رسميًا.. مواعيد انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال خلال أيام الامتحانات (تفاصيل)    طلاب الصف الأول الإعدادي بالجيزة: امتحان اللغة العربية سهل (فيديو)    اليوم، الحركة المدنية تناقش مخاوف تدشين اتحاد القبائل العربية    سحر فوزي رئيسا.. البرلمان يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة.. يتألف من 13 عضوا.. وهذه تفاصيل المواد المنظمة    النواب يستكمل مناقشه تقرير لجنة الخطة والموازنة    بدء تنفيذ أعمال مبادرة "شجرها" بسكن مصر في العبور الجديدة    تراجع البصل والملوخية بسوق العبور اليوم الأربعاء    مؤشر الدولار يرتفع عالميا إلى أعلى مستوى في أسبوع    رئيس الجامعة الأمريكية في الإمارات يزور الأكاديمية العربية لبحث التعاون المشترك    الأسهم الأوروبية ترتفع لأعلى مستوياتها في أكثر من شهر مدعومة بقطاع الأغذية    بنك مصر يحصد 5 جوائز من مجلة ذا يوربيان البريطانية لعام 2024    مجلس النواب يستكمل مناقشات الحساب الختامي للموازنة العامة للدولة 2022 /2023    لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية: نرفض الوصاية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن 18 غارة على بلدات جنوب لبنان    روسيا تستأنف هجماتها على محطات وشبكات الطاقة بأوكرانيا    "شجعهم في المدرجات ثم قادهم للنهائي وخسر الحلم بفارق الأهداف".. تيرزيتش صانع سعادة دورتموند    "المدرج نضف".. ميدو يكشف كواليس عودة الجماهير ويوجه رسالة نارية    «التعليم»: طلاب الصف الأول الثانوي أدوا امتحانات اللغة العربية دون مشكلات    "أخوه ضربني".. مسجل خطر يقتل ميكانيكي في المنوفية    حبس ربة منزل عام لاتهامها بقتل نجلة شقيق زوجها في مشاجرة بينهما بالقليوبية    خلاف على الجيرة.. إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    فيلم السرب يكتسح دور العرض المصرية بإيرادات ضخمة في 7 أيام (بالأرقام)    ياسمين عبد العزيز: «بنتي سندريلا وبترجع البيت الساعة 12»    مهرجان المسرح العالمي يحمل اسم الفنان أشرف عبد الغفور في دورته الثالثة    عبير فؤاد تحذر مواليد 5 أبراج.. ماذا سيحدث لهم في شهر مايو؟    في ذكرى وفاة فارس السينما المصرية.. الأدوار البارزة في حياة أحمد مظهر    فرقة قصر ثقافة طنطا تفتح بوابة سحرية ل"تمارة" بطنطا    علي جمعة: الرضا والتسليم يدخل القلب على 3 مراحل    «أسترازينيكا» تسحب لقاحها ضد كورونا.. ما علاقة رئيسة المفوضية الأوروبية واتهامها بالفساد؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    "لابد من وقفة".. متحدث الزمالك يكشف مفاجأة كارثية بشأن إيقاف القيد    مرصد الأزهر :السوشيال ميديا سلاح الدواعش والتنظيمات المتطرفة    زعيم كوريا الشمالية يرسل رسالة تهنئة إلى بوتين    صحة مطروح تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة وادى ماجد غرب مطروح اليوم    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    نتائج التحقيقات الأولية فى مقتل رجل أعمال كندى بالإسكندرية، وقرارات عاجلة من النيابة    البورصة المصرية تستهل بارتفاع رأس المال السوقي 20 مليار جنيه    وزيرة الهجرة تتلقى طلبات من الجالية المصرية بالكويت لتسوية الحالة التجنيدية    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    "لم يسبق التعامل بها".. بيان من نادي الكرخ بشأن عقوبة صالح جمعة    تعرف على قيمة المكافآة الخاصة للاعبي الزمالك من أجل التتويج بكأس الكونفدرالية (خاص)    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    اليوم