بيروت "رويترز" شنت طائرات حربية أعنف ضربات جوية منذ شهور علي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من مدينة حلب في حين تجاهلت روسيا والحكومة السورية مناشدة من الولاياتالمتحدة لوقف الضربات مما يبدد أي أمل في أحياء وقف لإطلاق النار. وقال مسئولون من المعارضة المسلحة وعمال إنقاذ إن قنابل حارقة كانت بين القذائف التي انهمرت من الجو علي المدينة. وقال حمزة الخطيب وهو مدير مستشفي في شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة لرويترز إن عدد القتلي يبلغ .45 وقال عمار السلمو رئيس خدمة الانقاذ التي تعرف بالدفاع المدني في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة إن الأمر يبدو وكأن الطائرات تحاول تعويض كل الأيام التي لم تسقط فيها قنابل خلال وقف إطلاق النار. ومضي قائلا إن هناك تنسيقا علي ما يبدو بين قصف الطائرات والقصف المدفعي لأن القذائف كانت تسقط علي نفس المواقع التي ضربتها الطائرات. وبات واضحا من خلال الهجوم الذي نفذته طائرات إما تابعة للحكومة السورية أو حلفائها الروس أو الاثنين معا أن موسكو ودمشق رفضتا مناشدة من وزير خارجية الأمريكي جون كيري لوقف القصف الجوي حتي يتسني توصيل المساعدات وإنقاذ وقف إطلاق النار. وفي مواجهة بين كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بنيويورك اتسمت بالتوتر قال كيري إن وقف القصف هو الفرصة الأخيرة للعثور علي سبيل للخروج من المذبحة. في الوقت نفسه قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها وكالة أسوشيتد برس إن الحرب في بلاده "ستمتد" ما دامت جزءا من صراع عالمي تدعم فيه السعودية وقطر وتركيا والولاياتالمتحدة الإرهابيين. وأعلنت موسكووواشنطن وقف اطلاق النار قبل أسبوعين والاتفاق هو علي الأرجح المحاولة الأخيرة لتحقيق انفراجة في سوريا قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه العام القادم لكن لقي علي ما يبدو نفس مصير كل جهود السلام السابقة في حرب أودت بحياة مئات الآلاف من السوريين وشردت نصف سكان البلاد. وانهارت الهدنة يوم الاثنين بعد هجوم علي قافلة مساعدات أنحت واشنطن باللائمة فيه علي طائرات حربية روسية ونفت روسيا ضلوعها في الأمر. ومن قبل ذلك تصاعدت حدة التوتر بين واشنطنوموسكو بشأن ضربة جوية علي القوات الحكومية السورية أسفرت عن سقوط قتلي من الجنود ونفذها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الدولة الاسلامية. وتقول واشنطن انها قصفت القوات السورية بطريق الخطأ في 17 سبتمبر وقال الأسد في المقابلة إنه يعتقد ان الضربات التي قال إنها استمرت لأكثر من ساعة كانت متعمدة ولم يصدر تعقيب فوري من الجيش السوري كما لم يرد ذكر قصف يوم الخميس في وسائل الإعلام الرسمية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن الضربات الجوية كانت الأعنف منذ شهور داخل حلب. وقال مسئول كبير في جبهة شام وهي جماعة معارضة مقرها في حلب لرويترز إن الروس لا يريدون سوي الاستسلام مشيرا إلي أنهم ليس لديهم حل آخر. وفي مؤشر آخر علي عزم الحكومة السورية السيطرة علي مزيد من الأرض والاحتفاظ بها مضت في إجلاء مقاتلي المعارضة من آخر حي يسيطرون عليه في حمص وهو ما يستكمل استعادة الحكومة للمدينة الواقعة بوسط البلاد وتحول معظمها الآن إلي حطام. وأحكم الأسد مدعوما بسلاح الجو الروسي وفصائل تدعمها إيران سيطرته باضطراد علي المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة من حلب هذا العام محققا هدفا مهما بالنسبة له هو تطويقها بالكامل هذا الصيف وستكون استعادة النصف الذي تسيطر عليه المعارضة من أكبر مدينة سورية أكبر نصر للجانب الحكومي في الحرب والذي وصل إلي أقوي وضع منذ سنوات بفضل الدعم الروسي والإيراني. وأعلنت الأممالمتحدة أنها ستستأنف إرسال المساعدات إلي مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة يوم الخميس بعد تعليقها لمدة 48 ساعة لمراجعة الضمانات الأمنية بعد هجوم يوم الاثنين علي قافلة مساعدات قرب حلب قتلت نحو 20 شخصا.