وقرأت وجهك فى رحيق الشمس بالحنان يشرق حاورت عينيك فوجدتنى أطفو على راحتيك سيل عطر يا مريم بك تسمو الأحلام فأرتدى الأبيض على الضفاف وبين النوارس أجلس فأخط بالدماء «أم النور..حبيبتي» أنت الظل ورطيب الغصن اسم من حرير، فخر وطيب، ماء سحاب فى الفؤاد تسكن، بين أهدابها حبات لؤلؤية حين تتهادى أناملها يضاء كل الكون تلك أنشودة ربيعية لمن جلّت عن الوصف وردة أنت فى مبسمك يتودد الشوق جميلة أنت ومن بقلبى تفردت وهبت الحسن والطهر فابتهج الزرع والطير ويا لروعة الفجر الوليد مع ترانيم الحب فلنضحك للأمانى ووجه القمر لباقات الزهر ونسمات السحر، يا كنز السماء منك الفرح يا بتول.. نحبك بكل اللغات نزهو بقربك ونعلن إليك الولاء فأنت الرجاء ولنمرر أناملنا على نقش اسمك لنرتوى من شذى الحروف يا بسمة الأزهار، بك نطوى مواجعنا إن حاصرتنا الذكريات وعاندتنا الليالى إن عانقتنا الأحزان وارتد بين الضلوع نحيب إن جثمت على صدورنا الأشباح تستبيح الورد والفل إن أخذتنا الدنيا بعيدًا عن الله نذوب ما بين خريف وهجير، وعيون القرش تبحث عنا وتموج فلا العصافير تطير ولا الفصول تعود كل شيء كألواح الجليد، لا دفء، لا نسمة صباح تهدينا الغد يا مريم ويا لغربة المكان المبهم وأنا فى دارى بين الأهل والصحب كالعشب الظامئ يحن إلى قطرة أو رذاذ البرد يلتهم ظلي، وليلى قارس الأنواء غابت رنة الكروان فأصرخ .. يا نجمة الصبح.. كيف أواصل الدرب؟ والله كم غضّ عنى الطرف، فماذا فعلت يا أمي؟ لا شيء، لا شيء، نأيت عن النور القدسى وهرعت للبعيد لا صلاة لا صوم لا تأمل فى الميلاد والصلب، أوفى الندر فقط بالشمع فباتت لى الحياة منفى.. كهف وبرق وطير يئن يا مريم فى صومك المقدس... إليك أمد اليدا، فأنا أهيم بلا سنا من ضياء؟ أبغى الاحتواء، أعود إليك لأروى فى نواك عذاب وكيف لقيت فيه ذئاب، أجوب الكون خلف سراب يساقينى الهوى الكذاب ثم أحن إليك فأغزل من عبق الزهر حروفًا وطيوفًا وبين مد وجزر تشتعل بداخلى قناديل الشعر والنثر فأقول: يا بحرًا من شعر صافٍ يتدفق عبر شرايينى يشرق كشموس فى روحى ويد تمتد لتحميني يا صوتًا يملأ أنحائى يملأ إحساسى ويقينى أجدد العهد ألا أغيب عن درب رب المجد يا من تسكنين العين والهدب، سيدة الطهر تحت ظلال وعودك جئت، أنتظر الحلم الآتى أترجى الليل بأن يرحل، أتسابق واللحظة كى أبدأ معك العمر القادم وأبدًا لن نفترق أنا من كبلتنى أقبية الثلج، يا أم الكل ليس لى إلّاك قلب رجاء محبة.. فلتصلحي ما أفسده عدو الخير لتعود الروح إلى الجسد .. فيسامحنى الرب