قال الشاعر الفرنسي لويس أراجون عن الفاجومى شاعر العامية الكبير أحمد فؤاد نجم :" إن فيه قوة تسقط الأسوار"، وأسماه الدكتور علي الراعي "الشاعر البندقية" في حين يسميه: أحد الحكام العرب وهو أنور السادات: "الشاعر البذيء"، سجن أحمد فؤاد نجم عدة مرات منذ ان كان عاملا بأحد معسكرات الانجليز وساعد الفدائيين في عملياتهم بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية التى دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها فاستجاب نجم للدعوة وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي وفي تلك الفترة قام بعض المسؤلين بسرقة المعدات من الورشة وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات بسجن قره ميدان. أكد احمد فؤاد نجم في أحد البرامج انه فعلا كان مذنب ، حيث تعرف هناك على أخوه السادس "على محمد عزت نجم"، وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية" صور من الحياة والسجن"، وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن وتلك كانت محطة شاعر العامية أحمد فؤاد نجم الأولى فى السجن. شهدت سنة 1959 صدام ضارى بين السلطة واليسار في مصر على اثر أحداث العراق انتقل فى ذلك الوقت نجم من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية أحد الأحياء القديمة في القاهرة. يقول نجم: وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس وهناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال،و ما زالت آثار الضرب واضحة على جسدى ′′ وبعد أن أعادونا إلى المصنع طلبوا إلينا أن نوقع إقرارا يقول أن العامل الذي مات كان مشاغبا وأنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه..و رفضت أن أوقع ,فضربت.′′ وبعد ذلك عاش نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة الاختلاس, ووضع في السجن لمدة 33 شهرا. أعتقل أحمد فؤاد نجم فى عام 1965 وكتب في المعتقل قصيدة "كلب الست" وفى عام 1967 كتب"اه ياعبد الودود"، وفى معتقل القناطر عام 1968 كتب فيه أشهر قصدائه منها "الجدع جدع" و "بهية" وكتب "الشعب الزين" و"شقع بقع" و قصيدة" في المعتقل" فى معتقل القلعة عام 1969، ، وفى عام 1970 كتب قصائده "السند باد" و"سلام للأرض" و"محكمة" فى معتقل القناطر أيضاً والذى أعتقل فيه لأسباب سياسية، وفى عام 1971 كتب قصائده هم "معتقل القناطر"، و"الخط دا خطى" و"فيدوا شمعه"فى معتقل القناطر. الاسم : صابر.. التهمه : مصري.. السن : اجهل اهل عصري..لرغم انسدال الشيب ضفاير.. من شوشتى..لما لتحت خصري..المهنه : وارث عن جدودي..والزمان..صنع الحضاره..والنضاره..والامان... البشره : قمحى..القد : رمحى.. الشعر : اخشن م الدريس..لون العيون : اسود غطيس..الانف : نافر كا لحصان..الفم : ثابت فى المكان..واما جيت ازحزحه..عن مطرحه..كان اللى كان".. قصيدة تذكرة مسجون ألفها فى معتقل القلعة عام 1972، كما كتب قصائد أخرى منها "القواد الفصيح" و "اليويو" فى سجن الأستئناف. للفاجومى قصائد أخرى كثيرة فى السجون والمعتقلات التي نالت شهرة واسعة خاصة تلك التي لحنها وغناها رفيق دربه الشيخ إمام عيسى.نذكر منها أيضاً : و"أوأه" و"نوارة" و" ورقة من ملف القضية " و"دولا مين" و"صباح الخير" و"شيد قصورك" فى معتقل القناطر و معتقل القلعة و "على الربابة" و«هما مين» (1977)، فىسجن الاستئناف عام 1973، و"ح نغني" و"سايجون"، و"بيانات على تذكرة مسجون" فى معتقل القلعة 1974، وقصيدة " بيان هام" عام 1976، وقصيدة "الرسالة رقم (1) من معتقل طره" كتبها في معتقل طره فى يناير 1977، ، و"الشحاتين"1980 ، ، و"البتاع " عام 1980، و"الزيارة: زيارة لضريح جمال عبدالناصر" عام "1984". تحل علينا غداً الأربعاء، الذكرى الأولى لرحيل شاعر العامية الكبير "أحمد فؤاد نجم" حيث وافته المنية 3 ديسمبر 2013، عن عمر يناهز 84 عاماً، وسط تجاهل من الدولة للاحتفاء بذكرى هذا الشاعر بعد أن أثرى الثقافة المصرية بروائع القصائد العامية التي كانت معظمها تعتمد على السخرية من أوضاع مصر ونقد السياسات والأوضاع المجتمعية التي طرأت علينا وقد اتسم بالبساطة في انتقاء مفردات أشعاره وحتى في حياته اليومية، حيث كان يلبس دائما الجلباب البلدي ويسكن بغرفة فوق سطح احدى العمارات، وفى ألبوم الصور التالى نرصد مشاهد من حياة الشاعر الكبير الفاجومي فى مجموعة من الصور التى التقطت له مع ابنته وزوجته صافيناز كاظم، وحفلاته مع الشيخ إمام صديقه ورفيق دربه.