قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون الدولي والقيادي بحركة فتح الفلسطينية: إن تصريحات نتنياهو المتعلقة بالمبادرة العربية للسلام وترحيبه ببعض ما جاء فيها أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده برفقة وزير الدفاع الجديد ليبرمان، تأتي في سياق حالة من التلاعب والمساومة على عامل الوقت لأجل ذر الرماد بالعيون، وللفت الأنظار عن المؤتمر التحضيري للمجموعة الداعمة للسلام بباريس والذي سيعقد في الثالث من يونيو بحضور 26 دولة لإيجاد ووضع رؤية دولية لتحريك عملية السلام، وإنهاء حالة الصراع القائمة بالمنطقة. وأضاف الحرازين، في تصريح ل"بوابة العرب"، اليوم الثلاثاء: أن هذه المحاولة تأتي كسابقاتها عندما رفض المبادرة الفرنسية وطلب أن يلتقى بالرئيس الفلسطينى بباريس ولكن فشلت هذه المحاولة ولكن الجديد في الأمر أن نتياهو يحاول قلب الأمور من خلال الدعوة لأن تكون هناك حالة من التطبيع والتفاهم مع الدول العربية، وفقًا للمبادرة العربية للسلام قبل إنهاء حالة الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً أن يقبل تطبيع قبل إنهاء الاحتلال، مشيرًا إلى أن هذا ما حذر منه الرئيس الفلسطينى قبل أيام أثناء القائه كلمة بجامعة الدول العربية في الاجتماع الوزارى العربى الطارئ لوزراء الخارجية العرب من أنه لا يمكن القبول بأن تكون هناك حالة من التطبيع مع إسرائيل قبل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وإقامة دولته. وأوضح أستاذ القانون الدولي والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، أن مبادرة السلام العربية تضمنت بأنه بمجرد إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة سيترتب على ذلك حالة من التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والاعتراف، بعد أن تفي إسرائيل بالتزاماتها كاملة نحو إنهاء الصراع وإقامة الدولة على حدود الرابع من يونيو 1967 بعاصمتها القدسالشرقية وضمان عودة اللاجئين، ومنحهم حقوقهم كاملة والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة كاملة. وأشار الحرازين، إلى أن مراوغة نتنياهو الجديدة تأتى لتقلب الأمر بحيث يريد التفاوض على المبادرة نفسها بأن يسقط حق العودة منها وأن يطبع مع الدول العربية ومن ثم يرى إن كان هناك إمكانية للحل مع الفلسطينين، وأعتقد أن هذا الأمر لن يمر على الدول العربية التي أكدت جميعها دعمها لموقف الرئيس أبومازن ولتوجهات القيادة السياسية ودعمها للمبادرة الفرنسية مما يعنى وجود موقف عربى موحد حملته الدول العربية التي ستشارك في مؤتمر باريس يمثل رؤية حل الدولتين، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام وخارطة الطريق والاتفاقات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي خلال فترة زمنية محددة مع التأكيد على عدم القبول بفكرة التطبيع والاعتراف أولا قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين.