سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 2 مايو 2024    جامعة السويس وجهاز السويس الجديدة يوقعان بروتوكول تعاون لتبادل المعلومات والاستفادة من الخبرات    البيت الأبيض: موسكو استخدمت أسلحة كيماوية ضد القوات الأوكرانية    تعرف علي تعديل مواعيد الجولة الأخيرة بدوري المحترفين    تزامنا مع احتفالات عيد القيامة، البابا تواضروس يترأس قداس خميس العهد    بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل 21 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    رئيس الوزراء يبحث مع شركات كوريا الجنوبية سبل تعزيز استثماراتها في مصر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الأهلي للصرافة» تجذب حصيلة 6.9 مليار جنيه خلال شهر أبريل    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    شيخ الأزهر ينعي الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    تفاصيل جلسة جوميز مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة البنك الأهلي    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع خادم دياو بديل معلول    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    تفاصيل مصرع سيدة ونجاة زوجها في حريق شقة بحلوان    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    العثور على جثتي أب ونجله في ظروف غامضة بقنا    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    أخصائية تربية تقدم روشتة لتقويم سلوك الطفل (فيديو)    الفنان ياسر ماهر ينعى المخرج عصام الشماع: كان أستاذي وابني الموهوب    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال أبريل 2024    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    الخطيب يطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة افشة .. فماذا حدث ؟    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصائد شعر لتفسير القراءن

فجأة.. وبعد صراع فى المحاكم دام ما يقرب من ثلاثة أعوام أعاد مجمع البحوث الإسلامية فى جلسته التى انعقدت بتاريخ 42 سبتمبر فحص كتاب فريد من نوعه يحمل تفسيراً كاملاً للقرآن الكريم بالشعر، وذلك قبل انعقاد جلسة المحكمة بأربعة أيام 82 سبتمبر وتأجلت لجلسة 8 يسمبر المقبل للاطلاع على التقارير والمستندات.
الكتاب يعد سابقة هى الأولى من نوعها فصياغة القرآن الكريم وتفسيره فى أبيات شعرية شىء غير مسبوق على مر العصور. "موسوعة تفسير القرآن الكريم بالشعر"، عدد أبياته27399بيتاً ويقع فى ستة أجزاء، وقد قام بتأليفه دكتور محمد سيف الدين طه ويعمل محاسباً وصاحب ومدير مركز الخليج العربى للاستشارات الدولية.
المركز كان قد أرسل الكتاب إلى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية فى 2005/4/3 للحصول على موافقة الأزهر الشريف بنشره وتداوله.
تم إحالة أجزاء الكتاب الستة فى ذلك الوقت إلى أربعة أعضاء من مجمع البحوث الإسلامية لمراجعته وفحصه وإبداء الرأى فيه، وجاءت نتيجة الفحص آنذاك متباينة؛ فقد تمت الموافقة على نشر وتداول ثلاثة أجزاء لخلوها مما يتعارض مع العقيدة الصحيحة وثوابت الدين، وتم رفض ثلاثة الأجزاء الأخرى وعدم الموافقة على النشر والتداول على اعتبار أنها منظومات شعرية تشوه المعانى القرآنية تشويهاً ينزل ببيانها الربانى إلى لغو سقيم.
نتيجة هذا التباين أنه تم عرض الموضوع برمته آنذاك على جلسة مجلس مجمع البحوث الإسلامية والتى انعقدت بتاريخ 2006/7/25 حيث جاء الرأى بالإجماع على الموافقة على عدم تداولها "الأجزاء الستة"؛ حيث تمثل نَظْماً ركيكاً أسماه صاحبه "تفسير القرآن الكريم بالشعر" والذى يمثل إساءة لكتاب الله بل وإساءة لذاته سبحانه، كما أن هذا النظم الشعرى يشوه المعانى القرآنية تشويهاً ينزل ببيانها الربانى إلى لغو سخيف.
ثم عرض الكتاب مرة أخرى بناء على تأشيرة فضيلة الإمام فى 9 سبتمبر على مجلس المجمع فى الجلسة التى عقدت بتاريخ 24 سبتمبر فأكد المجلس بالإجماع رأيه السابق وهو أن هذا الكتاب بأجزائه الستة لغو من القول فى حق القرآن الكريم.
