رجال الظل| محمود مرتضى.. ضحى بذراعه لإنقاذ حياة زملائه

منع رافعة وزنها 10 أطنان من السقوط عليهم.. وزاره «أبوتريكة وتريزيجيه»
محمود مرتضى النجار ابن قرية أبوزيادة مركز دسوق محافظة كفر الشيخ، شاب كان ينتظره مستقبل واعد وطريق مفروش بالورود، شاب رياضى لعب كناشئ بفريق المقاولون العرب لكرة القدم، ثم فريق الشركة فى دورى الشركات فى مركز خط الوسط المهاجم، فهو أحد العاملين بالشركة، واستطاع الحصول على عدة بطولات وميداليات ذهبية مع فريقه.
النجار محبوب من الجميع، بداية من رئيس مجلس إدارة الشركة وحتى أصغر عامل بها، كان يعيش حياته بصورة طبعية وسط عائلته وزملائه، إلا أنه تعرض لحادث غيّر مجرى حياته، هذه الحادثة إن كانت مؤلمة، إلا أنها تكشف المعدن الأصيل للشاب الريفى الرياضى الذى جعله ينقذ زملاءه من كارثة الموت المحقق.
الواقعة كانت فى يوم 18 أكتوبر من العام الماضى 2015، حينما كان يقف «محمود النجار، فنى تشغيل المحطات بفرع شمال الدلتا بشركة المقاولون العرب، الكائنة بمحطة خلط الخرسانة الجاهزة بسخا، أثناء عمل صيانة للمحطة، فشاهد معدة ضحمة زنة 10 أطنان تكاد تسقط فوق اثنين من زملائه، فهرع مسرعاً يسابق الريح وقفز فى الهواء مسرعاً ليدفع زميليه بعيداً عن المعدة لينقذهما من الموت المحقق، ولكن للأسف أثناء سقوطه على الأرض هوت فوق ذراعه اليمنى وتعرض لإصابات بالغة نقل على إثرها لمستشفى المقاولون العرب، حيث أجريت له ما يزيد عن 15 عملية جراحية لكنه فقد «ذراعه اليمنى» وأصيب بتهتك شديد فى قدميه، وكانت المحصلة النهائية، أن «محمود» أصبح يحتاج لجهاز إلكترونى للذراع اليمنى، ليمارس حياته بشكل طبيعى ثمنه 80 ألف جنيه.
وقد زار «محمود» أو البطل كما يطلق عليه زملاؤه، المهندس محسن صلاح رئيس شركة المقاولون وأكد له: «أن الشركة كلها معه ومع أى عامل قد يقع فى مثل هذه الظروف»، ووعد رئيس الشركة «البطل» بتوفير الجهاز ووافق عليه بالفعل، ولكن ما زال الجهاز لم يأت حتى الآن، بسبب ظروف الشركة المصنعة، ويطالب «محمد» شقيق «محمود» بالعمل على استعجال الشركة المنفذة للجهاز حتى يعود شقيقه للعمل مرة أخرى، ويمارس حياته الطبيعية، ويطالب «محمود» المحافظ اللواء السيد نصر، بتوفير شقة له فى إسكان الشباب، على أن يقوم بسداد ثمنها طبقاً للشروط والقواعد المتبعة.
جدير بالذكر أن محمود النجار، يدرس فى كلية الزراعة جامعة عين شمس الفرقة الثالثة –التعليم المفتوح- وزاره عدد من نجوم الكرة بخلاف فريق المقاولون العرب، حيث زاره النجم الكبير محمد أبوتريكة ومحمود تريزيجيه لاعب النادى الأهلى وأندرلخت البلجيكى وقاما بإهدائه «القميص رقم 22»، كما زاره النائب أحمد طنطاوى، نائب دسوق وقلين.