أكد سفير الهند بالقاهرة سانجاى باتاتشاريا، أن الشراكة "المصرية - الهندية" تنعكس بشكل إيجابى ليس فقط على البلدين ولكن على مستوى التعاون بين دول الجنوب "العالم النامى" أيضا، مشددا على أن مصر تمثل أحد أهم الشركاء الأساسيين للهند بالشرق الأوسط وأفريقيا. جاء ذلك تعليقا من سفير الهند على الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى بلاده في الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر، والتي أكد أنها ستكون لتعزيز العلاقات والشراكة التجارية بين البلدين. وقال باتاتشاريا في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، إن الهند شريك رئيس للدول العربية والأفريقية في كل المجالات وأجرت الحكومة الهندية مباحثات مع الجامعة العربية لبحث سبل تعزيز التعاون الإستراتيجي مع الدول العربية وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن بلاده تتعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب الذي يهدد البلدين. وشدد سفير الهند، على ضرورة تعزيز التعاون على الصعيدين الإقليمى والدولى لمكافحة خطر التطرف والإرهاب الذي يهدد العالم. وأضاف: "يوجد تنسيق متواصل بين مصر والهند بشأن تنفيذ خطط إصلاح مجلس الأمن الدولى ليعكس التغير في موازين القوى في العالم"، مؤكدًا حرص الشركات الهندية على الاستثمار بالسوق المصرية. وتوقع السفير زيادة استثمارات بلاده في مصر خلال السنوات المقبلة نتيجة العلاقات المتميزة بين البلدين والإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها مصر حاليًا. وأكمل: "إن الشركات الهندية العاملة في مصر وفرت نحو 35 ألف فرصة عمل للمصريين وأسهمت في نقل التكنولوجيا في العديد من المجالات من بينها الأدوية الخاصة بمكافحة مرض الكبد الوبائى المنخفضة التكاليف". كما توقع زيادة التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى وجود فرص مواتية عديدة للشركات الهندية بالسوق المصرية من بينها الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والفضاء، موضحا أن المستثمرين الهنود ينظرون إلى مصر على أنها سوق كبيرة مواتية على المدى الطويل، منوها أن الاستثمارات الهندية تتركز غالبيتها في المناطق المتاخمة لقناة السويس كالإسماعيلية والسويس وبورسعيد. وأوضح السفير أن حجم الاستثمارات الهندية في السوق المصرية تقدر بنحو 3 مليارات دولار، وهناك مجالات كبيرة للاستثمار في مجال التصنيع داخل السوق المصرية، ونحن نسعى للمزيد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة. وأضاف: إن اتفاقية التجارة الثنائية بين الهند ومصر السارية منذ شهر مارس 1978 ترتكز على أساس مبدأ الدولة الأولى بالرعاية، حيث زاد حجم التجارة الثنائية بين الجانبين لأكثر من خمسة أمثالها خلال الأعوام العشرة الماضية. وتابع إنه رغم التباطؤ الذي شهده الاقتصاد العالمي ارتفعت قيمة التجارة الثنائية بين بلاده ومصر بنسبة 43% خلال السنوات الخمس الماضية من 3.3 مليار دولار العام 2010/2011 إلى 4.76 مليار دولار العام 2014/2015، حيث بلغت قيمة صادرات الهند إلى مصر 3.02 مليار دولار، بينما بلغت قيمة واردات الهند من مصر 1.74 مليار دولار وبهذا تعد الهند ثالث أكبر مستورد من مصر بعد إيطاليا والمملكة العربية السعودية وعاشر أكبر مصدر لها. وأكد السفير أن الشركات الهندية تتمتع بتواجد قوي وفعال في مصر، مشيرا إلى أن شركة "تى.سى.أي.سنمار" الهندية شيدت مصنعًا باستثمارات تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار في بورسعيد ويعد واحدًا من أكبر المصانع في المنطقة ويساعد في نمو صناعة بلاستيك قوية تستخدم مادة بى. في. سى. التي ينتجها كما قامت شركة كيه. آيه. سى. الهندية بإنشاء أعلى برج لنقل الكهرباء على نهر النيل في مدينة كفر الزيات بمحافظة البحيرة، موضحا أن الهند وفرت أيضا برامج تدريب لعشرات المصريين في العديد من المجالات من بينها تكنولوجيا المعلومات، والفضاء. وقال: إن مصر والهند تحتفظان بتعاون ثقافى متميز، وأقامت الهند العديد من المهرجانات الثقافية في مصر من بينها "الهند على ضفاف النيل"، و"اليوجا" وغيرها، كما يشمل التعاون أيضا ربط المراكز البحثية بالبلدين وبرامج تعليم اللغات وتنظيم الندوات المشتركة للتعريف بثقافتى البلدين، مشيرا إلى تصوير أحد الأفلام السينمائية المصرية مؤخرا بالهند.