فى منتصف الثمانينات تقريبًا بدأ الدكتور محمد سيف الدين طه مشروعًا أطلق عليه «تفسير القرآن بالشعر»، أمسك القرآن ليصوغه من جديد، وانتهى إلى كتابة 28 ألف بيت من الشعر. لم يكن الدكتور سيف عالمًا أزهريًا، أو باحثا فى علوم القرآن، أو شاعرا كبيرا، كان يعمل فى إحدى الدول العربية عمله الذى يجيده، وهو المحاسبة، فهو محاسب ينظم دورات تدريبية ومؤتمرات عالمية فى مجال المحاسبة، وأنشأ بعد ذلك مركز الخليج العربى للاستشارات الدولية. كل ما حدث أنه كان يجلس مع مجموعة من العلماء، وتحدثوا عن الشعر وإمكانية استخدامه فى تفسير القرآن، وتساءل أحد الموجودين عن شاعر يقوم بهذه المهمة، ففكر الدكتور سيف فى الموضوع بجدية. أما مؤهلاته لذلك فكانت أنه كان يكتب الشعر وعمره 12 عاما، وله بعض الدراسات فى السيرة النبوية، كتبها من أرضية الهاوى لا أكثر ولا أقل، تبلورت الفكرة لديه من أنه إذا كان التفسير تم عبر القرون السابقة بالنثر، فما المانع من تفسيره شعرا، وبدأ المشروع. بعد ما يقرب من عشرين عاما، وتحديدا فى العام 2005 انتهى الدكتور سيف من تأليف كتاب من 6 أجزاء، فى إبريل من العام نفسه أرسل كتابه إلى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية للحصول على موافقة الأزهر الشريف بنشره وتداوله. ظل الكتاب لدى مجمع البحوث ما يقرب من 4 سنوات، تم فيها الرفض بالطبع، ذهب سيف بالقضية كلها إلى المحاكم، وكانت قد انفردت بقصته كاملة الصحفية الكبيرة إقبال السباعى فى مجلة روزاليوسف فى أكتوبر 2009. ■ ■ ■ قبل أن نوثق محاصرة هذه التجربة، ومنع هذا التفسير، سأضع أمامكم نموذجين مما قدمه الدكتور سيف. النموذج الأول فى الآية (93) من سورة التوبة، تقول: «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ». تفسيرها بالشعر كان كالآتى: لكن الحساب وكل وقت/ على من كانوا قوما موسوينا/ أتوا يستأذنونك فى قعود/ فيا ويل لهم من خائرينا/ أرادوا مع النساء يطول مكث/ لهم خسئوا وصاروا مدمرينا/ على قلب لهم إن طبعنا/ فما كانوا لخير قابلينا/ وما كانوا لخير قابلينا/ وما كانوا لأضواء ونور/ من التنزيل يوما مبصرينا. النموذج الثانى فى الآيات (82- 79) من سورة الكهف، تقول: «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا». يقول صاحب التفسير الشعرى فى هذه الآيات: وأمر سفينة أصحابها/ ذوى فقر ببحر عاملينا/ بها أحدثت هذا العيب قصدا/ لتتركها أيادى المعتدين/ وكان وراءهم ملك ظلوم/ ويغصب خير مال الآخرينا/ وشأن للغلام إليك نأتى/ به متحدثين مفصلينا/ له أبوان بالإسلام فازا/ وسارا فى طريق الصالحينا/ وأشقى والديه لذا أتينا/ إليه كما رأيت مجندلينا. ■ ■ ■ بعد فحص الكتاب انقسم المشايخ حوله، فمنهم من وافق على النشر وتداول ثلاثة أجزاء من التفسير لخلوها مما يتعارض مع العقيدة الصحيحة وثوابت الدين، ومنهم من رفض الثلاثة أجزاء الأخرى باعتبارها منظومات شعرية تشوه المعانى القرآنية تشويها ببيانها الربانى إلى لغو سقيم. كان طبيعيا مع هذا التناقض أن يكون هناك رأى واحد، وبالفعل عقد مجمع البحوث الإسلامية جلسة خاصة فى 25 يوليو 2006 لمناقشة أمر الكتاب، وجاء الرأى بالإجماع يؤيد رفض نشر الكتاب وتداوله. كان السبب من وجهة نظر المشايخ أن ما يسمى تفسير القرآن بالشعر، ليس إلا نظما ركيكا، يمثل إساءة