الكتاب يثير العديد من التساؤلات مثل.. هل هو تفسير لآيات الكتاب الكريم كما جاء بالعنوان أم أنه سرد للمعانى القرآنية عن طريق الشعر؟
الأمثلة التى جاءت بالمنظومة الشعرية ما قاله المؤلف شعراً عن الآية (93) من سورة التوبة التى يقول الله عز وجل فيها "إنما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون".
ويقول المؤلف فى شرحها نظماً:
ولكن الحساب وكل وقت
على من كانوا قوماً موسرينا
أتوا يستأذنونك فى قعود
فياويل لهم من خائريئا
أرادوا مع النساء يطول مكث
لهم خسئوا وصاروا مدمرينا
على قلب لهم إنا طبعنا
فما كانوا لخير قابلينا
وما كانوا لأضواء ونور
من التنزيل يوماً مبصرينا
نموذج آخر من سورة الكهف للآيات82-79 والتى يقول الله عز وجل فيها: "أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا.
وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحما. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمرى ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا".
وقد فسرها المؤلف شعراً قائلاً:
وأمر سفينة قدووها كانوا
ذوى فقر ببحر عاملينا
بها أحدثت هذا العيب قصداً
لتتركها أيادى المعتدينا
وكان وراءهم ملك ظلوم
ويغصب خير مال الآخرينا
وشأن للغلام إليك نأتى
به متحدثين مفصلينا
له أبوان بالإسلام فازا
وسارا فى طريق الصالحينا
وأشقى والديه لذا أتينا
إليه كما رأيت مجندلينا
وربك ذو عطاء مستمر
وقد استطاع المؤلف بتصريح من المحكمة الحصول على صورة رسمية من تقارير الفاحصين الخاصة بالكتاب، وقد وصف حصوله عليها بأنه أخذها من "بق الأسد"!
وجاء نص التقرير الأول يؤكد على أن الكتاب فريد فى نوعه، ولم يسبق إليه أحد على حد علم الفاحص، فصياغة التفسير فى أبيات شعرية شىء جديد، وأكد التقرير على أن المادة العلمية الموجودة بالكتاب لا غبار عليها، أما صياغتها فى أبيات شعرية فهذا أمر قد يقره بعض العلماء وقد لا يقره البعض الآخر، فهو غير مسبوق، ولكل وجهة نظره المعتبرة، لكننى - والحديث للفاحص - من خلال التقرير أنضم هنا إلى من يقر هذا النوع من التأليف خاصة أن المادة العلمية كما سبق ليس عليها مآخذ.
أضاف التقرير: ولكن أيضا لابد أن نشير إلى أن هذا الشعر لا ينتمى إلى بحر من البحور المعروفة فى علم العروض، فهو شعر كما يسمونه "حر"، أيضا هناك ملاحظة على عنوان الكتاب، وأرى - أى الفاحص - أن يكون اسمه "الموسوعة الشعرية فى تفسير القرآن الكريم"، بدلا من تفسير القرآن بالشعر، وفى نهاية التقرير جاء القرار بأنه لا مانع من نشر الكتاب وتداوله لخلوه مما يتعارض مع العقيدة الصحيحة وثوابت الدين، أما كونه غير مسبوق فهذه ليست تهمة، ولا يرد الكتاب بسببها.
التقرير الثانى جاء نصه ليؤكد أن الكتاب جديد فى بابه ولم يسبق أحد إليه على حد علمى "علم الفاحص وهو عضو من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية".
يقول الفاحص فى تقريره: ومن حيث مبدأ تفسير القرآن بالشعر فلا حرج فى ذلك، هذا والشعر الذى نظم فيه المؤلف التفسير لا ينتمى لبحر من بحور علم العروض المعروفة، فهو شعر حر لم يتقيد فيه بوزن بحر بعينه، لكن التزم فيه فقط بالمحافظة على القافية.
ولاحظ الفاحص أن عنوان الكتاب موهم وغير مطابق للمادة العلمية، واقترح تسميته "الموسوعة الشعرية فى تفسير القرآن الكريم"، لأن تفسير القرآن بالشعر يختلف - كما جاء بالتقرير - عن نظم تفسير القرآن فى الشعر وهو عمل المؤلف الحقيقى.
وجاء فى التقرير العلمى أن الكتاب جيد فى بابه وغير مسبوق فى فكرته وليس فيه ما يتعارض مع النصوص الصريحة الصحيحة من الكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة، وعليه فلا مانع من نشر الكتاب وتداوله بعد التوصية بتعديل اسمه إلى ما سبقت الإشارة إليه.
