مع قرب احتفال الشعب المصري، بمرور ثلاث سنوات على ثورة 30 يونيو 2013م، والتي أطاحت بحكم جماعة الإخوان، المتمثل في الرئيس المعزول محمد مرسي، وبعدها ضاع حلم التيار الإسلامي، في السيطرة علي قلب الامة العربية مصر، فانقلبوا على إرادة الشعب، من خلال ممارسة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه لشعب المصري، ولكن إرادة الشعب كانت أقوى، فتحملت وقضت على دعواتهم المغرضة. وعلي ما يبدو أن الفشل وصل ذروته داخل هذه الجماعات، ما دفعها إلى التلويح خلال الأيام الماضية، بضرورة فصل عملها الدعوي عن السياسي، ولكن كل هذه الدعوات ظلت حبيسة الأدراج، ولم تخرج إلى النور حتى الان، وتطور الأمر بمطالبة عدد آخر من قيادات الجماعة الاسلامية، المتمثلة في طارق الزمر وعبود الزمر، وذلك بالتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك. وفي ظل هذه الدعوات تتبادر عدة أسئلة تبحث عن إجابة في ذهن كل متابع لحركات الإسلام السياسي، وهي هل نحن إزاء تأسيس لمرجعية جديدة داخل المرجعية الأساس للتيار الاسلام السياسي؟ أم أن تلك المراجعات ليست إلا من قبيل التكتيك والمناورة؟ أم أنها على العكس من ذلك تعد بداية قطيعة حقيقية مع جذور العنف والإرهاب؟ وهل هذه المراجعات هي انقلاب علي مراجعات تسيعنيات القرن الماضي؟! في هذا السياق كشف عوض الحطاب، القيادي بجبهة اصلاح الجماعة الإسلامية، عن وجود تعامل أمنى، مع طارق الزمر، وعبود الزمر، القياديين بالجماعة الإسلامية، لإطلاق مبادرات مراجعات فكرية للتيار الإسلام السياسي. وقال الحطاب، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، إن الغريب في هذه الدعوات، تجاهلهم مراجعات عام 1997م، والتى خرج على أثرها كل المعتقلين وكل الجماعات اتبعت هذه المرجعات فعليًا فلم تقم أى جماعة بعمل إرهابى حتى قيام ثورة يناير. وأضاف الحطاب، أنه بعد ثورة يناير، انقلبت كل الجماعات على هذه المبادرة إلا الدعوة السلفية، حيث أن الجماعة قامت بانقلاب على مبادرة وقف العنف وعادوا إلى ماكانوا عليه، فى تسيعينات القرن الماضى. وعن انفراد هولاء بالدعوات المراجعات الفكرية، قال الحطاب، إن تلك الدعوات كل من أطلقها تجاهل علماء المسلمين ومؤسسة الأزهر أكبر جامعة لتخريخ العلماء، فهل العلماء فى مصر ليست لهم قيمة عند تلك الجماعات؟ أم أنهم يكفرون العلماء وجعلوا أنفسهم أصل الإسلام كما فعل الخوارج الأولون؟ لافتًا إلى أن الإسلام وعلماء الإسلام والمسلمين بخير. وطالب القيادي بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، قيادات التيار الإسلامي، أن يراجعوا أنفسهم فيما هم عليه وأن يكتفوا بتوجيه أنفسهم، متسائلًا: "هل يمكن أن يكون فى دولة مسلمة تيار إسلامى؟ وما هو التيار الإسلامى فى عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين؟" ومن ناحيه أخرى شن عاصم عبدالماجد، أحد موسسي الجماعة الإسلامية، هجومًا حادًا على قيادات جماعة الإخوان المطالبة بفصل العمل الدعوي عن السياسي، بقوله: "الفصل يعني تحول الدعاة لدروايش". وقال عبدالماجد، في بيان له، إن "الفصل بين الدعوي والسياسي المراد منه تحويل الدعاة إلى دراويش ليست لهم علاقة بقضايا الأمة ومعاركها.. وتحويل الساسة إلى علمانيين لا علاقة لهم بالدين وإقامته وتحكيمه"، حسب قوله. وفي سياق مختلف قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن ما يتم تدشينه من حملات تدعو إلى مراجعات فكرية، وأخيرًا الحملة التي دعا إليها عبود الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية والهارب بالخارج، إلى مراجعات فكرية تشمل جميع تيارات الإسلام السياسي، أنها مجرد دعوات ظاهرية فقط للتغير؟ ولكن ما يفعله ويقوله الإسلاميون لا ينم عن أي مرجعات فكرية. وطالب عيد، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الخميس، بتوضيح تلك المرجعات التي تدعو إليها التيارات الإسلامية، حتى تثبت صحة ما يدعون إليه، وتأكيد تخلي هذه التيارات عن إقامة الدولة الإسلامية والفكر الأممي.