قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن أبومحمد العدناني المتحدث باسم تنظيم داعش أسس قبل مقتله جهازا دعائيا جذب المجندين وحرض على شن عشرات الهجمات الإرهابية حول العالم، لذلك تعتقد الإدارة الأمريكية بأن التنظيم تلقى ضربة قوية بموته. وأضافت المجلة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - أن الحرب ضد دعاية تنظيم داعش الماكرة والمتنوعة أثبتت للولايات المتحدة وحلفائها أنها محبطة وشاقة، لكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعتقد بأنها وجهت ضربة قاسية للأداة الإعلامية للتنظيم الإرهابي بقتل العدناني. كانت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم داعش قد أعلنت مقتل العدناني في مدينة حلب السورية أمس الأول الثلاثاء، لتؤكد بذلك ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية من أنها استهدفت مدينة (الباب) التي يسيطر عليها داعش في شمال شرق حلب بغارة جوية شنتها طائرة بدون طيار. وقالت المجلة إن استهداف العدناني من قبل المقاتلات الأمريكية يشير إلى مدى أهمية قتال الآلة الدعائية لداعش ضمن الحرب التي يشنها التحالف الدولي على التنظيم في سورياوالعراق. وقد تمكن العدناني، الذي كان المتحدث بلسان التنظيم الإرهابي وقائد وحدة العمليات الخارجية، من جعل الذراع الدعائي لداعش سلاحا مؤثرا عن طريق مقاطع الفيديو التي كان ينتجها ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي التي جذبت المجندين، كما أنه كان أول من دعا المسلمين في العالم لأن يشنوا هجمات فردية في الدول التي يعيشون فيها، وهو ما عرف بعد ذلك بموجة "الذئاب المنفردة". وأشارت المجلة إلى أن الخبراء يرون تشابها بين أعمال العدناني وأنور العوقلي، الإرهابي الأمريكي يمني الأصل الذي كان بارعا بشكل كبير في التواصل مع المتعاطفين المحتملين لتنظيم "القاعدة" حول العالم، بينما يشارك في الجانب العملي بالتخطيط لهجمات إرهابية. ونقلت المجلة عن بروس هوفمان، مدير مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون الأمريكية، قوله إن العدناني "أسس جهاز اتصالات للتنظيم يواكب العصر ويتماشى مع التكنولوجيا، وتعرف على القوة الهائلة وأهمية دور شبكات التواصل الاجتماعي". وذكرت المجلة أن العدناني كان يمثل العمودين المزدوجين للامتداد العالمي للجماعة، فكان المتحدث بلسان التنظيم يقود الحملة الدعائية التي ألهمت التابعين لتنفيذ عشرات من الهجمات بالخارج، وكان قائد العمليات خارج حدود التنظيم ليشرف على تخطيط الهجمات الإرهابية المنظمة مثل التي شهدتها باريس وبروكسل. وفيما اعتبر البنتاجون أن مقتل العدناني يمثل نكسة كبيرة للتنظيم الإرهابي، رأت المجلة أن موته سيلحق فقط ضررا مؤقتا بالأداة الإعلامية للتنظيم، لكن سيظل الذراع الدعائي في مكانه ويستمر في استغلال استياء المسلمين السنة في العراقوسوريا. وقال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا والزميل في معهد دراسات الشرق الأوسط، إن وحشية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والمسار القاسي الذي تتخذه مليشيات الشيعة في العراق والذي يضطهد السنة، يوفر لداعش ظروفا ملائمة لتجنيد المزيد من المقاتلين. وأضاف فورد، في تصريحات للمجلة، أنه من الصعب إخماد منظمات إرهابية مثل داعش طالما تتمتع بدعم قوي".