أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التركي طيب أردوغان وضع رجل الدين التركي فتح الله كولن المقيم في الولاياتالمتحدة والذي تتهمه السلطات التركية بتدبير الانقلاب الفاشل. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الحكومة التركية قدمت معلومات عن كولن للحكومة الأمريكية التي أعلنت أنها تنتظر طلبا رسميا من الحكومة التركية لتسلم كولن. وقال المسؤولون الأمريكيون إنه ينبغي على تركيا أن تقدم دليلا بشأن ضلوع كولن في محاولة الانقلاب. وأكد إيرنست أنه بمجرد أن تقدم تركيا طلبا لتسلم كولن سيتم تقييمه بموجب المعاهدة المبرمة بين البلدين. وعرض أوباما المساعدة في التحقيق الذي تجريه أنقرة في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت يوم الجمعة الماضي وحث أردوغان على التصرف وفقا للمبادئ الديمقراطية الواردة في الدستور التركي. وقال أوباما "يجب الالتزام بمبادئ الديمقراطية جنبا إلى جنب مع إجراء تحقيق شامل". وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ما زالت تحلل الوثائق التي قدمتها تركيا وأنها لا تستطيع أن تصفها بأنها طلب لتسلم كولن. ويعيش كولن (75 عاما) الحليف السابق لأردوغان في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ أواخر التسعينات وقد نفى أي دور له في محاولة الانقلاب الفاشلة. وفي وقت سابق أعلنت وزارة العدل التركية أنها أرسلت ملفا إلى الولاياتالمتحدة يحتوي على معلومات عن كولن لكنها لم توضح ما إذا كان يرقى إلى طلب رسمي لتسلم كولن. ويواجه طلب تسلم كولن عوائق قانونية وسياسية في الولاياتالمتحدة إذ أن المحامين في وزارتي الخارجية والعدل سيراجعونه ليحددوا ما إذا كانت الاتهامات الموجهة له تعد جريمة في البلدين وما إذا كانت تنطبق عليها بنود معاهدة تسليم المجرمين المبرمة بينهما. وسيحال الطلب بعد ذلك إلى قاض متخصص ليحدد ما إذا كانت الجريمة قد وقعت وأن الشخص المتهم قد ارتكبها. وفي حال تخطى طلب التسلم هاتين المرحلتين يجب أن يحصل حينها على موافقة وزير الخارجية جون كيري الذي قد يعترض لأسباب غير قانونية مثل الاعتبارات الإنسانية. وفي سياق منفصل أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن نائب وزير الخارجية توني بلنكن التقى السفير التركي في واشنطن يوم الثلاثاء في واشنطن وناقشا على الأرجح مسألة تسلم كولن بالإضافة إلى قضايا أخرى.