لم أندهش، مثل الذين اندهشوا، من المزاعم الكاذبة والرواية الملفقة المنسوبة إلى مصادر مجهولة والتي حاولت وكالة رويترز الترويج لها بشأن احتجاز الشاب الإيطالي جوليو ريجيني بأحد المقار الأمنية قبل ظهور جثته .. في محاولة دنيئة منها لتشويه صورة أجهزة الأمن بمصر وإلصاق تهمة قتل ريجيني بها . ومصدر حالة عدم الاندهاش تلك أن هذه ليست المرة الأولى التي تمارس فيها الوكالة جريمة تلفيق معلومات لمحاولة الإضرار بالمصالح المصرية .. فموقف الوكالة من حادث تحطم الطائرة الروسية في أجواء سيناء خير شاهد على دأب "رويترز" بث الأخبار والشائعات المضللة حيث تخطت فريق التحقيق الذي تم تشكيله لمتابعة القضية لتعلن زوراً وبهتاناً أخباراً لا تملت بصلة للحقيقة أو الواقع مثل ذلك الخبر الذي زعمت خلاله ضبط خلية تعمل بمطار القاهرة تنتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي . وفي سقطة أخرى للوكالة "المشبوهة" نقلت "رويترز" قبل أسابيع كذباً وزوراً وبهتاناً عن الدكتور هشام عبدالحميد ، رئيس مصلحة الطب الشرعي وكبير الأطباء الشرعيين تصريحات زعمت أنه أدلى بها أمام محققي النيابة العامة بشأن تشريح جثمان الشاب الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر على جثته مقتولا بطريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي . وأكد رئيس الطب الشرعي، إنه لم تتم مناقشته أو الاستماع إلى شهادته أمام النيابة العامة في هذه القضية، وأنه لم يدل بأي تصريحات تتعلق بتصوره لكيفية وقوع الجريمة . وقال الدكتور هشام عبدالحميد، إن ذلك الخبر مختلق جملة وتفصيلا، وعار تماما عن الصحة، مطالبا وسائل الإعلام بتوخي الحيطة والحذر في التعامل مع كل ما ينشر من أخبار تتعلق بتقارير الطب الشرعي . وإزاء أحدث جرائم "رويترز" .. سارعت وزارة الداخلية بالرد على تلك الأكاذيب حيث أكدت الوزارة في بيان أصدرته إن "كل ما نشر في هذا الصدد ليس له أي أساس من الصحة"، وأضافت أنها "تحتفظ بحقها في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه مروجي هذه الشائعات والأخبار الكاذبة" . لكن ما أدهشني وأزعجني هو حالة الانسياق الأعمى التي تورطت فيها بعض وسائل الإعلام ، ومن بينها صحيفة الشروق المصرية ، بترويج هذه المزاعم ونشر هذه الشائعات على أنها خبر له سند من الحقيقة .. هذا طبعا بخلاف المواقع التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي والتي راحت تتلقف الأكذوبة وكأنها ليس فقط تستعدي العالم على مصر وإنما تستعجل الخراب على البلد والشعب في محاولة منها للانتقام من الإطاحة بالرئيس المعزول . ولعل ما يؤسف له في هذا المجال أن هذه تعد السقطة الثانية لصحيفة الشروق التي نشرت قبل يومين خبراً لا أساس له من الصحة حول اجتماع الرئيس بمساعديه ومسئولي الملف الأمني رداً على الدعوات التحريضية لنشر الفوضى يوم 25 أبريل وهو ما نفته رئاسة الجمهورية جملة وتفصيلاً . وأنا هنا لا أقصد توجيه الاتهام للصحيفة بقدر ما أطالب القائمين عليها ، وعلى غيرها من الصحف والمواقع الإليكترونية ، بضرورة تحري منتهى الدقة والصدق والموضوعية في نشر الأخبار التي تمس أمن الدولة والمواطنين حتى لا نتحول برسالة الإعلام السامية من التوعية ونشر المعلومات الصحيحة إلى أداة في يد المتربصين بأمن هذا البلد الغالي على نفس كل مصري شريف . وأعود وأذكر : انتبهوا للمؤامرة التي تسعى لتوريط مصر .. ولا ينبغي أن تنجر بعض الصحف أو المواقع الإخبارية لهذا الفخ الملعون بالتحول إلى أبواق لإشاعة هذه الأضاليل .