قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة تحتفل اليوم بتذكار نياحة البابا كيرلس عامود الدين البابا رقم 24 في تاريخ باباوات الكنيسة، وهو المدافع عن العقيدة. وخصص البابا خلال كلمته التي ألقاها علي هامش رسامة كاهنين للخدمة بالنمساودبي، صباح اليوم الأحد، عن إرسالية السيد المسيح للسبعين رسول وهي بعد إرسالية ال12 تلميذًا، وإرسالية ال70 رسولًا، مشيراً: نحتفل اليوم بإقامة اثنين من الشمامسة ليصيروا كهنة للخدمة في النمساوالإمارات، وخدمة الكاهن هي ليست بالأمر الهين، والمفهوم في الكنيسة ليس ما يسمى بالترقية، ولكن مفهوم الترقية كي ما يصير خادمًا ليصل لدرجة غسل الأرجل. وزاد: نتحدث عن 4 مبادئ في خدمة الأب الكاهن وهي تجيب عن أسئلة وهي: ما هي قوة الكاهن؟ ما هي محبة الكاهن؟ وكيف تظهر؟ ما هو فرح الكاهن؟ كيف يعيش في السلام؟ وقال أولًا : قوة الكاهن تأتي من الصلاة والكتاب المقدس فهو خادم للمذبح والأسرار المقدسة، وهي صلوات وقراءات والكاهن أو القس تعني مصلى، فعمله الأول الصلاة، وكل ما يطرح الخدمة أمام الله ينال نعمة فيزداد قوة وتصير الصلاة مصدر قوته، لذا يجب الاهتمام بقانونه الشخصي واهتمامه بالكتاب المقدس، وأنه يكون مسئولًا عن ارتباط كل نفس بكلمة الله، وضعف استخدام الكتاب المقدس يسبب ضعف الخدمة والرعاية، وكلمة الله مثل سيف زي حدين "حد يعمل في الكاهن وحد في المخدومين". وثانياً: محبة الكاهن كيف تظهر؟ تظهر بالأبوة والافتقاد دون النظر للسن، وهذه الأبوة هي تحدي مفاتيح خدمة الكنيسة، فالرعية تحتاج للأبوة والأبوة شيء نادر في هذا الزمان الأب الذي يرافق طريق الإنسان، ويعينه ويساعده ومحبة الكاهن تظهر في الأبوة والافتقاد، فمحبته ليست في المؤاتمرات والرحلات فقط بل في الافتقاد وكل المناسبات والظروف. ثالثاً: كيف يفرح الكاهن؟ مجيباً فرح بكل نفس تتوب ويكون لها نصيب في السماء، وهذا عمله وخدمته، ويسعى لتوبة كل إنسان فهي فرح؛ ولذلك هو يصلي من أجل كل نفس خاصة الذين في ضيقه أو خطية ويفرح عندما يكون الفرح مرتبط بخلاص النفوس. أما السؤال الأخير: ما هو سلام الكاهن؟ وأجاب بطريرك الكرازة المرقسية قال: الكاهن يعيش في سلام من خلال الحكمة والمشورة وإن غابت الحكمة، وعاش في فكره الذاتي لا يعيش في سلام، والحكمة نعمة نطلبها من الله ونمارسها في سلام ونقول: "رأس الحكمة مخافة الله" فطالما يعيش في مخافة الله تكون لديه حكمة، أما إن سلك بذاته وفكره خدمته لا تكون ناجحة. نشكر الله أنه أعطانا هذه الساعة المقدسة وإقامة اثنين من الشمامسة المحبوبين واحد يخدم في النمسا مع الأنبا جابرييل والثاني في الإمارات في كنيسة مارمينا في جبل علي في دبي والخدمة أللي موجودة في هذه الأماكن في خارج مصر خدمة مضاعفة ففي الخارج الكاهن يمثل الكنيسة القبطية. إحنا بنفرح بحضور الآباء الأحباء "الأنبا باخوميوس مطران البحيرة وعدد من الآباء الكهنة والشمامسة باعتبار أن الشماس سامي من أبناء البحيرة، وتعلم وتربى، ونشأ في محبة الآباء ومحبة الأنبا باخوميوس. والشماس سامح خدم مع أبينا مينا وأبينا كيرلس في دبي وآباء أحباء، واختاروا يكون معاهم زميل آخر، والشماس سامح يخدم هناك ويشرف عليهم الأنبا يوليوس وإحنا في ضيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي العامر ومعنا الآباء الأحباء أنبا أنجيلوس وأنبا جابرييل وزي ما إحنا شايفين الكنيسة تمتد شرقاً وغربا، وشماس الإمارات يخدم في آسيا، وشماس النمسا يخدم في أوروبا، وهكذا امتدت الكنيسة والخدمة والرعاية، وهذا ما تقوم به الكنيسة". واختتم البابا كلمته بقوله: نصلي من أجل خدمتهم وعملهم، وأن الله يعينهم؛ فالخادم لا ينجح إلا بصلوات شعبه، ولا أنسى زوجة الكاهن عندما يساعده أبناؤه ويكونون معينين له، نصلي من أجلهم ومن أجل كل واحد في مكانه، لإلهنا كل مجد وكرامة.