يتعامل المجتمع الدولي مع أزمة الصحراء الغربية وكأنها كانت أرض خواء بلا شعب أو سكان، ولم يكن لأية دولة سيادة عليها،قبل احتلالها من قبل المستعمر الإسباني ، وعلى مراحل بدأت من العام 1884 وحتى العام 1885. فعلى الرغم من تبعية الصحراء الغربية للدولة المغربية منذ العام 1050 إلا أن المجتمع الدولي لم يعترف بحق المغرب في السيادة على صحرائه منذ استقلالها من المستعمر الإسباني عام 1975. وكأن الغرب تعمد أن يترك الصحراء بلا هوية بهدف تغذية الصراع بين دول المغرب العربي خاصة الصراع على الحدود فصراع الحدود بين المغرب والجزائر حال دون وجود تعاون مغربي حتى في مواجهة المستعمر الاسباني المغتصب للأراضي الصحراوية بل تسبب في اندلاع حرب سميت بحرب الرمال عام 1963 بين المغرب والجزائر حول إقليم تندوف. ومن الثابت تاريخيًا أن فرنسا قامت باقتطاع أجزاء من الأراضي المغربية وضمتها لمستعمرتها الجزائرية وقد عرضت فرنسا بعد استقلال المغرب على الملك محمد الخامس أن ترد له الأراضي التي اقتطعتها من أرضه مقابل تخليه عن دعم المقاومة الجزائرية ولكنه رفض وفضل التفاهم مع حكومة المقاومة الجزائرية المؤقتة برئاسة عباس فرحات الذي وعد المغرب بتمكينه من أراضيه المقتطعة عقب الاستقلال، لكن إسبانيا أوعزت للجزائر بأهمية إقليم تندوف الغني بالفوسفات والحديد وهو ما أدى إلى اندلاع حرب الرمال بين المغرب والجزائر كان المستفيد منه المستعمر الإسباني الذي كان حتى هذا الوقت جاثمًا على رمال الصحراء. لم يتوقف الدعم المغربي للمقاومة الصحراوية وتعاون مع موريتانيا في مواجهة المستعمر الإسباني وقدم المغرب طلبا للأمم المتحدة يطالب فيه بتحرير الصحراء من إسبانيا وهو الأمر الذي أزعج الإسبان الذين عملوا على جعل الصحراء إقليم منفصل عن المغرب والتكريس لهذا الانفصال بعد الانسحاب من إقليم الصحراء، فأعلنت إسبانيا عزمها إجراء استفتاء لتقرير مصير الصحراء عام 1974 وعقدت الحكومة الإسبانية لقاءات تفاوضية مع جهبة البوليساريو، وعقدت مؤتمر مدريد مع المغرب وموريتانيا أكتوبر عام 1974 لاقتسام السيادة على الصحراء لكن الملك الحسن الثاني فاجأ الجميع بالمسيرة الخضراء عام 1975 بمشاركة 350 ألف مغربي زحفوا باتجاه الصحراء ليتم تحريرها من إسبانيا، لكن في هذه المرحلة دخلت دول المغرب في سياسة المحاور في إطار المنافسة على الزعامة الإقليمية فحدث اندماج فاشل بين ليبيا وتونس ثم اتفاقية إخوة بين الجزائر وتونس والاتحاد العربي الأفريقي بين المغرب وليبيا والذي انتهى بالفشل عام 1986. الصراع الإقليمي على الزعامة دفع الجزائر إلى تقديم الدعم السياسي والعسكري للبوليساريو وإقامة مخيمات للصحراويين في إقليم تندوف بهدف منع المغرب من تصدر زعامة المنطقة، وتبقى تسوية أزمة الصحراء رهن تسوية الخلافات المغربية الجزائرية من جهة ومن جهة أخرى تعاطي المجتمع الدولي مع الأزمة بموضوعية والاعتراف بالحقوق التاريخية للمغرب في إقليم الصحراء فقد يسهم ذلك وبعد 40 عامًا من مسيرة الاستقلال للوصول لتسوية عادلة لصراع الصحراء الغربية.