سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استعدادات مكثفة لزيارة السيسي للهند والصين.. تعزيز العلاقات بين مصر والبلدين.. مناقشة سبل مكافحة الإرهاب.. بحث زيادة التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار.. والسفير الهندي: القاهرة شريك أساسي
تجري حاليا استعدادات مكثفة بين القاهرة و"نيوديلهي وبكين"؛ ترقبًا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند والصين، أوائل سبتمبر المقبل، حيث بدأ وفد رئاسة الجمهورية في وضع الترتيبات النهائية والإعداد للزيارة. الهند يستهل السيسي جولته الخارجية بزيارة جمهورية الهند للمرة الثانية، وذلك بعد غدٍ الخميس، خلال الفترة من الأول حتى الثالث من سبتمبر المقبل، بناءً على دعوة من الرئيس الهندي براناب موخرجى. تعزيز العلاقات وتأتي زيارة الرئيس إلى الهند في إطار حرص البلدين على تعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطهما على جميع الأصعدة. لقاءات مكثفة ومن المقرر أن يلتقي الرئيس خلال الزيارة مع كل من الرئيس الهندي براناب موخرجى، ونائب الرئيس محمد حميد أنصاري، ورئيس الوزراء ناريندرا مودي، إضافة إلى عدد من كبار المسئولين ورجال الأعمال الهنود. التبادل التجاري وستركز المباحثات على سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ولا سيما على الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، في ضوء التجربة الهندية المتميزة في تحقيق التنمية الشاملة وتنويع قاعدة صناعتها الوطنية، فضلًا عن العمل على زيادة وتنويع التبادل التجاري بين البلدين، الذي وصل إلى نحو 4 مليارات دولار سنويا، إلى جانب مناقشة آفاق تعزيز مساهمة الشركات الهندية في المشروعات القومية التي يتم تنفيذها في مصر حاليا. كما ستتناول المباحثات عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. توقيع اتفاقيات وكشفت مصادر حكومية أنه سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات على هامش الزيارة بين رجال الأعمال المصريين والهنود، حيث تشارك 14 شركة مصرية في اجتماعات المجلس بالعاصمة نيودلهى. وأضافت المصادر أنه من المقرر قيام إحدى كبرى الشركات الهندية المتخصصة في مجال الإلكترونيات بتوقيع اتفاق مع رجل أعمال مصري، كما ستعلن إحدى الشركات الهندية المتخصصة في إنتاج خامات البلاستيك في بورسعيد ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصرية بقيمة 380 مليون جنيه بجانب الإعلان عن تطورات مشروعات تم الاتفاق عليها خلال زيارة وفد هندى للقاهرة مطلع العام المقبل، كإنشاء مصنع أدوية باستثمارات مصرية بالهند، ومصنع آخر للجرارات الزراعية بمصر ومستشفى في مدينة العاشر من رمضان والجامعة الهندية بمصر. مجلس الأعمال ومن المقرر تنظيم مجلس الأعمال المصري الهندى بالتعاون مع الحكومة الهندية لمنتدى اقتصادى سيقام على هامش زيارة الوفد المصري التي ستبدأ غدا 31 أغسطس الجارى، وحتى 5 سبتمبر؛ لبحث وتعزيز فرص الاستثمار والتجارة بين البلدين، ويُنتظر مشاركة عدد كبير من الشركات الهندية الراغبة في زيادة استثماراتها بمصر خلال الفترة المقبلة. التبادل التجاري وتسعى مصر لتفعيل اتفاق الحكومتين المصرية والهندية على زيادة حجم التبادل التجارى إلى 8 مليارات دولار بحلول العام 2017 والاستثمارات الهندية بمصر إلى 10 مليارات دولار. ومن جانبه، أكد سفير الهندبالقاهرة سانجاى باتاتشاريا، أن الشراكة المصرية الهندية تنعكس بشكل إيجابى ليس فقط على البلدين، ولكن على مستوى التعاون بين دول الجنوب العالم النامى أيضا. شريك رئيسي وشدد السفير الهندي على أن مصر تمثل أحد أهم الشركاء الأساسيين للهند بالشرق الأوسط وأفريقيا، جاء ذلك تعليقا من سفير الهند على الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس السيسي إلى بلاده من 1 وحتى 3 سبتمبر المقبل التي أكد أنها ستعزز العلاقات والشراكة التجارية بين البلدين. وقال باتاتشاريا في مؤتمر صحفي عقد بالسفارة الهنديةبالقاهرة: إن الهند شريك رئيسي للدول العربية والأفريقية في كل المجالات، مشيرًا إلى أن الحكومة الهندية أجرت مباحثات مع الجامعة العربية؛ لبحث سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن بلاده تتعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب الذي يهدد البلدين. مكافحة الإرهاب وأكد سفير الهند ضرورة تعزيز التعاون على الصعيدين الإقليمى والدولى لمكافحة خطر التطرف والإرهاب الذي يهدد العالم، مضيفًا أنه يوجد تنسيق متواصل بين مصر والهند بشأن تنفيذ خطط إصلاح مجلس الأمن الدولى ليعكس التغير في موازين القوى في العالم، مؤكدًا حرص الشركات الهندية على الاستثمار بالسوق المصرية. زيادة الاستثمارات وتوقع السفير الهندى زيادة استثمارات بلاده في مصر خلال السنوات القادمة نتيجة العلاقات المتميزة بين البلدين والإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها مصر حاليا. 35 ألف فرصة وأشار إلى أن الشركات الهندية العاملة في مصر وفرت نحو 35 ألف فرصة عمل للمصريين، وأسهمت في نقل التكنولوجيا بالعديد من المجالات من بينها الأدوية الخاصة بمكافحة مرض الالتهاب الكبدى الوبائى المنخفضة التكاليف، متوقعا زيادة التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة. وأشار السفير إلى وجود فرصا مواتية عديدة للشركات الهندية بالسوق المصرية من بينها الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والفضاء، موضحًا أن المستثمرين الهنود ينظرون إلى مصر على أنها سوق كبيرة مواتية على المدى الطويل، منوها بأن الاستثمارات الهندية تتركز غالبيتها في المناطق المتاخمة لقناة السويس كالإسماعيلية والسويس وبورسعيد. وقال السفير: "إن حجم الاستثمارات الهندية في السوق المصرية يقدر بنحو 3 مليارات دولار، وهناك مجالات كبيرة للاستثمار في مجال التصنيع داخل السوق المصرية ونحن نسعى للمزيد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة". اتفاقية التجارة الثنائية وأضاف أن اتفاقية التجارة الثنائية بين الهند ومصر السارية منذ شهر مارس 1978 ترتكز على أساس مبدأ الدولة الأولى بالرعاية، حيث زاد حجم التجارة الثنائية بين الجانبين لأكثر من خمسة أمثالها خلال الأعوام العشرة الماضية. وأشار السفير الهنديبالقاهرة إلى أنه رغم التباطؤ الذي شهده الاقتصاد العالمي، فقد ارتفعت قيمة التجارة الثنائية بين بلاده ومصر بنسبة 43 % خلال السنوات الخمس الماضية من 3.3 مليار دولار خلال عام 2010-2011 إلى 4.76 مليار دولار خلال عام 2014-2015، وبلغت قيمة صادرات الهند إلى مصر 3.02 مليار دولار، بينما بلغت قيمة واردات الهند من مصر 1.74 مليار دولار، وبهذا تعد الهند ثالث أكبر مستورد من مصر بعد إيطاليا والمملكة العربية السعودية وعاشر أكبر مصدر لها. الشركات الهندية وأكد السفير أن الشركات الهندية تتمتع بتواجد قوي وفعال في مصر، مشيرا إلى أن شركة تى.سى.أي.سنمار الهندية شيدت مصنعا باستثمارات تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار في بورسعيد، والذي يعد واحدا من أكبر المصانع في المنطقة ويساعد في نمو صناعة بلاستيك قوية تستخدم مادة بى. في. سى التي ينتجها، كما أنشأت شركة كيه. آيه. سى" الهندية أعلى برج لنقل الكهرباء على نهر النيل بمدينة كفر الزيات بمحافظة البحيرة، موضحا أن الهند وفرت أيضا برامج تدريب لعشرات المصريين في العديد من المجالات من بينها تكنولوجيا المعلومات، والفضاء. تعاون ثقافي وتابع: إن مصر والهند تحتفظان بتعاون ثقافى متميز وأقامت الهند العديد من المهرجانات الثقافية في مصر من بينها الهند على ضفاف النيل واليوجا وغيرها، كما يشمل التعاون أيضا ربط المراكز البحثية بالبلدين وبرامج تعليم اللغات وتنظيم الندوات المشتركة للتعريف بثقافتى البلدين، مشيرا إلى تصوير أحد الأفلام السينمائية المصرية مؤخرا بالهند. برنامج حافل وأوضح أنه تم وضع برنامج حافل للرئيس السيسي يتضمن عقد لقاءات مع الرئيس الهندى براناب موخرجى، وناريندرا مودى رئيس الوزراء، حيث سيتم استعراض مجمل العلاقات المصرية الهندية، وبحث كل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من بينها قضايا الشرق الأوسط والإرهاب والتطرف. ضيف شرف كما يشارك الرئيس السيسي كضيف شرف في الدورة الحادية عشرة لقمة مجموعة العشرين، والتي تستضيفها مدينة هانجتشو يومى الرابع والخامس من سبتمبر المقبل، حيث أعلنت الصين رسميًا مشاركة الرئيس السيسي. رؤساء العالم وتضم قائمة الزعماء