«لحى كثة.. وجلابيب قصيرة.. وعمائم بيضاء.. وبؤج محمولة على ظهور رجال ينتظرون توزيعهم على مساجد الجمهورية، لأجل ما يسمونه الخروج في سبيل الله»، في الثلاثاء من كل أسبوع، من أمام مسجد كبير بإحدى قرى محافظة الجيزة، حيث المركز العالمى للدعوة الإسلامية، المقام على مساحة نحو ثلاثة أفدنة، وهو المقر الرئيسى لجماعة التبليغ والدعوة، أكثر الجماعات الدعوية انتشارًا في العالم. قرية «طموة»، ترانزيت جماعة التبليغ والدعوة، القرية التي تبعد ما يقرب من 30 كيلومترًا عن القاهرة، تتبع إداريًا مركز «أبوالنمرس» بالجيزة وتعد نقطة انطلاق الجماعة إلى الصعيد ومحافظات الوجه البحرى، وذلك نظرًا لموقعها المتميز على خريطة الدولة المصرية، فهى تقع في أول الطريق إلى الجنوب، حيث يحج منها وإليها كل أعضاء الجماعة. في تلك القرية حالة أشبه بالتي يعيشها المواطنون في القرى الهندية والباكستانية، حيث تنتشر بها محال بيع الملابس والعطور والجلاليب القصيرة الآسيوية الطراز، وهو شكل واحد تحلى به جميع «المهاجرين» - كما يطلقون على أنفسهم - إلا أن تلك الجماعة دائمًا ما تنفى أن لهم شكلًا معينًا أو زيًا معينًا، ولكن الحالة الموجودة في المقر أو المكان تجبر الجميع على ارتداء مثل هذه الملابس والنعال المسطحة، بعيدًا عن الأحذية المعهودة، ويؤمنون إيمانًا كاملًا بأن تركهم لأبنائهم وزوجاتهم من أجل الله ورسوله. ولأن الجماعة تخشى اندساس عناصر أمنية، كلفت عناصر تابعة لها بالتخفى بين الموجودين، وحول المركز الرئيسى للقبض على المندسين، قبل يوم من تجهيز الأفواج للخروج. في صباح يوم الثلاثاء، يتأهب الجميع للتوزيع على قرى ومساجد الجمهورية، فعلى كل عضو أن يخرج ثلاثة أيام في كل شهر، وأربعين يومًا في السنة، كانت إحدى تلك المجموعات، في زاوية صغيرة بحى الدقى، كشفنا عنها في أحد أزقة الطرق والحارات حيث يوجد مسجد حمل ذات الاسم لأحد المناطق العشوائية بالحى، جلس به 10 رجال مهلهليِ الثياب من تلك الجماعة، دخلوا حاملين أمتعتهم على ظهورهم، واضعين إياها في أحد أركان المسجد، بعد أذان صلاة العصر، وسرعان ما دخلوا للوضوء لأداء تحية المسجد، واللحاق بالصلاة. بعد الصلاة وقف أميرهم، يدعى مصطفى محمود للتعريف بالجماعة وعرض تعريفًا سريعًا للجماعة، قائلًا: «اسمحولنا نكون ضيوفكم»، قد أخذ الإذن المبكر من شيخ المسجد، وذلك ما رواه أحد العاملين بالمسجد رفض ذكر اسمه، وبعد انصراف الناس، جلس الأمير برجاله يوزع عليهم مهام الخدمات، بالتناوب فيما بينهم. «الخدمة نوع من أنواع العبادة ودى شرف لينا»، بتلك الكلمات يقول ماهر المصرى، أحد عناصر المجموعة: «دى حاجة بالتناوب فيما بيننا، ودى بيقسمها الأمير، بتكون خدمة المطبخ وتجهيز الطعام ودى بنعمل فيها وجبات يومية بفلوسنا، وكل واحد بياخد وجبة، إحنا بنصرف كل حاجة من جيبنا، وخدمة تنظيف المسجد ودورات المياه، وخدمة سقاية المصلين، وفى حاجات تانية بتختلف من مسجد لمسجد تانى، يعنى لو مسجد كبير، بتزيد علينا خدمات تانية». يضيف: «بنصرف على تنقلاتنا ولو هنسافر بره مصر بنتحملها برده، بس أنا عمرى ما سافرت بره». «المصرى» تجاوز عقده الخامس، يحكى عن حياته مع التبليغ والدعوة: «أنا إمام وخطيب في البلد بتاعتى - امتنع عن ذكرها - اتعرفت على الجماعة من 15 سنة وكل شهر بطلع 3 أو 4 أيام في أي مكان حسب ما بنتوزع، بكون سايب لمراتى وولادى الفلوس اللى تكفيهم، بتدينى الطلعة دى شحنة معنوية رهيبة، بفصل فيها عن الدنيا كلها، لا كلام في السياسة ولا كلام في مشاكل دنيوية، وأوقات ده بيتعارض مع شغلنا بس التفرغ مسئولية الشخص طالما ألزم نفسه بالخروج». كلام «المصرى» يتوافق مع ما نشرته بعض المراكز البحثية المتخصصة في الجماعات الإسلامية، بأن تلك الجماعة تضع ضوابط للانضمام إليها، تتمثل في التزام أفرادها بعدم الخوض في الشئون السياسية نهائيًا، وأيضًا الخوض في خلافات فكرية وفقهية وما يسمونها بأمراض الأمة، فالجماعة ترى أن وظيفتها هي تهيئة المجتمع للحياة الإسلامية عن طريق الدعوة فقط حيث يرون أن تغيير الأفراد بالقوة يؤدى إلى إعراض الناس عنهم. في اليوم الثانى لمجموعة «مصطفى محمود»، كان هناك ما يسمى «الرحلة الدعوية» وهى عبارة عن خروج عناصر من المجموعة، للدعوة في الشارع، في تحركات «فردية» تجوب المقاهى لدعوة مريديها وتعريفهم ببعض أركان الإسلام دون الولوج في أي أحاديث شخصية، وهو أمر دائما ما يلاقى القبول، بحسب «المصرى»: «إحنا بندعوا بالحكمة للصلاة والعبادة وده بنعمله كل يوم خلال الأيام اللى بنكون موجودين فيها في أي مكان، وأوقات كتير بنرجع للمسجد بناس زيادة حابيين ينضموا معانا ويصلوا». تتطلع تلك الرحلات أيضًا إلى إصلاح «ذات البين» وبين المتخاصمين يتابع «المصرى»: «لما بنعرف أن في خناقات بين الناس في المنطقة اللى إحنا متواجدين فيها، بناخد حد من سكان المنطقة وشيخ الجامع وبنروح للناس دى وبنحاول نصالحهم قبل ما نمشى من المكان وبنقدر نعمل ده». الخروج هو أحد أشكال الجولة، بحسب مراكز بحثية في الإسلام السياسي، وتعرف الجولة بأنها إحدى الوسائل الدعوية لدى الجماعة تقوم على مبدأ دعوة الأفراد في بيوتهم وأماكن عملهم أو حتى في الطريق، وهى تقسم إلى «جولة سيارة» و«جولة البيوت» ثم الخروج. الجولة السيارة تتم عن طريق السير على يمين الطريق والتوجه إلى أماكن تواجد الناس، وعادة تكون أسبوعية، ولكل جولة مسئول يتم الرجوع إليه في حالة حدوث أي مشاكل، وأما جولة البيوت فتتم من خلال الذهاب إلى بيوت الناس لدعوتهم، وهى تتم داخل المنزل، أما الخروج فهو إما داخل مصر أو خارجها، والجولة في حالة الخروج تكون تعليمية أو شبابية بالتوجه إلى الشباب الغافل عن الدين - حسب ظنهم - وقد يتعرض فيها الداعية إلى أذى جسدى ومعنوى. تتوافق تلك الرحلات مع بعض المذاهب المسيحية «الكاثوليكية» وما يسمى «السياحة الروحية» وهى مسيرات تنظمها الكنيسة للصلاة والعبادة ودعوة أتباعها للتدبر في كل