بينما يتابع العالم بأسره ما يحدث في تركيا بعد محاولات فشل الانقلاب العسكري ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وحكومته، ونتائج فشل هذا الانقلاب على الدولة التركية على المستوى الأمني والسياسي، وأدى فشل هذا الانقلاب إلى فرض الرئيس حزمة من الإجراءات على رأسها حالة الطوارئ لمدة 3 اشهر، اعتقال عسكريين وإقالة معلمين والعديد من الصحفيين، وهناك سؤال يتبادر في عقول بعض المتابعين للشأن التركي وهو "ماذا كان سيحدث لو نجح الانقلاب التركي"؟ من جانبه قال رضا بارشي زاده، المحلل والسياسي الإيراني: إنه في حالة نجاح الانقلاب بتركيا، فسيتم الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية والحزب الحاكم للأبد، مضيفًا أن نجاح الانقلاب سيؤدي برجب طيب أردوغان وقيادات العدالة والتنمية إلى السجن، مشيرًا إلى أنه سيتم تعليق الدستور الحالي لتركيا وتشكيل حكومة انتقالية في وقت لاحق تعمل على تصحيح الدستور التركي الذي تخدم المصالح العلمانية الكمالية، موضحًا أنه بعد أن فشل الانقلاب، فإن نفوذ جماعة الإخوان سوف يزداد، ولن يكون للجيش التركي دور خلال الأيام المقبلة. يذكر أن العلاقات الإيرانية التركية قد شهدت تقارب في الايام الأخيرة، وقد رفضت إيران ما حدث في تركيا من انقلاب شكلا وموضوعًا. وفي ذات السياق، أكد سنان يورولماز، المعارض والسياسي التركي، أنه في حالة نجاح الانقلاب كان هذا يؤثر بشكل كبير على موقف أردوغان والحزب الحاكم، حيث إنه كان سيتم تقديم أردوغان للمحاكمة هو وقيادات الحزب على الفور، مشيرًا إلى أن نجاح الانقلاب كان سيفتح النار على أردوغان وعلاقته بتمويل تنظيم داعش الإرهابي وأيضًا حول مدى صحة عدم امتلاكه لشهادة جامعية، ليس هذا فقط، بل على مستوى قضايا الفساد والرشوة. وأوضح المعارض التركى، أن الشعب التركي لا يريد أردوغان لكن وفى نفس الوقت لا يريد تلك الطريقة لكي يطيح به، حيث إن الصناديق ستكون لها رأي آخر في قادم الانتخابات في تركيا، وقد تحفظ كثيرون من المعارضة التركية على هذا الانقلاب، مطالبين أن يكون الصندوق هو الحاكم بين اردوغان وشعبه وليس الانقلاب. ايضًا، قال محمد حامد، الباحث بالشأن التركي: إنه في حال نجاح الانقلاب الذي وقع ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من قبل الجيش، كان سيكون للدولة التركية شكل آخر الآن، مضيفًا أنه في حالة نجاح الانقلاب، كان السجن سيكون مكان أردوغان الوحيد هو وقيادات حزب العدالة والتنمية. وأوضح حامد، أن الجيش التركي كان سيوقف العمل بالدستور الحالي في تركيا، ومحاولة علمنة الدولة من جديد، وقيادتها نحو الكمالية، والمقصود هنا دولة مصطفى كمال أتاتورك، مؤكدًا أنه بهذا الأمر، انتهى دور الجيش التركي نهائيًا في البلاد، وسيعمل أردوغان خلال الأيام القادمة على القضاء على العلمانية في الجيش والسيطرة عليه.