العالمي للمتاحف، قطاع الفنون التشكيلة يعلن فتح أبواب متاحفه بالمجان    «القاهرة الإخبارية»: إصابة شخصين في غارة إسرائيلية غرب رفح الفلسطينية    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    تقرير: مشرعون أمريكيون يعدون مشروع قانون لمعاقبة مسئولي المحكمة الجنائية الدولية    "تجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل".. بين العدوان المباشر والتهديد الغير مباشر    مواد البناء: أكثر من 20 ألف جنيه تراجعًا بأسعار الحديد و200 جنيه للأسمنت    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    تتخلص من ابنها في نهر مليء بالتماسيح.. اعرف التفاصيل    "المحظورات في الحج".. دليل لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج 2024    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش والتعليم.. ثنائية الدولة القوية
نشر في البوابة يوم 24 - 08 - 2016

عندما تولى «محمد على» حكم مصر كان يريدها دولة حديثة وقوية.. وفى سبيل ذلك اعتمد فى البداية على شيئين فقط «بناء الجيش» و«التعليم».. كان على وعى تام بأنه دونهما لن تنهض مصر النهضة الحقيقية التى يريدها.. فأنشأ المدارس الحربية ومصانع الأسلحة والمدافع بالقلعة وحشد الجنود ونظم صفوفهم، واستطاع أن يؤسس «الجيش المصرى» الذى كان فى عهده قوة عسكرية لا يستهان بها.. وفى نفس الوقت كان اهتمامه بالتعليم جمًا، فقام بإنشاء المدارس فى مختلف العلوم والفنون، وأرسل البعثات التعليمية إلى الخارج واستقدم الأساتذة الأوروبيين لتعليم المصريين، فكانت مصر تمتلك جيشًا قويًا ومعه علماء ومهندسون وأطباء ومدرسون.. صحيح أن المؤرخين يقولون إن «محمد على» أنشأ المدارس المختلفة مثل الطب والهندسة وغيرهما، وكذلك المصانع لخدمة الجيش فى المقام الأول، والعمران فى المقام الثانى، ولكن فى ذلك أيضا عبرة وحكمة من أنه كان يعرف أن نهضة الجيش تأتى من نهضة العلم والصناعة، وأنها تفرق كثيرا أن يكون عندك جيش قوامه ضباط وجنود متعلمون عن أن يكونوا جهلاء.. فقد اعتبر «محمد على» العلم أيضًا سلاحًا يسلح به الجيش وينهض به بمصر، ومن هنا كانت النهضة شاملة وأصبح «محمد على» فعلًا وقولًا مؤسس مصر الحديثة.
هى ثنائية لا يمكن لأى دولة أن تعبر إلى التقدم والنجاح وتصبح دولة قوية دون أى منهما «الجيش والتعليم».. التاريخ والسيناريو الذى تسير وفقه الأمم والدول المتقدمة، هو الذي يخبرنا بذلك.. لست مع من ينتقدون تسليح الجيش، لأن الدولة القوية لا بد أن يكون لديها جيش قوى، يحميها ويصد عنها أى اعتداء أو حتى من تسول له نفسه أن يطمع فيها، وهو حال كل الدول الكبرى وعلى رأسها «الولايات المتحدة الأمريكية» التى تسخر مليارات الدولارات، وكذلك الأبحاث العلمية لخدمة الجيش، وقد بلغت ميزانية الجيش الأمريكى لعام 2015 «577.1» مليار دولار، وأيضا دول «الاتحاد الأوروبى» والتى تعمل على تسليح وتطوير جيوشها على أعلى مستوى والصين الذى يعد جيشها ثانى جيش فى العالم بعد الولايات المتحدة من حيث الإنفاق، والأول من حيث العدد والذى بلغت ميزانيته العام الماضى «145» مليار دولار حسب قائمة «المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية» وقائمة «معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولى» لعام 2015.
ولكن هذه الدول لا تغفل أهمية «بناء الفرد» بالتعليم والصحة والبحث العلمى.. مثل بناء الجيش وتطوره.. هى دول تعمل على بناء المواطن مثلما تبنى جيوشها.. تهتم بالقوة البشرية كما تهتم بالقوة العسكرية.. فإن القوة البشرية عندهم هى ثروة غالية يجب الحفاظ عليها والاهتمام بها.
