أثار ارتداء نساء المسلمين للباس البوركيني كبديل للبكيني على شواطئ فرنسا جدلا واسعا، و"البوركيني" بدلة سباحة مطاطية تغطي كامل الجسم عدا الوجه واليدين والقدمين، وتتكون البوركيني من ثلاثة قطع: قميص وسروال وغطاء للرأس وقد لاقى رواجا كبيرا لدى المسلمات في الغرب، وبدايات هذا الشهر رفضت إدارة مسبح في شمال مرسيليا بفرنسا نزهة لنساء يرتدين البوركيني داخل المسبح كما تزعم عمدة مدينة "كان" الفرنسية عريضة وقعها عدد من العمد - أغلبهم من حزب الجمهوريين اليميني المعارض- تمنع ارتداء "البوركيني" على الشواطئ التابعة للبلديات وقد أيدته في ذلك المحكمة الإدارية ما أدى إلى منع البوركيني في 30 بلدية بفرنسا، وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قد اعتبر لباس البوركيني في تصريحات صحفية استعباد للمرأة وأنه يأتي ضمن الرموز الدينية .كما اكد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي المرشح إلى الانتخابات التمهيدية الرئاسية اليمينية مجددا أمس الخميس رفضه للبوركيني واعتبره "استفزازا"، واقترح ايضا منع الرموز الدينية في الشركات والإدارات والجامعات. وذهب البعض إلى أن البوركيني فكرة اقتصادية بحتة لاسيما وهو لباس مطاطي لاصق بجسد المرأة وقد يبدو أكثر إثارة من البكيني فهو من اختراع مصممة الأزياء الأسترالية من أصل لبناني عاهدة زناتي، وحصل على براءة اختراع، وصار علامة تجارية عام 2007، وفي إطار الترويج دعائيا للباس البوركيني قامت المذيعة البريطانية نايجيلا لاوسون بارتدائه على أحد الشواطئ الأسترالية عام 2011 وأصبح للبوركيني محال متخصصة في أوربا ومواقع لتسويقه على الإنترنت. وقد رفضت منظمات حقوقية فرنسية قرار المحكمة الإدارية بمنع البوركيني واعتبرته انتهاكا لحقوق الانسان فالبوركيني وان كان لباسا دينيا فإن حظره غير وارد، لأنه في أقصى حالاته سيكون شبيها بالحجاب الذي لا تمنعه التشريعات الفرنسية في الفضاءات العامة باستثناء المدرسة كما أن مادة المطاط التي تدخل في صناعته مطابقة للمواصفات الصحية. وكان الرئيس فرانسوا هولاند، قد تحدث أمس الخميس، للمرة الأولى حول هذا الموضوع فدعا إلى عدم الاستسلام ل"الاستفزاز" ولا إلى "التمييز"، لافتاً إلى أن "الرهان الكبير" الذي يمثله على "الحياة المشتركة" في البلاد التي تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، كما أن جون دالويسن، مدير برنامج أوروبا في منظمة العفو الدولية، قد قال في بيان إن القضاء الفرنسي "أمامه فرصة لإلغاء حظر تمييزي يرتكز إلى الأحكام المسبقة والتعصب ويتغذى منها. وقرر القضاء الفرنسي اليوم الجمعة تعليق قرار حظر البوركيني أو ما يعرف بلباس البحر الإسلامي، المثير للجدل، معتبرا أن قرار المنع يشكل انتهاكا خطيرا للحريات في غياب مخاطر مثبتة على النظام العام .مشيرا الى انه لاعلاقة بين ارتداء البوركيني وهجمات نيس الإرهابية التي وقعت في يوليو الماضي. ومن المتوقع أن يفجر البوركيني موجة جديدة من الجدل المتكرر حول الزي التقليدي لمسلمي فرنسا حيث أعلن اليمين وأقصى اليمين رغبتهما في التصويت على قانون لحظر البوركيني الذي ترتديه بعض المسلمات وهو ما قد يؤدي إلى تصويت البرلمان الفرنسي على قوانين جديدة تحظر ارتداء البوركيني على سواحل فرنسا كما حدث في عام 2010 من حظر لارتداء الحجاب الكلي في الأماكن العامة.
