلة التي أجريت معه إنه يعتقد أن القصف كان متعمدا. وقال إنه استمر لأكثر من ساعة. وانهارت الهدنة يوم الإثنين بعد هجوم على قافلة مساعدات أدى إلى مقتل نحو 20 شخصا وأنحت واشنطن باللائمة فيه على طائرات حربية روسية. ونفت روسيا ضلوعها في الأمر. وفي مؤشر آخر على عزم الحكومة السورية السيطرة على مزيد من الأراضي والاحتفاظ بها مضت في إجلاء مقاتلي المعارضة من آخر حي يسيطرون عليه في حمص وهو ما يستكمل استعادة الحكومة للمدينة الواقعة بوسط البلاد وتحول معظمها الآن إلى حطام. اجتماع مطول وشاق ومخيب للآمال وفشل وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سوريا خلال اجتماع لهم في نيويورك في إيجاد وسيلة لاستئناف وقف إطلاق النار رغم أن كيري قال إنه مستعد لمواصلة بذل الجهود إذا طرحت روسيا أفكارا جديدة. وقال كيري للصحفيين بعد الجلسة "أنا أقل عزما اليوم عما كنت بالأمس بل أنني أكثر إحباطا." وألقى مسئول أمريكي كبير تحدث شريطة عدم نشر اسمه بالعبء على موسكو لطرح أفكار بشأن كيفية وقف القوة الجوية السورية وهو هدف أمريكي للحد من العنف. لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو قال عقب الاجتماع الذي وصفه بالمتوتر إن رد فعل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على مقترح منع الطائرات الحربية من التحليق "ليس مقبولا". وأحكم الأسد مدعوما بسلاح الجو الروسي وفصائل تدعمها إيران سيطرته باضطراد على المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة من حلب هذا العام محققا هدفا مهما بالنسبة له هو تطويقها بالكامل هذا الصيف. وستكون استعادة النصف الذي تسيطر عليه المعارضة من أكبر مدينة سورية أكبر نصر للجانب الحكومي في الحرب والذي وصل إلى أقوى وضع منذ سنوات بفضل الدعم الروسي والإيراني. وأعلنت الأممالمتحدة أنها قررت استئناف المساعدات إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة يوم الخميس بعد تعليقها لمدة 48 ساعة لمراجعة الضمانات الأمنية بعد هجوم يوم الإثنين على قافلة المساعدات قرب حلب. وفي الأسابيع القليلة الماضية بدا الأسد رافضا التوصل إلى حل وسط أكثر من أي وقت مضى مجددا تأكيد هدف استعادة بلاده بالكامل في نفس اليوم الذي دخلت فيه الهدنة التي أبرمت بوساطة أمريكية روسية حيز التنفيذ. وانصب تركيز الحكومة على تعزيز سيطرتها على المدن الرئيسية بغرب سوريا والمنطقة الساحلية التي تسكنها أغلبية من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد.