نسبة الأمية بين الإناث ضعف الذكور والعادات والتقاليد هى السبب.. القرى والنجوع الأكثر تأثرًا بالظاهرة.. وقراءة القرآن واستخراج رخصة القيادة والتثبيت أبرز الدوافع لمحو الأمية.. والمسنات الأكثر إقبالًا. تعانى محافظات مصر من انتشار الجهل والأمية، حيث تبلغ نسبة الأمية في الفئات أكثر من 10 سنوات 30. 1%، ومطروح إحدى هذه المحافظات التي تزداد فيها نسبة الأمية خاصة بين الإناث عن الذكور، كما تزداد هذه النسبة بين سكان الريف وتقل في المدن، ويرجع ذلك إلى سيادة حرفة الرعي والزراعة الموسمية المطرية وغيرها من الحرف التقليدية التي لا تحتاج تعليما خاصة مع انخفاض مستوى المعيشة وقلة الخدمات التعليمية ولجوء عدد كبير من الأطفال للعمل في الحقول أو المراعى. وتعد القرى والنجوع البالغ عددها 56 قرية وعشرات النجوع والتوابع والتي تفتقد الخدمات التعليمية، مما يجعل الأطفال دون العشر سنوات يعرضون عن التعليم إجباريا، بسبب العوامل والظروف الاقتصادية للأسر ذات الدخل المحدود التي تعيش في قلب الصحراء الغربية، أو بسبب بعد المدارس عن مقر إقامتهم، حيث تتراوح المسافات بين التجمعات السكانية في الصحراء والمدارس القريبة منها ما بين 5 إلى 15 كيلو مترا، مما يجعل الوصول إليها صعبا مع عدم توافر المواصلات المناسبة وحرمان تلك المناطق من الطرق الممهدة. مشكلة التسرب من التعليم الابتدائي باتت مشكلة رئيسية في انتشار الأمية في المناطق البعيدة عن العمران، ومن هنا أخذت الدولة على عاتقها تلك المشكلة وراحت تنشأ فصول التعليم المجتمعي والفصل الواحد للفتيات بالقرى والنجوع، وأكثر تجمع لهذه الفصول في المناطق الغربية من المحافظة بمراكز النجيلة وبرانى والسلوم. وتقول تهاني فرج إحدى المتطوعات في مجال محو الأمية، أن أكثر الفئات المقبلة على محو أميتهم هم النساء خاصة المسنات منهن، وأرجعت ذلك إلى حرصهن على تعلم قراءة القرآن وتعلم معانيه وتفسيراته، أو العاملات بشكل غير مستديم وتسعى للحصول على شهادة محو الأمية من أجل التثبيت في الوظيفة، أما الرجال فسر إقبالهم على فصول محو الأمية يرجع لحرصهم على استخراج رخصة قيادة السيارة أو أملا في التعيين في وظائف الخدمات المعاونة أو العمالة المؤقتة. وأضافت أن السبب في انتشار الأمية بين الإناث أكثر من الرجال والتي تكاد تكون الضعف هو العادات والتقاليد وبعض الموروثات القديمة التي تحرم المرأة من التعليم للحفاظ عليها بعدم خروجها من المنزل، ولكن الآن أصبحت المرأة البدوية مهندسة وطبيبة ومعلمة وتولت مناصب قيادية في المحافظة وبدأت تحظى بمكانة مرموقة في المجتمع المطروحى. وأكد مدير فرع محو الأمية بمحافظة مطروح عادل عبدالمنعم، أن المحافظة حققت المركز الأول على مستوى الجمهورية في إنجاز أعلى من المستهدف لمحو الأمية خلال الفترة الماضية في الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر بنسبة 134 %، مضيفا أن المستهدف خلال تلك الفترة كان 882 أميا، بينما عدد الناجحين كان 1543 أميا، لتصل النتيجة إلى نسبة 175% كأولى محافظات الجمهورية. وأضاف مدير الفرع أن ذلك الإنجاز يرجع إلى الدعم الكامل من جانب محافظ مطروح اللواء علاء أبو زيد، والاهتمام بمحو الأمية والارتقاء بالمستوى التعليمي لأبناء مطروح كمحافظة سياحية واعدة، مع تشجيع العاملين بمنظومة محو الأمية من المدرسين والأمين وتحفيزهم، والعمل على زيادة عدد الفصول والوصول إلى جميع التجمعات الصحراوية، مؤكدا أن هذا الإنجاز تحقق أيضا بتضافر جهود جميع موظفي فرع الهيئة بمطروح، ومجهودات الجهات الشريكة وعلى رأسهم إذاعة مطروح المحلية، ومشاركتها في نشر التوعية بأهمية التعليم في المجتمع، وبفضل مساندة ودعم ووعى عمد ومشايخ المحافظة بأهمية القضاء على الأمية، وبفضل تعاون الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والمديريات ومجالس المدن والقرى. ومن جانبه أكد المحافظ أنه يقوم بالدعم المستمر والمتواصل وتذليل كل العقبات لدعم العملية التعليمية ومحو الأمية وتعليم الكبار بما يتواكب مع جهود التنمية الشاملة على أرض المحافظة في كل المجالات، وقدم الشكر لمدير عام الفرع وللعاملين من المدرسين والمشرفين والإداريين، لجهودهم المبذولة وتميزهم خلال الفترة الماضية من أجل محو أمية أبناء المحافظة، رغم الإمكانيات المحدود والمصاعب والعقبات التي تواجه العاملين مع اتساع رقعة المحافظة وانتشار التجمعات السكانية داخل الصحراء وصعوبة الوصول إليها، مع التطلع أن تكون مطروح الأولى في مجال محو الأمية. وفى السياق نفسه وقع فرع الهيئة بمطروح، بروتوكولات تعاون مع عدد من المديريات الخدمية للمساهمة في توعية الأهالي في مجال محو الأمية، منها مديرية التضامن الاجتماعي، ومديرية الأوقاف، ومديرية التربية والتعليم، ومديرية الشباب والرياضة، وإذاعة مطروح المحلية، ومنطقة مطروح الأزهرية.