أرزوقي على باب الله كلمة ملتصقة بعمال التراحيل جاءوا من القرى والمحافظات ينسون أهلهم لإرضاء شهوة الحياة المادية، أتوا إلى القاهرة بحثًا عن لقمة لم يروها في بلدهم الفقيرة، أرزوقية على باب الله يتذنبون على الأرصفة بالميادين وأبواب الجوامع من 6 صباحًا إلى أذان المغرب يتمنون أن يأخذوا إشارة من المارة لبدء عملهم المتذبذب، عمالهم عبارة عن هدم عمائر، تكسير حيطة بالمنزل، كلها أعمال شاقة ولكن بأجر ضئيل وأحيانا يذهب لأسرته يا مولاى كما خلقتنى دون حق رغيف العيش. على أحد أرصفة المعادى تحدثت "البوابة نيوز" مع هؤلاء العمال البائسين والخوف من مستقبل اليوم الآتي عم جابر حسين، 55 سنة، عامل تراحيل جاء من بنى سويف بحثا عن الرزق حيث قال: هانعمل إيه مفيش شغل وإحنا مانعرفش نشتغل حاجة غير كده وبلادنا فى الأرياف معدومة ولا يوجد شغل أو فرص عمل، حتى الأرض الزراعية بارت وبنوا عليها فيلل الجماعة ولاد الأكابر، وانا كنت شغال عامل زراعى بالأجرة لكن أصحاب الأرض استغنوا عني كنت أحاول أكثر من مرة أن أسافر خارج البلاد بالطرق غير الشرعية ولكني لم أقدر بسبب زيادة أسعارها، يعنى مفيش غير الرصيف "البحر أمامك والنار خلفك" وانتظار الفرج اللى بييجى فى الأسبوع مرة واحدة ولا اتنين بالكتير وبقية الأيام قاعدين مترصصين زى الطوب على الرصيف وكأننا مش بنى آدمين. عباس محمد، 31 سنة، حضر من المنيا إلى القاهرة وحتى الآن لم يتزوج ولا يزال يكفاح حتى يبنى نفسه، وكل أمله فى الحياة أن يتجوز لكنه مش عارف حيث قال: الدهب كل يوم سعره في زيادة وإحنا من عوايدنا فى البلد لازم شقة بعيدة عن بيت العيلة و150 جرام دهب غير كده مفيش جواز غير القاهرة دبلة ومحبس وهذه "عوايد" وتقاليد لازم نمشى عليها والشغلانة مش جايبة همها ومفيش قدامى غير إنى أشتكى همى للرصيف. لكن شغلانة التراحيل قاسية عاملة زى صياد السمك يقعد ينتظر الرزق ساعات ييجى وساعات ربنا يؤجله ليوم آخر حسب المشيئة، والزبون اللى بييجى يبقى عايز يشترينا ويبيع فينا ويتحكم فينا ورغم إن الشغلانة صعبة ومحتاجة مجهود شاق لكن الزبون يقعد يفاصل فى الأجرة.