أما التقرير الثالث فعلى الرغم من أن الفاحص رأى تجاوزا فى تفسير الآية 46 من سورة "العنكبوت" بما ليس فى الآيات نصا إلا أنه أكد على عدم وجود ما يمنع من نشر هذا التفسير الشعرى وتداوله، ولكن بعد تعديل الصياغة التفسيرية بالشعر.
فتفسيره لهذه الآية يخالف أيضا ما عليه عامة الفقهاء المسلمين والمفسرين، وهذا التجاوز فى هذا التفسير يضر بالدعوة الإسلامية وبالإسلام والمسلمين فى نظر غير المسلمين، وهو لا يفيد بحال من الأحوال، بل ضرره عظيم وكثير وبخاصة فى هذا العصر الذى نعيش فيه، وقد اعتمد المؤلف فى هذا على ما أورده ابن كثير فى تفسيره وما نقله عن قتادة ومن واقعه بأن هذه الآية منسوخة بآية السيف، لكن آخرين غيرهم من علماء التفسير قال لم تنسخ، وهو رأى كثيرين ولم يشر المؤلف إلى الخلاف الذى أورده ابن كثير فى تفسير الآية، الذى أثبت أن كثيرا من المفسرين على بقاء الحكم الذى جاءت به الآية وعدم النسخ، وهو الذى نراه ونرجحه مع عامة الفقهاء المسلمين قديما وحديثا، وذلك لأن الجمع بين الآيتين ممكن ولا تعارض فيه فقها وشرعا.
ورغم هذا التجاوز إلا أن الفاحص رأى أنه لا يوجد فى هذا التفسير الشعرى ما يمنع من نشره وتداوله بعد تعديل الصياغة التفسيرية بالشعر، حيث إنه يعتمد فى تفسيره هذا على تفسير ابن كثير غالبا، ويؤكد الفاحص فى التقرير أنه لم يجد فى هذا الأسلوب الشعرى ما يخرج عن التفسير الذى ورد للعلماء المفسرين فى جل كتبهم قديما وحديثا بخلاف هذا التجاوز الذى ذكرناه.
أما الأجزاء الثلاثة الأخرى فقد جاءت نتيجة فحصها الرفض وعدم التداول على اعتبار أنها منظومات شعرية تشوه المعانى القرآنية تشويها ينزل ببيانها الربانى إلى لغو سقيم، حيث قرر الفاحص الأول فى تقريره أن الناظم مشكور على اتجاهه الدينى واهتمامه بكتاب الله.. لأن الأعمال والأقوال بالنيات، لكنه هل سار فى اتجاه أدبى يضع شعره موضع القبول؟! ثم أجاب فى التقرير قائلا: يؤسفنى كل الأسف أن يكون اتجاهه بعيدا كل البعد عن الأسلوب البيانى اللائق بكتاب الله لأن الناظم ليست لديه موهبة شعرية، لكنه يستطيع الوزن العروضى فى سطحية تضائل كثيرا كثيرا من روعة الكتاب المبين.
يستطرد الفاحص فى تقريره قائلا: إن الشاعر الجدير بهذا اللقب، وبهذا الوصف إذا أراد أن يستلهم كتاب الله فليس طريقه أن ينظم المفهوم من معانيه نظما عروضيا يصل إلى الركاكة فى كثير من الأبيات، لكنه مثلا يأتى لقصة قرآنية فيعيش فى جوها ثم يصوغ أدوارها صياغة الفنان الذى يملك الأسلوب لفظا وصورة وإيحاء لينتج للقارئ لوحة فنية، أما أن ينظم المعانى نظما آليا فى أسلوب منخفض فهذا يسىء إلى كتاب الله، ثم إن نظم المعانى لا يعتبر تفسيرا للقرآن الكريم حتى يجعل المؤلف عنوان نظمه "تفسير القرآن بالشعر" فالتفسير القرآنى أوسع مجالا وأرحب أفقا من أن يكون حشرا للمعانى فى أوزان عروضية وقواف مهلهلة هى أشبه بمحاولات التلاميذ الصغار الذين يبتدئون فى النظم دون استعداد وقصارى مجهودهم أن يكون الوزن مستقيما مهما كان المحصول الشعرى سقيما!