الكائنات المحيطة بها، بخلاف ما ينظمه رهبانها من رحلات دعوية تسمى «رحلات افتقاد» وهى خدمية ودعوية لسكان القرى التي تقع فيها الأديرة والكنائس التابعة للأباء الفرنسيسكان، حيث يقومون بالصلح بين المتخاصمين، والدعوة للصلاة والذهاب للكنيسة. يوميًا وبعد الانتهاء من صلاة الفجر، ينعقد ما يسميه «ماهر» ب«حلقة الذكر»: «بيكون فيها درس عن الخروج في سبيل الله والدعوة الوسطية بعيد عن أي بدع ومنكرات، وييجى بعده درس القرآن، بعدها بينعقد مجلس المشورة، لتوزيع الخدمات مرة أخرى، الخدمة دى حاجة بتعلم النفس الطاعة بجد، وإن إزاى تعمل كل حاجة حتى لو ما بتعملهاش بره المسجد، كله بينضف حمامات وكله بيطبخ وكله بيغسل». مع شروق الشمس، تتجهز مجموعة «محمود» للخروج مرة أخرى للسياحة في الأرض - كما يسمونها - بالتزامن مع خروج المواطنين وامتلاء مقاهى المنطقة، يخرج اثنان أو ثلاثة من المجموعة، بحسب «إبراهيم عبدالله» وشهرته «أبومنصور»: «بنطلع كل يوم الصبح بنلف على القهاوى بندعى الناس للعمل والطاعة وإنه يبدأ يومه بالطاعة ويخرج لعمله، وإنه لما يرجع ييجى الجامع هيلاقينا موجودين، في ناس بتستجيب وناس بتقول طيب وحاضر وخلاص». «عبدالله» كانت له ذكريات مع تلك الجماعة لفتت انتباهه إليها، فلم يكن يعرف بعد أنها «التبيلغ والدعوة»: «وأنا صغير كنت بلعب أنا وصحابى في القرية تبع المنصورة - رفض ذكرها - لقيت ناس داخلين البلد في عربيات (بيجو 7 راكب)، فيها ناس بدقون كبيرة وجلاليب وعلى رأسهم (غترة) بيضا معصوبة، دخلوا جامع البلد، وبقوا يعدوا علينا وإحنا بنلعب يدعونا للصلاة مرة رفضت وبعد كده بقيت أروح أقعد معاهم، واتعرفت عليهم، وكل سنة لما ييجوا أروح ليهم، ولما كبرت عرضوا عليا آجى معاهم فوافقت». في كثير من الأحيان يستحيل التوفيق بين التزامات العمل والوظيفة ومتطلبات الدعوة و«الخروج»، وهنا على الشخص أن يختار، وفى النهاية ترجح كفة الدعوة، وعدد غير قليل بالجماعة يتركون وظائفهم ويتفرغون للدعوة بجانب البحث عن فرصة عمل حر لا يقيدهم.. يبلغ «أبومنصور» الثلاثين من عمره، ولديه من الأبناء ولد وبنت: «بقى عهد عليا أطلع معاهم دايمًا لأنهم بيدعوا للدين بالحكمة، ولما اتجوزت ماكنش معايا مشكلة، لأن بخرج 3 أو أربع أيام في الشهر، وشغلى حر علشان ميأثرش على خروجى معاهم، وقدرت أقنع كذا حد من جيرانى الملتزمين دينيًا بأهمية الدعوة والخروج والخدمة في سبيل الله». ما بين الدعوة بالشارع ودروس الوعظ، وجد «أبومنصور» نفسه فهو حاصل على شهادة الليسانس في الدعوة من جامعة الأزهر: «أوقات كتير في منا بيكون ليه تخصص بس ده مايمنعش أن الخدمة تيجى عليه، وإحنا بنطبق مبدأ الإمارة والإمامة اللى ورد في الحديث عن النبى (إذا أقمتم إلى الصلاة فليؤمكم أحفظكم لكتاب الله)، يعنى أميرنا بيكون أكتر واحد حافظ للقرآن، ولو خرجنا اتنين للشارع لازم يكون لينا أمير، يقدر يتكلم مع الناس لو حصل أي مشاكل». أحيانًا لا تقتصر خروجات تلك