من الدول أعضاء مجموعة العشرين وضيوف المجموعة وكبار المسئولين بعدد من المنظمات الدولية بجانب السيسي، رؤساء الأرجنتين والبرازيل وفرنسا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا وجنوب أفريقيا وتركيا والولايات المتحدة، علاوة على رؤساء وزراء أستراليا وكندا والهندوإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والمستشارة الألمانية. المجلس الأوروبي كما تتضمن القائمة رؤساء المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي ورؤساء تشاد وكازاخستان ولاوس والسنغال ورؤساء وزراء سنغافورة وإسبانيا وتايلاند، فضلًا عن الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي ومديري صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية ورئيس مجلس الاستقرار المالي والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وغيرهم. ويتبادل الرئيس الآراء مع قادة مجموعة العشرين والمنظمات الدولية والإقليمية حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري العالميين. اقتصاد إبداعي وتستضيف الصين القمة تحت عنوان "بناء اقتصاد عالمى إبداعى ونشيط ومترابط وشامل"، حيث تركز مفاهيم الصين وسياستها على الإبداع في أنماط النمو الاقتصادي وتحسين الإدارة الاقتصادية والمالية العالمية وتعزيز التجارة والاستثمار الدوليين وتقوية التنمية الشاملة والمترابطة، وذلك من أجل بذل جهود مشتركة مع العالم لإنعاش الاقتصاد العالمي وإيجاد حلا للمشكلات العامة التي تواجه جميع دول العالم عبر العمل الجماعي. مجموعة العشرين وتلعب مجموعة العشرين باعتبارها آلية مهمة للحوار بين الدول المتقدمة والنامية والاقتصادات الناشئة دورًا هائلًا في تعزيز التعاون وإدارة الاقتصاد العالمى. وتأمل الصين كونها المضيفة للقمة وأكبر دولة نامية في العالم في مواصلة تعزيز تمثيل الدول النامية ورفع صوتها في الإدارة الاقتصادية العالمية من خلال استضافة هذه القمة. مصر ضيف شرف واختارت الصين مصر كضيف شرف للقمة، وهذا يعكس خصوصية العلاقات الثنائية التي تعلق الصين أهمية كبيرة عليها. وتعتبر مشاركة الرئيس السيسي لأول مرة في قمة مجموعة العشرين حدثًا مهمًا، حيث ستكون مناسبة جيدة له لطرح وتوضيح برنامج مصر ومشروعها الاقتصادى ورؤية مصر حول الإدارة الاقتصادية العالمية أمام العالم. وفى الوقت ذاته، تتيح القمة للعالم أجمع فرصة التعرف على مصر اليوم وعزمها على تنفيذ إجراءات دافعة للتنمية الاقتصادية والإصلاح الاقتصادي الذي تعمل مصر عليه حاليًا. الزيارة الثالثة وتعد هذه الزيارة الثالثة للرئيس السيسي للصين، وستكون حدثًا مهمًا للغاية بالنسبة إلى العلاقات الثنائية عقب زيارة الرئيس شى جين بينج إلى مصر يناير الماضي الذي صادف الذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. الإدارة الاقتصادية وتشارك الصين ومصر في الإدارة الاقتصادية العالمية بمزاياهما الفريد، فالصين محرك مهم لنمو الاقتصاد العالمي ومصر تتمتع بقدرات كبيرة للتنمية الاقتصادية، وتعمل الصين دائمًا على تعزيز نمو الاقتصاد العالمي عبر طرح الرؤية الصينية والحِكمة الصينية المتمثلة في استراتيجية الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادى والعشرين، والبنك الأسيوى للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الجديدة وصندوق طريق الحرير، وكلها مبادرات لقيت قبولًا ودعمًا من مصر مما يقوي الشراكة بين الصين ومصر في الإدارة الاقتصادية العالمية. استراتيجيات التنمية ويناقش رئيسا البلدين على هامش القمة كيفية تعزيز التعاون العملى بين البلدين في سبيل تحقيق مزيد من التكامل بين إستراتيجيات التنمية لهما ويتبادلان وجهات النظر حول تحفيز النمو المستدام للاقتصاد العالمي الأمر الذي سيوطّد بلا شك أساسا لتطور علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر على المدى الطويل، ويساهم مساهمة مبتكرة في إنشاء وتحسين نظام أكثر تمثيلًا للإدارة الاقتصادية العالمية. ويعلق المجتمع الدولي آمالا كثيرة على قمة هانجتشو لمجموعة العشرين لإنعاش الاقتصاد العالمى، ومن المتوقع أن تخرج قمة هانجتشو لمجموعة العشرين ستخرج بنتائج مرضية بفضل الجهود المتضافرة للأطراف المشاركة فيها.