أقل من شهر يفصل بين ميلاد ورحيل مغني الشارع المصري الشيخ إمام عيسى، فما بين السابع من يونيو والثاني عشر من يوليو سبعة وسبعين عامًا، أثرى فيها الشيخ إمام بكلمات رفيق رحلته الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم ذاكرة الفن المصري. الكثير حاولوا أن يتناولوا حياة الرفيقين الراحلين، منهم من أجاد، وآخر أخفق؛ هكذا كانت صافيناز كاظم الزوجة السابقة للفاجومي على حق، عندما هاجمت الممثل خالد الصاوي بعد فشله في أداء دور نجم في فيلم يروي سيرة حياة الفاجومي، حيث بدا الصاوي بدينًا، كذلك لم يكن نجم ألعوبانًا، كما حاول الفيلم إظهاره، لكن المؤكد أنه كان فقيرًا وبائسًا، وثائرًا بامتياز، حتى قبل أن يدرك أيًا من الأفكار الكبرى، وما يجب أن تكون عليه المدن الفاضلة، كل هذا خبره أبو النجوم من الرفاقة في سجن القلعة، والذين كان من بينهم المعتقل سامي خشبة، وعبدالحكيم قاسم، والذي ذكره نجم في مذكراته بكثير من التقدير، واصفًا إياه بالمعلم الأول له في عالم الكتابة، الذي بدأه داخل السجن كسجين جنائي، وحظي بإعجاب الجميع للدرجة التي حمست المثقفين المعتقلين على ترشيح ديوانه لتنشره له سهير القلماوي، ويخرج من السجن شاعرًا تلفت له الأنظار. خرج نجم من السجن ليجد نفسه في الشارع بلا عائلة أو مأوى.