فى مصر جيش قوى ويجب أن يكون دائمًا، بالتسليح والتطوير وإنفاق الملايين بل والمليارات على ذلك، لأنه الأساس الذى تبنى عليه الدولة، وأهم عضو فى الجسد الذى ينبض لتستمر الحياة.. جيش مصر العظيم هو من يرد عنها كيد الأعداء، وطمع الغرباء، وخبث المتفرجين أو من يقفون على الحياد كما يدعون.. وطبيعى لأى دولة تريد أن تحافظ على أرضها أن تضع تسليح الجيش ودعم قوته فى دائرة اهتمامها.. فما بالك لو أن قطعة ثمينة من الأرض مهددة دائما بالخطف، ولا تكف أعين الأوغاد عنها، وطبعا أتحدث عن «سيناء» التى ضاعت مرة عام 1967 وكادت أن تضيع مرة أخرى بعد أن قررت التنظيمات الإرهابية السيطرة عليها واعتبارها ولاية إسلامية، وما زالت رهن الخطر، ولأن لدينا جيشًا قويًًا، فقد استطاع أن يصد عنها ويحميها ويعد فى حالة حرب الآن لتطهيرها من الإرهاب، الذى انتشر فيها مثل السرطان، هذا بالإضافة للعدو التاريخى الذى يقع على بعد خطوات منا، ويتمنى لنا كل الشر وطبعًا أقصد «إسرائيل» وينتظر الفرصة لينقض علينا، ويترقب أى ثغرة ليهاجمنا منها مرة أخرى بعد أن أخرجناه منها مهزومًا مدحورًا.
غير أن إسرائيل دولة ومنذ إنشائها، وهى تقريبا كل عشر سنوات تدخل فى حرب، وآخرها «لبنان» 2006، كما أن مصر فى الوقت الراهن تقع فى قلب منطقة تعج بالتوترات «حرب فى سوريا، وأخرى على حدودها فى ليبيا، ومثلها فى اليمن» فإنه منطقيًا إذن فى مثل هذه الظروف وعالم على هذا القدر من الجنون، أن تضع الدولة المصرية الجيش فى قمة أولوياتها.. وأن يذهب جزء كبير من الميزانية للأسلحة الحديثة مثل الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية والسفن الحربية، بالإضافة لتطوير أساليب الدفاع والهجوم والتدريبات.
ولكن فى الوقت نفسه، فإن الجهل والمرض يعم أرجاء البلاد وهو تخريب لما ينفذه الجيش، ويدفع الغالى والنفيس من أجله، فما أهمية أن تدافع عن الأرض وتترك الضعفاء يعيشون عليها بمرضهم وفقرهم وجهلهم.. الجيش القوى يلزمه شعب قوى، لأن الجيش فى النهاية جاء من هذا الشعب ويأتى منه، الجيش يحمى الأرض والشعوب تحافظ عليها وتنميها.. ولذلك فإن بناء المواطن أيضا يحتاج إلى اهتمام ووعى وجزء كبير من ميزانية الدولة، المدارس والبحث العلمى والمصانع والمستشفيات، تحتاج إلى دعم كبير وأن تكون من الأولويات وفى مقدمة الاهتمامات أيضا مثل الجيش تماما، فإن الجيش يحتاج لمن يدعمه بالعلم والمعرفة والقوة البدنية والفكرية وليس الأسلحة فقط. ولدينا مثال قوى فى هذه المسألة والقضية الشائكة.. وهو دولتا «كوريا الشمالية» و«كوريا الجنوبية».. فإن «كوريا الشمالية» اعتمدت على تسليح الجيش فقط، ولم تهتم بالتعليم والبحث العلمى وبناء الفرد، والنتيجة عداء لجميع دول العالم، باستثناء أربع أو خمس دول وعقوبات اقتصادية وخطط لتجويع شعبها الذى أصبح ضعيفًا للغاية، مما يبشر بانهيار الدولة بشكل كامل، أما «الجنوبية» فقد نحت الجيش جانبًا ولم تعمل على وجود جيش قوى مسلح ومطور، بينما ذهبت كل موارد واهتمامات الدولة إلى التعليم والبحث العلمى، والنتيجة دولة متقدمة ورائدة فى مجال الصناعة والتجارة والبحث العلمى، ولكنها مهددة بالاجتياح فى أى وقت، لأنه ليس لديها جيش يحميها ويدافع عنها، وإذا تحرك الأسطول الأمريكى الذى يحميها ويصد عنها قليلًا، فإنها معرضة للاعتداء من أى دولة أخرى وقد تستطيع كوريا الشمالية أن تأخذها فى لحظة.. أى أن الدول القوية والمتقدمة يجب أن تحقق التوازن بين الجيش والتعليم وأيضًا الصحة.. أن تبنى المواطن كما تبنى الجيش، لأن الشعب هو اغلى سلاح تحافظ به على الوطن وتساند به الجيش.
لدينا قوة عسكرية ولكننا أغفلنا القوة البشرية التى أنهكها الجهل والمرض والفقر.. ولن يتقدم الوطن دون تحقيق التوازن المنشود بين الجيش والتعليم والصحة، دون أن نحقق التنمية فى البشر كما نحقق قوة الجيش، قد يكون ذلك صعبًا ولكنه ليس مستحيلًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.