وفق الإحصائيات الطبية، فإن عدد المصابين بجلطات الأوردة العميقة يصل من 120 ل 600 ألف نسمة، أما الوفيات نتيجة هذه الجلطات فتصل إلى 200 ألف سنويا، وهى نسبة مرتفعة، وحول هذا الموضوع الحيوى، يحدثنا دكتور أحمد إسماعيل أستاذ جراحة الأوعية طب طنطا: إن الأوردة العميقة هى المسئولة عن تصريف الدم الوريدى فى اتجاه القلب، لتكتمل الدورة الدموية، وفى حالة حدوث تجلط فى الدم فى هذه الأوردة يصاب المريض بألم شديد مع تورم وزرقة فى لون الجلد، نتيجة احتقان الطرف المصاب بالجلطة واحتباس الدم الوريدى بداخله. وهناك 3 أسباب رئيسية لجلطات الأوردة العميقة، السبب الأول ناتج عن تغيرات فى جدار الوريد، مثل حدوث إصابة للبطانة الداخلية نتيجة للحوادث أو العمليات الجراحية بالقرب من الوريد، خاصة فى منطقة الحوض والفخذ والركبة، مثل جراحات تركيب المفاصل الصناعية، والتى أصبحت شائعة ونسبة الإصابة بالجلطات بعدها عالية جدا إذا لم يتم الأخذ بالاحتياطات اللازمة، والسبب الثانى هو بطء سرعة سريان الدم فى داخل الوريد مثل حالات هبوط عضلة القلب، وفى الحالات الملازمة للفراش لفترة طويلة، مع عدم تحريك الساقين لفترة طويلة، وحالات كسور العظام، ووجود جبس، أو حالات السفر لفترات طويلة، أو الإصابة بالشلل فى الأطراف مثل جلطات المخ أو إصابات النخاع الشوكى، أما السبب الثالث فهو وجود تغير فى مكونات الدم، يؤدى لحدوث زيادة فى لزوجته، مثل زيادة عدد كرات الدم الحمراء أو زيادة فى عدد الصفائح الدموية. وتعتبر الإصابة بالجفاف أحد الأسباب أيضا، حيث تقل نسبة البلازما فى الدم وتزداد نسبة اللزوجة وقابلية التجلط، ويعتبر نقص بعض العوامل المضادة للتجلط، والتى تتكون داخل الكبد وهى بروتين «سى» وبروتين «اس» ومضاد الثرومبين رقم ثلاثة، أحد أسباب تجلط الدم خاصة بين صغار السن ومرضى الكبد. ونعتمد فى التشخيص على الفحص بأشعة الدوبلكس، حيث تظهر الجلطة فيها بوضوح، أما العلاج فيعتمد بشكل كبير على الأدوية المضادة للتجلط لفترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة شهور، ولكن فى الحالات المصابة بجلطة متكررة، فإن العلاج يجب أن يستمر مدى الحياة، ونظرا للمضاعفات الخطيرة لجلطات الأوردة، والتى قد تصل إلى جلطات بالقلب والرئتين، فتنطبق هنا المقولة الشهيرة «الوقاية خير من العلاج»، والوقاية هنا تتمثل فى إعطاء المرضى المتوقع حدوث جلطة لهم أدوية مضادة للتجلط قبل الجراحات الخطيرة، مثل تغيير المفاصل على سبيل المثال، وهذا يقلل نسبة حدوث الجلطات بشكل كبير. والمضاعفات الشهيرة لجلطات الأوردة خلال الإصابة بأسبوعين هى جلطة الرئتين، وتظهر على درجات متفاوتة من الأعراض تتراوح من صعوبة فى التنفس وبصاق مدمم إلى حدوث وفاة مفاجئة على حسب حجم الجلطة المنتقلة إلى الرئة، ويعتبر وضع فلتر فى الوريد الأجوف السفلى أحد الطرق المهمة لمنع وصول الجلطة إلى القلب والرئتين، ومن ثم الحفاظ على حياة المريض. ومن المضاعفات التى قد تحدث على المدى البعيد حدوث دوالى ثانوية وزيادة اصطباغ الجلد فى الساق المصابة بالجلطة، وبعدها تحدث قرح وريدية مزمنة من الصعب علاجها.