أشار الباحث الأثري على أبو دشيش، خبير الآثار المصرية القديمة، عضو اتحاد الآثاريين، إلى أن المصري القديم اهتم بالاحتفالات والأعياد، وكان من أول شعوب العالم احتفالًا بها، وكانت الأعياد كثيرة جدا وكانت تصنف إلى "أعياد السماء"، وهي التي تضم التقويم الفلكي، والتقويم القمري "أعياد دنيوية أو حياتية"، وتضم الأعياد القومية والمحلية والموسمية والسياسية والدينية والجنائزية وغيرها. وكان من أكثر فصول السنة التي تقام فيه الأعياد والاحتفالات الدينية والشعبية، هو( فصل الفيضان)، وكانت الأعياد في مصر القديمة تجمع بين جميع المناسبات بالمجتمع بشكل متطور جدًا، واستخدم المصري القديم كلمة (حب) للتعبير عن العيد (حب نفر) تعنى عيد سعيد، كما كانت تسجل داخل المعابد المصرية في صالات الاحتفالات أو تكتب على أوارق البردي وتوضع في مكتبة المعبد، مثل قوائم الأعياد المسجلة في معبد رمسيس الثالث. واتخذ الاحتفال بالعيد خلال الدولة القديمة مظهرًا دينيًا فكانت مظاهر الاحتفال تبدأ بذبح الذبائح وتقديمها قرابين للإله وتوزيعها على الفقراء والبعض منها يقدم إلى الكهنة لتوزيعها أيضا. وكانوا يذهبون إلى الحدائق والمتنزهات والحقول ويستمتعون بجمال الطبيعة وخاصة في أيام النسئ (الأيام الخمسة المنسية) في العام. وكان سعف النخيل من النباتات المميزة للأعياد وخاصة رأس السنة حيث كان سعف النخيل الأخضر يرمز إلى بداية العام لكونه يعبر عن الحياة المتجددة كما أنه يخرج من قلب الشجرة، فكانوا يتبركون به ويصنعون ضفائر الزينة ويعلقونها على أبواب المنازل ويوزعون ثماره الجافة كصدقة على أرواح موتاهم، وما زالت تلك العادات القديمة من مورثونا حتى يومنا هذا.