ورأى الفاحص فى نهاية تقريره أن هذا جهد ضائع لا يستطيع المجتمع تزكية منظومات تشوه المعانى القرآنية تشويها ينزل ببيانها الربانى إلى لغو سقيم، بل يرى أن يتجه الناظم اتجاها آخر لا يضعه موضع الحرج أمام القارئ، وأوصى بعدم صلاحيته للنشر والتداول، كما رفض فاحص آخر هذا التفسير وأوصى بعدم صلاحية هذا اللغو للنشر لما فيه من إساءة لكتاب الله تعالى وإساءة لذات الله عز وجل.
مؤلف هذا الكتاب الدكتور محمد سيف الدين طه، مصرى الجنسية ويقطن بمصر، ويدير مركز الخليج العربى للاستشارات الدولية، وهو مركز مصرى محاسبى يقوم بعمل دورات تدريبية وتنظيم مؤتمرات عالمية فى مجال المحاسبة.
وقد شن المؤلف هجوما شرسا على الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية فى حوار خاص له مع "روزاليوسف" مؤكدا على قيامه برفع دعوى قضائية يطالب فيها الأزهر بتعويض مالى قدره مليون جنيه للرفض الذى اعتبره تعسفيا وغير مبرر أو مسبب.
وأضاف: لقد أرسلنا هذا الكتاب إلى العديد من الدول العربية لأخذ رأيهم وجاءتنا موافقة عليه من مفتى تونس ومفتى سلطنة عمان، كما أننا حصلنا على موافقة الشيخ رجب عبدالمنصف رئيس الإدارة المركزية لشئون السيرة والسنة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى 200/11/20 وقد أثنى على الكتاب.
ولماذا أرسلته إلى البلاد العربية؟
- عندما وجدنا تعنتا من الأزهر واتهمت بالكفر وأنى أعيب فى الذات الإلهية شككت فى نفسى وكان لابد أن أتأكد.
ما عملك وما علاقتك بالدين؟
- أنا رئيس جمعية المحاسبين والفكر المحاسبى الجديد فأنا أصلا أعمل بمجال المحاسبة، وعندى نظرية محاسبية اقتصادية إدارية لأول مرة تحدث فى العالم وفيها علاج للأزمات الاقتصادية الموجودة حاليا.
وما مهمة هذه الجمعية؟
- هذه الجمعية تعمل مثل بيوت الخبرة فى أمريكا، فمثلا الذى يحرك القطار يمينا ويسارا وهو سائر قطعة صغيرة من الحديد نحن نمثل هذه القطعة فى مجال الإدارة، حيث نقوم بدراسة أى موضوع ونتوصل من خلال الدراسة إلى توصيات نضعها على مكتب كل وزير وهو حر يعمل بها أو لا يعمل.
أما علاقتى بالدين فمجال الدين حر يباح لأى فرد، فعلم الدين مثل علم الإدارة يطلق عليه العلم الحر، فالدين هو علم الحياة، وقد تجد إنسانا متبحرا فى علم الدين أفضل بكثير من إنسان متخصص فيه، فالعقاد مثلا كان حاصلا على الشهادة الابتدائية، لكنه كان يقود العلماء كافة، وأنا كان المعيار لى فى موضوع تفسير القرآن عدم وجود ما يخالف ثوابت الدين والعقيدة، وهذا ما أقره الأزهر سواء المخالفين أو المؤيدين، لم يستطيعوا إثبات أن هذا العمل يخالف ثوابت الدين والعقيدة، لكنهم للأسف لا يستسيغون موضوع تفسير القرآن بالشعر، وللعلم يوجد دكتور عالم أزهرى كبير "رفض ذكر اسمه" كانت رسالة الدكتوراه الخاصة به عنوانها "تفسير القرآن الكريم شعرا"، حقيقة أنه لم يخض التجربة، لكنه أوصى فى رسالته أن كل من يستطيع أن يقول الشعر ولا يفسر القرآن الكريم بالشعر فهو آثم.
