تناولت اليوم الصحف السعودية العديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأنين العربي والإقليمي . رأت صحيفة “,”المدينة“,” في افتتاحية عددها الصادر اليوم الجمعة ، أن أكثر ما يدعو إلى القلق في تطورات الأزمة السورية، ليس فقط التعقيدات الداخلية وانسداد الأفق السياسي للحل، وتراجع واشنطن عن الخيار العسكري وتزويد المعارضة بالأسلحة النوعية لإحداث التغيير على الأرض لصالح المعارضة، وإنما تمدد الأزمة على المستوى الإقليمي، أمنيًا وهو ما أمكن ملاحظته مؤخرًا في طرابلس، وعسكريًّا بعد أن أصبح هناك بنية مستقلة للتدخل الإقليمي، وبعد أن أصبح هذا التدخل يشكل حربًا موازية للحرب السورية الداخلية . وشددت على أن هذه التطورات الخطيرة تستدعي من قوى المعارضة السورية توحيد صفوفها (سياسيًّا وعسكريًّا)، وتقتضي من الجامعة العربية توحيد موقف موحد داعم للمعارضة السورية، وتستوجب من الأممالمتحدة اتخاذ موقف أخلاقي وإنساني عاجل وحاسم ينهي معاناة الشعب السوري، وينهي سياسة ازدواجية المعايير التي ما زالت تمارسها حتى الآن . وفي ذات السياق، أشارت صحيفة “,”عكاظ“,” تحت عنوان (عندما تنهار أخلاق السياسة) إلى أنه لاتزال ميليشيات حزب الله تدعم قوات النظام السوري مدعومة من إيران، واصفة ازدواج المعايير في تأييد القاتل ضد الضحية ودعمه مباشرة بالعتاد والجند، أو غير مباشرة بمنحه الوقت الكافي لتنفيذ أجندته وفرض سيطرته على الأرض، ومن ثم دعوته للتحاور على طاولة «جنيف 2»، بأنه انهيار لأخلاقيات السياسة الدولية والمواثيق التي قامت على أساسها هيئة الأممالمتحدة وكتب على أساسها ميثاقها الشهير. وأكدت ضرورة إعادة النظر في تركيبة هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن وإعادة هيكلتهما بما يحقق المصلحة الدولية . من جانبها رأت صحيفة “,”الوطن“,” في كلمتها الافتتاحية تحت عنوان (سورية.. أزمات سياسية أم أخلاقية؟) أنه بعد اشتباكات عنيفة مع المعارضة السورية استمرت 9 أيام، استطاع نظام بشار مدعوما بمقاتلين من حزب الله، أن يسيطر على بلدة السبينة جنوبدمشق، هذه البلدة كانت تشكل خط إمداد رئيس لمقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبيةلدمشق . وأشارت إلى أن قوات بشار ومقاتليه من إيران وحزب الله تحقق تقدما على الأرض، وأوراق الضغط السياسي باتت معظمها في أيدي الروس والنظام السوري تمهيدا ل“,”جنيف2“,”، بينما لا تزال إدارة أوباما تواصل المفاوضات والثرثرة بخصوص المؤتمر المزعوم وضرورة مشاركة المعارضة الوطنية السورية، مع وعود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الكلامية لدعم هذه المعارضة . وألمحت أنه وبعد الوفاة الإكلينيكية للأمم المتحدة، لا ينبغي أن نحمل الإدارة الأمريكية “,”وحدها“,” تبعات ما يجري في سورية، هذه حقيقة يجب التوقف عندها، فالأمريكيون لا يتحركون إلا بمقدار ما يتحقق لهم من مكاسب سياسية، شأنهم في ذلك شأن غيرهم، والمغامرات السياسية لا يحبذها الديموقراطيون كثيرا، ينبغي ألا ننسى أو نتناسى وجود خلافات عميقة وقوية بين أطراف المعارضة السورية، قد أتاحت للنظام السوري تحقيق النجاح على الأرض . وعلى صعيد آخر، تساءلت صحيفة “,”البلاد“,” السعودية عن إمكانية نجاح الجهود من أجل دفع المفاوضات مجددا بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في ضوء عشرات الزيارات والضغوط خلال السنوات الماضية دون جدوى بسبب المراوغات المستمرة من تل ابيب، وممارسات قمعية عنصرية واستيطانية على الأرض في القدسالشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية، هيو روبيرتسون في أول زيارة له للإقليم منذ تعيينه بالمنصب الجديد . وأبرزت الصحيفة الموقف العربي الواضح المتمثل في بيان الجامعة العربية والذي أكد أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية تمر بمأزق حقيقي بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية، مشددة على أنها تراقب موقف إسرائيل التي تعمل ليل نهار لهدم هذه المفاوضات وتحميل مسؤولية فشل نتائجها للجانب العربي . وأكدت الصحيفة أن المصداقية تتطلب إنهاء الازدواجية الغربية وضعف الارادة الدولية في لجم الاستيطان الاسرائيلي وسياسة الاحتلال . أ ش أ