الجماعة على الدعوة فقط، ولكن في كثير من الأحيان يسعى أعضاؤها لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب، وهو ما يؤتى أكله، فلا يشترط في بداية الأمر أن يخرج المبلّغينْ الجدد في رحلات بل يكونوا دعاة لله في أماكنهم: «اللى بيتقبل الفكرة بنساعده يكون معانا وعلشان ما يحسش بضغط عليه بنخليه يدعى لربنا في مكانه، إحنا مبنركزش على الناس اللى بتكون في الجامع، بنحاول نوصل للعوام المجاهرين بالمعاصى، لحضور دروس العلم النافعة». تلك الجماعة وضعت نفسها في خانة الحياد، فأعطت أوامرها لأعضائها بعد الحديث فيما اسمته ب«اللاءات الأربع»، وهى حسب ما نشرته أحد المراكز البحثية: «لا للكلام في السياسة أو الدخول في الأحزاب، ولا للكلام في الخلافات الفكرية، ولا للكلام في الخلافات الفقهية، ولا للحديث في أمراض الأمة»، وهو ما أكده «أبومنصور» بعد إثارة خلاف فقهى بداخل المسجد، وطالب المصلون أعضاء الجماعة بالرد فقال: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وما فيه خلاف فهو رحمة لكم»، بتلك العبارات استطاع «أبومنصور» الخروج من هذا الخلاف: «سيبوا الخلق للخالق ونخلى العلماء اللى يتكلموا في الموضوع ده مش إحنا». يتابعه «ماهر المصرى»: «وبرده السياسة ما نتكلمش فيها علشان دى خلافات أمة ومردها إلى الله، لا بالشكر ولا بالسلب، كل ده هيدخلنا في مشاكل إحنا في غنى عنها، لا لينا دعوة بسلفيين ولا إخوان الناس تعرف عننا إننا في حالنا». أحاديث «رجال التبليغ» يعتبرها البعض سطحية، وهو ما يظهر في تعاملاتهم وعدم إلمامهم بنصوص الشريعة والفقه، لكنهم في حقيقة الأمر ارتضوا استخدام اللغة العامية معتبرين أنها الأقرب إلى قلوب العامة في المناطق العشوائية، وهو ما فسره «أبومنصور»: «الناس في أوقات كتير لو شافوا حد بيكلمهم باللغة الفصحى بينفروا منهم وبيكون موضوع سخريتهم، وأغلبنا برده مش دارسين ومتخصصين، ودى اللغة اللى بتعلم مع الكل، مهمتنا تعريف الناس بالإسلام بكلمات بسيطة، ومن يشرح الله صدره للإسلام ويريد أن يتعمق في المعرفة فسيجد مصادر كثيرة لذلك». من بين مجموعة «محمود» كان هناك رجل أربعينى يدعى «محمود اللبان»، معاق في قدمه اليسرى، لم تمنعه إعاقته من الاعتكاف مع الجماعة فهو من أبناء «حى الدقى»، وأحيانا يشارك في تجهيز «سقاية المصليين»: «أنا بشارك مع الجماعة في كل سنة في المسجد بتاعى هنا، هما بيشرفونا من وقت للتانى، كان ليهم سبب كبير أن ألتزم بالجامع وأحفظ كتاب ربنا». «اللبان» تعهد هو بدعوة المصلين والمحافظة على جلسات الذكر بعد رحيل الجماعة: «لما الإخوة بيمشوا بحاول أداوم على كلامهم، وعندنا كتاب أحاديث نبوية، وبخلى يوميًا حد من الملتزمين بالمسجد يقول حديث كل يوم بعد العشا، وبعد الفجر بنعمل جلسات قراءة قرآن، وأهل الحى معترضوش مشكلة طالما بيعلم الناس وبيخليهم قريبين لربنا». الدعوة يعتبرها «اللبان» بديلًا عن الجهاد بالسلاح: «أعظم الجهاد الواحد يجاهد نفسه