متى وكيف جاءت إليك الفكرة؟
- منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، كنت أقوم وقتها بتأليف كتاب فى إحدى الدول العربية "رفض أيضا ذكر اسمها"، لكنه بعد جهد قال إنه كتاب عن الشيعة والسنة لم ينشر حتى الآن، فالوقت لا يسمح بنشره بعد، كنت أجلس وقتها مع مجموعة من علماء دين وكبار رجال الدولة فى هذا البلد، وأثير موضوع تفسير القرآن الكريم بالشعر، وقال أحد هؤلاء الكبار: يا حبذا لو يوجد من يستطيع تفسير القرآن شعرا، أعجبتنى الفكرة وفكرت فى البدء فى تنفيذها.
وما علاقتك بالشعر ولماذا اخترت تفسير القرآن الكريم بصفة خاصة؟
- أنا أكتب الشعر منذ أن كان عمرى عشر سنوات، كنت وقتها أكتب خواطر فى أوقات الفراغ، فأنا أعتبر هاويا للشعر، ونحن الآن عندما نريد تفسير القرآن نقوم بتفسيره بلغتنا نثرا، إذن ما المانع أن يفسر بالشعر؟! واختلاف علماء الأزهر فى ذلك التفسير يعتبر خلافا فى الرأى، ولا يمثل عقيدة، لأن العقيدة يكون عليها إجماع، لكن هذا رأى والرأى لا يؤخذ به قرار، فالشجرة مثلا هل يوجد فيها ورقة مثل الأخرى أو غصن مثل الآخر؟ لكنها تنمو من خلال نظام.. إذن الاختلاف من خلال نظام هو الإبداع، لكن لو كل شخص تمسك باختلافه فسوف تسود الفوضى فالإبداع لا يأتى إلا من خلال الاختلاف.
ولماذا ذلك الهجوم الشديد على الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وهو أكبر مرجعية دينية فى مصر وفى البلاد الإسلامية بصفة عامة؟
- لأنهم اتهمونى بأننى أسأت للذات الإلهية، وهذا يعنى اتهاما بالكفر مع أنها ليست المرة الأولى التى أقوم فيها بعمل دينى وأعرضه على الأزهر فقد كتبت سابقا عن السيرة النبوية وتناولتها كاملة منذ ولادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى توفاه الله وأخذ موافقة المجمع آنذاك، فلماذا يتعسفون معى فى كتاب تفسير القرآن بالشعر؟! فهذا العمل لم يكن سهلا على الإطلاق، فهو يجمع ما يقرب من 28 ألف بيت، وهو ما لم يصل إليه أى أحد فى العالم أجمع، ويتساءل المؤلف: لماذا يقتصر الشعر على كلام الغزل؟! لماذا لا نستخدمه فى ميادين العلوم ونستغله فى القواعد الصعبة التى تدرس للطلبة فى المدارس والكليات؟! فبدلا من حفظ المواد نثرا يحفظونها شعرا، وأنهى المؤلف حديثه معى بالتهديد أنه لن يترك هذا الموضوع، خاصة بعد الخطاب الذى وجهه الأزهر ويحمل إساءة له واتهامه بالكفر.
هذا ويؤكد الدكتور عبدالمعطى بيومى - عضو مجمع البحوث الإسلامية - أن أغلبية علماء المجمع رأت أنه لا يجوز نشره، ففيه أخطاء فى الشعر ليست لغوية، وإنما أخطاء فى صياغة الآية شعرا، وجاء قرار الرفض بالإجماع، وأنا رغم أنى ملتزم بقرار المجمع إلا أن لى رأيا آخر لأنه لا يتضمن مخالفة فى عقيدة من العقائد أو ينكر أصلا من أصول الدين، ومنهجى الفردى أن الإنتاج العلمى أو الأدبى الذى لا يتضمن إنكاراً لأصل من أصول الدين أو ما علم من الدين بالضرورة لا يحظر نشره، وإنما ينشر ويكون الخطأ محمولا على صاحبه.
لكننى رغم هذا أحترم رأى الأغلبية، وألتزم به طبقا لقواعد العمل فى المجالس، حيث تكون الأغلبية لها القرار.
فالرأى للجميع، لكن القرار للأغلبية.
أما الدكتور طه أبوكريشة - عضو مجمع البحوث الإسلامية - فقد رأى أن الكتاب فيه إساءة لذات الله، وذلك حين يوضع الشعر على صيغة التكلم فكأن الله يتكلم، وأكد على أن الدكتور رجائى عطية أعلن عدم جواز الطعن على قرارات مجمع البحوث الإسلامية فى المحاكم، فهى فتاوى ورأى دينى وليست قرارات إدارية يجوز الطعن عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.