لكتاب الله، بل إساءة لذاته سبحانه، كما أنه يشوه المعانى القرآنية تشويها كاملا. لم ييأس الدكتور سيف، ذهب بكتابه إلى القضاء، ظل فى أروقة المحاكم لسنوات، وحتى يريح مشايخ الأزهر رؤوسهم، فقد فحصوا الكتاب من جديد، كان هذا فى جلسة خاصة بتاريخ 24 سبتمبر 2009، وضعوا بعدها تقريرهم النهائى، الذى أخذت به المحكمة. فى هذه الجلسة أصر المشايخ على رأيهم، رفضوا النشر، وأكدوا على أن هذا التفسير ليس إلا لغوا من القول فى حق القرآن الكريم. حصل الدكتور سيف على تصريح من المحكمة بالاطلاع على تقارير مجمع البحوث الإسلامية التى كانت سببا فى رفض نشر الكتاب وتداوله. يمكنك الآن أن تقرأ بعضا مما جاء فى هذه التقارير. أشار التقرير الأول إلى أن الكتاب فريد فى نوعه، لم يسبق إليه أحد من قبل، فصياغة التفسير فى أبيات شعرية شىء جديد، كما أن المادة العلمية الموجودة بالكتاب لا غبار عليها، أما صياغتها فى أبيات شعرية فهذا أمر قد يقره بعض العلماء وقد لا يقره البعض الآخر. يواصل التقرير: الشعر الذى تم التفسير من خلاله لا ينتمى إلى بحر من البحور المعروفة فى علم العروض، فهو شعر حر، ويفضل أن يكون اسم الكتاب «الموسوعة الشعرية فى تفسير القرآن» بدلا من «تفسير القرآن بالشعر». التقرير الثانى أشار إلى أنه لا حرج على من يفسر القرآن بالشعر، لكن المشكلة أن عنوان الكتاب غير مطابق للمادة العلمية، لأن تفسير القرآن بالشعر يختلف عن نظم تفسير القرآن عن طريق الشعر، وهو ما فعله المؤلف، لكن إجمالا الكتاب جيد فى بابه وغير مسبوق فى فكرته، وليس فيه ما يتعارض مع النصوص الصريحة الصحيحة من الكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة. التقرير الثالث سجل بعض المخالفات التى وقع فيها التفسير، لكنه لم يمانع فى نشر التفسير الشعرى وتداوله، ولكن بعد تعديل الصياغة التفسيرية بالشعر. أما التقرير الثالث فعلى الرغم من أن الفاحص رأى تجاوزا فى تفسير الآية 46 من سورة «العنكبوت» بما ليس فى الآيات نصا إلا أنه أكد على عدم وجود ما يمنع من نشر هذا التفسير الشعرى وتداوله، ولكن بعد تعديل الصياغة التفسيرية بالشعر. كانت هذه التقارير عن الأجزاء الثلاثة الأولى من الكتاب تحبذ النشر، لكن تقارير الرفض كانت صادمة. جاء فيها: تفسير القرآن بالشعر ما هو إلا منظومات شعرية تشوه المعانى القرآنية تشويها ينزل ببيانها الربانى إلى لغو سقيم، أخذ فيها مؤلفها اتجاها بعيدا كل البعد عن الأسلوب البيانى اللائق بكتاب الله، لأنه لا يمتلك أى موهبة شعرية، وكل ما يجيده هو الوزن العروضى فى سطحية تتضاءل معها روعة الكتاب المبين. رسمت تقارير الرفض ما يمكننا التعامل معه على أنه منهج لمن أراد أن يفسر القرآن بالشعر، يقول أحدها: الشاعر الجدير بهذا اللقب إذا أراد أن يستلهم كتاب الله، فليس طريقه أن ينظم المفهوم من معانيه نظما عروضيا يصل إلى الركاكة فى كثير من الأبيات، لكنه مثلا يأتى لقصة قرآنية فيعيش فى جوها، ثم يصوغ أدوارها صياغة الفنان الذى يملك الأسلوب لفظا وصورة وإيحاء، لينتج للقارئ لوحة فنية، أما أن ينظم المعانى نظما آليا فى أسلوب منخفض، فهذا يسىء إلى كتاب الله، ثم إن نظم المعانى لا يعتبر تفسيرا للقرآن الكريم، حتى جعل المؤلف عنوان نظمه «تفسير القرآن بالشعر».. فالتفسير القرآنى أوسع مجالا وأرحب أفقا من