تنظيم «لهافا» يقدم دورات لاستهداف العرب.. والملتحقون به من 14 ل22 عامًا التمرينات تتضمن مناورات للهجوم على المدنيين ودروس للمنتسبين فى «اللغة العربية» كتيبة «نيتسح يهودا» تغتال الشبان بلا سبب.. وتهاجم حفل زفاف ب«وصلات كهربائية» أصبحت مدينة «الخليل» المعروفة فى إسرائيل باسم «الجليل»، بمثابة قنبلة موقوتة للمجتمع العبرى، حيث تزداد الأوضاع سوءًا يومًا بعد يوم داخل المدينة التاريخية، وسط نداءات منظمات المجتمع المدنى والحقوقيين وكل من يريد إثبات «سلمية» دولة الاحتلال، بالتصدى لما يحدث فى «بؤرة النزاع والتطرف»، الخليل سابقًا. ورغم أن نسبة 97٪ من سكان «الخليل» فلسطينيون، و3٪ فقط يهود، إلا أن الواقع فى المدينة بشع، ولم ينجح حتى الإعلام الإسرائيلى فى تبرير ما يحدث فيها، فيهود المدينة يتصرفون كالبرابرة، وكل الفلسطينيين هناك ضحايا. لا أمل فى التعايش داخل «الخليل»، بحسب وصف الكاتب الإسرائيلى «بن درور يميني» فى مقاله بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، مضيفًا: «رغم الأزمة الحقيقية فى المدينة إلا أن حكومة نتنياهو تفكر بمنح ترخيص لإقامة حى يهودى آخر فيها، وهو ما يفاقم المشكلة، ويجعل الأمل فى تغيير الوضع الراهن يقترب من الصفر». وتابع: «رغم إدراك بنيامين نتنياهو المشكلة، ومحاولته تقليل البناء فى معظم مناطق يهودا والسامرة، لتقليص الأضرار، إلا أن ذلك لم يمنع اليمين المتطرف، خاصة التنظيمات اليهودية الإرهابية على القيام بمزيد من العمليات ضد الفلسطينيين، ويجعلها تعود لتنشط مجددا ضدهم». وتحدث الكاتب «عوزى برعام» فى صحيفة «هآرتس» عن أزمة اليهود المتطرفين فى «الخليل»، وقال إنه قبل 22 عامًا فى سنة 1994 اهتزت البلاد بسبب المذبحة التى نفذها «باروخ جولدشتاين» فى «الحرم الإبراهيمي»، وبعد مرور كل هذه السنوات لم تتغير مواقف اليمين العدائية تجاه العرب. ونقل «برعام» حديث «آرثور فنكلشتاين» أحد المستشارين فى إسرائيل، والذى قال فيه: «العداء للعرب هو السلاح غير السرى لليمين الذى يجعله يصل إلى الحكم رغم جميع نواقصه، ويكفى أن يصف اليمين من يعارضونه بأنهم يحبون العرب، فهناك كثيرون يعتقدون أن العربى يستحق الموت حتى إذا تم تجريده من سلاحه، ورغم أنه لا يشكل أى خطر». أما عن الجماعات اليهودية الإرهابية التى عادت لنشاطها، فمؤخرا ظهر فى الأفق نشاط واضح لتنظيمين، أولهما هو تنظيم «لهافا» الذى أنشأ معسكرا جنوب جبال «الخليل» لتدريب أطفال المستوطنين على قتل الفلسطينيين، وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن المعسكر أنشئ قبل عام، وتدرب فيه إسرائيليون يتبعون تنظيم «فتية التلال» الجهادى اليهودى، من جيل ال14 حتى 22 عاما تحت الإشراف المباشر من رئيس المنظمة «بنتسى جوبنشطاين» الذى أعلن بصراحة أن الهدف من المعسكر هو إنشاء جيل عسكرى يدرك فنون القتال قبل التحاقه بالجيش الإسرائيلى. وبحسب «أحرونوت» تعلم الشباب فى المعسكر اللغة العربية، وتلقوا محاضرات حول