وميسيبهاش للمعاصى، مش شرط الجهاد بالسلاح، الجهاد دعوة ودعوة الناس إلى الإسلام والأمر بالمعروف»، يشاركه «المصرى» في الحوار بأن الجهاد مشروط بدعوة أولى الأمر «رئيس الجمهورية»: «رئيس الدولة بمثابة أمير المؤمنين، وإذا دعا وجب علينا تلبية النداء، لكننا لا نؤيد أن يخرج فرد أو مجموعة شباب لتحارب بحجة أن هذا جهاد». بعيدًا عن «الدقى»، التي تواجدت فيها المجموعة بموافقة شيخ المسجد، حسب ما أكد أحد الأهالي، ذهبنا إلى منطقة أخرى هي «عزبة المفتى» بحى الوراق بالجيزة، واتجهنا إلى أحد المساجد المعروفة باستقطاب الشباب لجماعة التبليغ والدعوة وهو مسجد التوبة في شارع جمال عبدالناصر، يعتبر المسجد قبلة أخرى لوفود التبليغ، بحسب عبدالله السعيد، أحد شباب المنطقة، فإن إمام المسجد الشيخ «راشد» هو قائد الوفود في المنطقة: «بتيجى مجموعات مختلفة من بلاد كتير كل شهر، مرة أو اتنين كل مجموعة غير التانية بأمر شيخ المسجد، وبيكون هو مرافق ليهم طول الفترة اللى موجودين فيهم وبيتحرك معاهم في الشارع علشان محدش يضايقهم، في نفس الوقت اللى بيطلع الشيخ نفسه كل 40 يوم هو ومجموعة من المنطقة بشنتطهم لبلاد تانية بيقعدوا 4 أيام وبيرجعوا». يضيف «السعيد» أن تلك الوفود تنظم مسيرات ليلية في المنطقة، وتنشط تلك المسيرات بعد صلاة المغرب لحضور صلاة العشاء في مسجد «التوبة»: «بيلفوا في المنطقة وبيكلموا الشباب اللى بيتراوح عمرهم من 15 ل25 سنة، واللى بيكونوا في تجمعات زى (النواصي) بأسئلة معروفة وهى (تعرف إيه عن رسولك، مش شايف إنك ضيعت من عمرك كتير، بلاش تشرب سجاير وتعالى صلى معانا)، وفى كتير من الشباب لما بيشوفهم بيتجنبهم». بحسب «السعيد»: «الدروس اللى بتكون غالبًا بعد كل صلاة والدرس الكبير بعد العشا بيكون في مواضيع السيرة النبوية والصحابة وبيتجنبوا أي كلام عن السياسة، علشان ميحصلش بلبلة في المسجد». برغم محاولات وزارة الأوقاف السيطرة على المساجد، إلا أن محاولاتها لا تجدى نفعًا خاصة أن دخول جماعات التبليغ والدعوة إلى المساجد لا تتم إلا بموافقة مشايخها، وهو ما اتضح من خلال الرصد لبعض البلدان، والتأكد من العاملين فيها بمحافظات القاهرةوالجيزة ودمياط والدقهلية، ففى الآونة الأخيرة قرر الشيخ «جابر طايع»، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، تعيين إمام وعمال جدد لمسجد جماعة «التبليغ والدعوة» بقرية «طموه» بمحافظة الجيزة، لفرض السيطرة عليه، وضمان التزامه بتعليمات الوزارة، وموضوع الخطبة الموحدة، وأكد في تصريحات صحفية أن الوزارة تقوم من خلال مفتشى الضبطية القضائية بضم المساجد التي في حوزة السلفيين والجماعات الأخرى، للتأكد من التزامها بالمنهج الوسطى، بالإضافة للسيطرة على 4 مساجد كبرى بالجمهورية وهى «مسجد قباء بالهرم، والتوحيد بجوار البنزينة أول فيصل، ومسجد التوحيد بدموه بالمنصورة، وأيضًا «طموة»، إلا أن «التبليغ والدعوة» تعمل في مساجد أخرى بمختلف أنحاء الجمهورية.