أن يكون حشرا للمعانى فى أوزان عروضية وقواف مهلهلة، هى أشبه بمحاولات التلاميذ الصغار الذين يبتدئون فى النظم دون استعداد، وقصارى مجهودهم أن يكون الوزن مستقيما مهما كان المحصول الشعرى سقيما. الرفض لم يكن عاما لتفسير القرآن بالشعر إذن، ولكن كان لأن صاحب المحاولة التى وجدها المشايخ بين أيديهم لم يقم بها على الوجه الأكمل. وقتها قال الراحل الدكتور عبدالمعطى بيومى الذى كان عضوا بمجمع البحوث الإسلامية لإقبال السباعى، وهى بالمناسبة زوجة الدكتور عبدالله النجار أحد علماء الأزهر الكبار: غالبية علماء المجمع رأت أنه لا يجوز نشره، ففيه أخطاء فى الشعر ليست لغوية، وإنما أخطاء فى صياغة الآية شعرا، وجاء قرار الرفض بالإجماع، وأنا رغم التزامى بقرار المجمع، إلا أن لى رأيا آخر، لأنه كل ما لا يتضمن مخالفة فى عقيدة من العقائد، أو ينكر أصلا من أصول الدين وما علم من الدين بالضرورة، لا يحظر نشره أبدا، وإنما ينشر ويكون الخطأ محمولا على صاحبه. ■ ■ ■ كان هذا رأى علماء المجمع فى تجربة تفسير القرآن بالشعر، فماذا قال صاحبه، الذى التقت به إقبال السباعى، فى حوار لم يكن مطولا، لكنه كان كاشفا. كان السؤال الطبيعى الذى لابد أن يوجه لصاحب تفسير القرآن بالشعر هو: ما عملك وما علاقتك بالدين وما صلتك بالشعر؟ قال: أنا رئيس جمعية المحاسبين والفكر المحاسبى الجديد، فأنا أصلا أعمل بمجال المحاسبة، وعندى نظرية محاسبية اقتصادية إدارية لأول مرة تحدث فى العالم، وفيها علاج للأزمات الاقتصادية الموجودة حاليا. وعن علاقته بالدين قال: مجال الدين حر يباح لأى فرد، فعلم الدين مثل علم الإدارة، يطلق عليه العلم الحر، فالدين هو علم الحياة، وقد تجد إنسانا متبحرا فى علم الدين أفضل بكثير من إنسان متخصص فيه، فالعقاد مثلا كان حاصلا على الشهادة الابتدائية، لكنه كان يقود العلماء كافة، وكان معيارى فى موضوع تفسير القرآن عدم وجود ما يخالف ثوابت الدين والعقيدة، وهذا ما أقره الأزهر سواء للمخالفين أو المؤيدين، ما لم يستطيعوا إثبات أن هذا العمل يخالف ثوابت الدين والعقيدة، لكنهم للأسف لا يستسيغون موضوع تفسير القرآن بالشعر. كشف الدكتور سيف فى حديثه ما اعتبر أنه سر، قال: يوجد دكتور عالم أزهرى كبير «رفض ذكر اسمه دون مبرر بالطبع»، كانت رسالة الدكتوراه الخاصة به عنوانها «تفسير القرآن شعرا»، صحيح أنه لم يخض التجربة، لكنه أوصى فى رسالته بأن كل من يستطيع أن يقول الشعر، ولا يفسر القرآن به فهو آثم. ■ ■ ■ لم يخرج هذا الكتاب للنور، عانى فيه صاحبه كثيرا، المعاناة الأولى فى إنتاجه، والمعاناة الثانية فى المواجهة التى وجد نفسه فيها رغما عنه، فقد اتهمه الأزهر فى تقاريره بأنه يسىء إلى الذات الإلهية، وهو ما يعنى اتهامه الصريح بالكفر، حاول أن يبدو متماسكا، قال إنه سيكمل معركته، لكنه اختفى واختفى كتابه تماما، فلم نعد نسمع عنه شيئا، ليكون مجرد صاحب محاولة من محاولات التعامل المختلف مع القرآن الكريم، بعيدا عن التعامل التقليدى، لكنها كمحاولات كثيرة لم تنجح ولم تثمر شيئا. على هامش هذه المحاولة التى لا أرى فيها ضررا على الإطلاق، يمكن أن نضع مجموعة من الملاحظات. أولا: ما قدمه الدكتور سيف ومن خلال النماذج التى اطلعت عليها، لا يمكن التعامل معه على أنه تفسير للقرآن، يمكن أن تطلق عليها أى شىء آخر، فهو