آلية التصرف أثناء التحقيقات التى قد يخضعهم لها جهازا الشرطة والأمن العام الإسرائيلى «الشاباك» فى حال اعتقالهم، وهى التدريبات التى أشرف عليها المحامى «إيتمار بنجفير» من منظمة «فتية التلال». كما قدم «نوعام فيدرمان» من المنظمة نفسها محاضرات حول كيفية التعامل مع تحقيقات الجهازين فى حال الاعتقال، فعلمهم التزام الصمت فى تحقيقات الشرطة، ووقتها سيطلب المحققون تمديد الاعتقال، وفى النهاية عندما يفشلون فى الحصول على اعتراف منهم سيخلون سبيلهم، أما فى «الشاباك» فسيواجهون طرقا عنيفة لإجبارهم على الاعتراف. كما تدربوا أيضا على تنفيذ عمليات ضد الفلسطينيين فى الضفة والقدس، وتدرب الملتحقون على تدريبات قريبة من التدريبات العسكرية، مثل الزحف على الأرض، والقفز فوق المبانى ومناورات تحاكى هجوما على الفلسطينيين، وتحدث أحد المنتسبين إلى المعسكر ل«أحرونوت» قائلا: «تعلمت كيفية مواجهة شاب عربى يصادق شابة يهودية، وهو أن أذهب لأصادق أخته». ثانى هذه التنظيمات التى ظهر نشاطها مؤخرا هى «كتيبة نيتسح يهودا»، فمؤخرا قامت بعملية ضد فلسطينى يدعى «إياد زكريا حامد»، عمره 38 عاما، وهو أب لثلاثة أطفال، قُتل قرب مستوطنة «عوفرا»، وبحسب التحقيقات فإن القاتل من هذه الكتيبة، وهى نفس الكتيبة التى هاجمت فلسطينيين فى عُرس قبل ستة أشهر بالوصلات الكهربائية. وبحسب ما كتبه الباحث «يهودا نورئيل» فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن كتيبة «نيتسح يهودا» تروج أنها تهتم بمشروع يهدف لانخراط الأصوليين الدينيين فى المجتمع الإسرائيلى، لكن هذا المشروع هو خدعة حسب اعترافات قائد الكتيبة نفسه، فعدد كبير من المجندين داخل الكتيبة غير أصوليين، فضلًا عن إلحاقهم الضرر بأبناء الطائفة الأصولية عن قصد. فهم ليسوا إلا متطرفين يرون فى كل فلسطينى عدوا يجب قتله. أما الشيء الأكثر غرابة، فكان ما كتبه المحلل العسكرى «تسفى بارئيل» فى مقاله بصحيفة «هآرتس»، الذى ذكر أن أحد كبار ضباط الأمن فى «الخليل» هو «إلياهو ليبمان» متطرف ولديه تاريخ طويل من التعصب وشبهة ارتباط بالمنظمات الإرهابية. «ليبمان» هو جزء من سلالة يعتبرها الكثيرون ممثلة للحركة الاستيطانية. فوالده هو الحاخام «مناحيم ليبمان» كان من مؤسسى مستوطنة «كريات أربع»، ويعتبر من جماعة «الحاخام لفنجر»، وهى الجماعة التى كانت تطالب الجنود برفض الأوامر بإخلاء المستوطنين من «الخليل»، ومن كنيس «أبانا إبراهيم»، وشقيقه «يهودا»، من مؤسسى مستوطنة «يتسهار»، وشقيق آخر يدعى «دافيد» يعيش فى «تفوح»، وينتمى إلى «الخلايا السرية الجديدة» التى عملت فى سنة 2003، وتُشتبه بمسئوليتها عن قتل تسعة فلسطينيين. وبحسب وصف «برئيل» فإن عائلة «ليبمان» تمثل العلاقة التدميرية بين الجيش والمستوطنين، فهذه العائلات التى فى المستوطنات مثل عائلة تور، لفنجر، ليبمان، ليكس، لفنى، كتسوفر وغيرها، هى التى وضعت أسس الصراع السياسى ضد الجيش الإسرائيلى، وتعلن عن نفسها أنها جماعة جهاد يهودى.