وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, ما سمته القصف الوحشي المتواصل على حلب منذ حوالي أسبوع, بأنه دليل آخر على فشل استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما في سوريا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 24 سبتمبر, أن واشنطن اعتقدت أن موسكو ستكون راغبة في التوصل إلى تسوية متفاوض عليها, مقابل وقف لإطلاق النار, والفوز لاحقا بتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة مع أمريكا ضد المجموعات "الإرهابية". وتابعت " القصف الهجمي الذي نفذته روسيا ونظام بشار الأسد على حلب في الأيام الأخيرة أثبت خطأ هذا الاعتقاد, واستمرار إخفاق سياسة أوباما بشأن سوريا". ونقلت الصحيفة عن الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى جيف وايت قوله :"إن الروس أصبحوا يرون أن استراتيجيتهم في سوريا تتقدم دون الحاجة لوقف إطلاق النار، إذ أن وضع نظام الأسد يتحسن, ولا يوجد ما يدفعها إلى التمسك بوقف إطلاق النار، بينما من يصر على وقف إطلاق النار هو وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقط". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, قالت أيضا إن القصف الجوي البربري, الذي تشنه روسيا ونظام بشار الأسد على مدينة حلب في شمال سوريا منذ الخميس الموافق 21 سبتمبر, يعتبر الأسوأ من نوعه, لدرجة أن المرء هناك لا يعرف ما إذا كان سيبقى على قيد الحياة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 24 سبتمبر, أن القصف الجوي استهدف محطات مياه في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب, وجعل الأهالي يرتعدون داخل منازلهم. وتابعت " روسيا ونظام الأسد استغلا الهدنة الأخيرة من أجل التخطيط لهجوم جديد على حلب". واستطردت " المجازر المتصاعدة في حلب, والتي لا مثيل لها, تسببت في سقوط مئات الضحايا, والأنقاض ملأت الشوارع, وتسببت في إغلاقها". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب أيضا في 24 سبتمبر عن صدمته من التصعيد العسكري الذي وصفه بالمروع في حلب وأدى إلى سقوط المئات من الضحايا خلال أيام، محذرا من أن استخدام الأسلحة المتطورة قد يرقى إلى جرائم حرب. ونقلت "الجزيرة" عن بان كي مون القول في بيان له :"إن ما تمر به مدينة حلب السورية هو يوم أسود للالتزام العالمي لحماية المدنيين"، مضيفا أن المدينة تتعرض لأعنف عمليات قصف جوي منذ بدء النزاع السوري. وذكر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم مان كي مون - في البيان- أن الأمين العام للأمم المتحدة "أصابه الهلع من التصعيد العسكري المخيف". وأضاف دوجاريك أنه منذ إعلان جيش الأسد قبل يومين عن هجوم على شرق حلب، ثمة تقارير عن ضربات جوية تشمل استخدام أسلحة حارقة وذخيرة متطورة، مثل القنابل الخارقة للتحصينات. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن استخدام القنابل الحارقة وذخائر أخرى متطورة ضد المدنيين قد "يرقى إلى جرائم حرب"، مشيرا إلى أن حلب تتعرض لأعنف عمليات قصف جوي منذ بدء الأزمة السورية. ووفق إحصاءات الدفاع المدني في المدينة المنكوبة, تتعرض أحياء حلب لأعنف قصف جوي من قبل الطائرات الروسية والسورية، وقد قتل فيه 323 وأصيب 1334 خلال ستة أيام فقط. وقتل أكثر من تسعين مدنيا السبت الموافق 24 سبتمبر في القصف الذي استهدف أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة، وذكرت "الجزيرة" أن أطفالا ونساء قتلوا جراء غارات روسية بالقنابل العنقودية, مشيرة إلى أن الضحايا ينقلون بالشاحنات لكثرة أعدادهم. وتعرض حي "بستان القصر" لقصف عنيف ضمن 25 حيا شهدت عشرات الغارات من الطائرات الروسية والسورية، حيث استهدف الطيران الروسي أسواقا شعبية ومخابز, خاصة في حيي أرض الحمرا وحي الصاخور, وذلك في أوسع حملة جوية على هذه المدينة المنكوبة. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في الدفاع المدني بحلب أن 323 مدنيا قتلوا جراء القصف الجوي خلال الأيام الستة الماضية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. ووفق إحصاءات الدفاع المدني أيضا، فقد جرح 1334 في الغارات الجوية التي استهدفت أحياء بستان القصر والمشهد والكلاسة والفرودوس والأنصار والقاطرجي وباب النيرب والصالحين والمعادي وغيرها.