يحوّل الآيات المكتوبة بالنظم القرآنى إلى شعر، لا يضيف معنى جديدا لشىء، ولا يظهر سياق الآية، كل ما يحدث أنك تقرأ نفس المعانى شعرا، فما الذى أضافه، لا شىء على الإطلاق. ثانيا: أرتاب كثيرا فيمن يتحدثون عن إتيانهم نظريات جديدة، غير مسبوقة فى العالم، وأنهم يعرفون ما لا يعرفه أحد، هؤلاء فى الغالب لا يمكن أن تطمئن إلى ما يقدمونه، خاصة إذا كان فى تخصصات غير تخصصاتهم، وهنا لا أقصر الدين على مشايخ الأزهر بالطبع، ولكن على الأقل لابد أن تكون دارسا ما يؤهلك لتخوض تجربة مع القرآن الكريم. ثالثا: أغلب الظن أن مشايخ مجمع البحوث الإسلامية لم يكونوا جادين بما يكفى، وهو يتحدثون عن عورات الشعر المكتوب، لقد تخوفوا من مقاربة قد تطرأ على الأذهان بين القرآن والشعر، فقد كانت هذه تهمة رفعها كفار قريش فى وجه النبى صلى الله عليه وسلم، والمقاربة بين القرآن والشعر، حتى لو كان الشعر جيدا، فمؤكد أنها ستضره ضررا بالغا. ■ ■ ■ الأهم من ذلك أن بعض علماء الأزهر تحدثوا عن تجربة تفسير القرآن بالشعر على أنها تجربة جديدة، ولا أدرى من أين جاءوا بهذا التوصيف، وعلى أى يقين استندوا. الشاهد أن الصحابة الكرام والتابعين استعانوا بشعر العرب القديم والاستشهاد به فى تفسير آيات القرآن ومعرفة معانيها وفهم غرائبها التى لا يفهمها عامة المسلمين. ويمكنك أن تقرأ فى كتاب «الإتقان فى علوم القرآن» للعلامة الأكبر جلال الدين السيوطى، ما قاله أبوبكر بن الأنبارى، يقول: جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر، وأنكر جماعة لا علم لهم على النحويين ذلك، وقالوا: إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلا للقرآن، قالوا: وكيف يجوز أن يحتج بالشعر على القرآن وهو مذموم فى القرآن والحديث؟، قال: وليس الأمر كما زعموه من أنا جعلنا الشعر أصلا للقرآن، بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر، لأن الله تعالى قال: إنا جعلناه قرآنا عربيا. ويمكن طبقا لما رواه السيوطى أن نعتبر عبدالله بن عباس هو أو من حرص على تفسير القرآن بالشعر، فمما يروى عنه أنه كان يجلس فى فناء الكعبة، فيحضره الناس ليسألوه عن تفسير القرآن، كان يقول: إذا سألتمونى عن غريب القرآن فالتمسوه فى الشعر، فإن الشعر ديوان العرب. ومن المواقف المشهورة التى تنسب لابن عباس، أن نافع بن الأزرق وهو رأس طائفة الأزارقة من الخوارج، ونجدة بن عويمر وهو رأس طائفة أخرى من الخوارج، جاءا إليه وقالا له: إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله فتفسرها لنا، وتأتينا بمصادقة من كلام العرب، فإن الله إنما أنزل القرآن بلسان عربى مبين، فقال ابن عباس: سلا عما بدا لكما. بدا نافع يسأل ابن عباس عن كلمات وجمل من غرائب القرآن، فيفسرها ابن عباس، وكلما فعلها قال له نافع: وهل تعرف العرب ذلك؟ فيقول ابن عباس: نعم وينشده بيتا من الشعر القديم شاهدا على التفسير الذى ذكره. كانت هناك تجربة إذن، وقد يحتج البعض على ذلك، بأن ابن عباس ومن ساروا خلفه كانوا يأتون بأشعار العرب التى يوضحون بها آيات القرآن، ولم يكتبوا شعرا مخصوصا لتفسير القرآن، أقول إن هذا طبيعى، ولم تكن محاولة الدكتور سيف إلا تطويرا لهذه المحاولة، إلا أن أحدا من المشايخ لا يفضل أن يقترب أحد من القرآن، حتى لو كان يبغى بهذا وجه الله.