قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن النجاح الذي حققه الجيش سيساعده في الإسراع لإنهاء الحرب الأهلية بالبلاد لأنه يضعف موقف الدول المناوئة التي يتهمها بإجهاض أي اتفاق. وفي مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية نشرت أجزاء منها يوم الثلاثاء بعد يومين من نجاح القوات الحكومية السورية بدعم جوي روسي في طرد مقاتلي الدولة الإسلامية من مدينة تدمر قال الأسد إن الحكومة السورية ستواصل العمل بمرونة في المباحثات الرامية لإنهاء الحرب. لكنه أضاف أن هذه الانتصارات سيكون لها أثر على القوى والدول التي تجهض أي تسوية وقال إن على رأس هذه الدول السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا التي تراهن على "هزيمتنا" في ميدان القتال لتفرض شروطها في المباحثات. ويأتي ذلك التقدم العسكري الذي فتح قدرا كبيرا من المساحات الصحراوية في شرق سوريا نحو معاقل الدولة الإسلامية في محافظتي دير الزور والرقة بعد مباحثات غير مباشرة استمرت لأسبوعين بين الحكومة وفصائل معارضة رعتها الأممالمتحدة في جنيف. ويقول مبعوث الأممالمتحدة ستافان دي ميستورا إنه يريد للمباحثات التعامل مع قضية الانتقال السياسي في سوريا التي وصفها بأنها "أم القضايا." لكن الحكومة السورية قالت قبل بدء المباحثات إن مقام الرئاسة "خط أحمر". لكن الأسد قال لوكالة الإعلام الروسية إن وفد الحكومة السورية أظهر مرونة في المباحثات مع المعارضة لكيلا تضيع ولو فرصة واحدة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الأسبوع الماضي إن الولاياتالمتحدة تفهمت أخيرا موقف موسكو بضرورة ألا يناقش مستقبل الأسد في الوقت الراهن. غير أن عضوا بارزا بالمعارضة السورية قال يوم الثلاثاء، إن مستقبل الأسد ينبغي أن يكون القضية الأساسية خلال المباحثات في جنيف وإن هدف موسكو من التصريح بضرورة عدم مناقشة مستقبل الأسد هو تقويض فرص نجاح المفاوضات. وساعد التدخل العسكري الروسي في قلب الأمور لصالح الأسد في الحرب السورية بعد مكاسب حققتها قوات المعارضة في شمال غرب سوريا. وقال الأسد "الدعم العسكري الروسي ودعم الأصدقاء لسوريا والإنجازات العسكرية السورية كلها ستؤدي لتسريع الحل السياسي وليس العكس." * مدينة مطوقة بعد استعادة تدمر يوم الأحد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلات روسية وسورية استهدفت يوم الثلاثاء مدينة السخنة التي تبعد 60 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من تدمر وإليها تقهقر مقاتلو الدولة الإسلامية. وقالت وسائل إعلام محلية إن الجيش وحلفاءه استعادوا أيضا أراضي في محيط مدينة القريتين التي تبعد 100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من تدمر وإن هذه الأراضي تشمل مزارع ومنطقة جبلية. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن المدينة مطوقة تقريبا. وقال المرصد إن من بقوا من مقاتلي الدولة الإسلامية انسحبوا من مواقع في شمال شرق تدمر. وقصفت المقاتلات الروسية والسورية مدينة السخنة وشنت 29 غارة على القريتين صباح الثلاثاء فقط. وإذا استعاد الجيش القريتين والسخنة وجيوبا أخرى من قبضة الدولة الإسلامية فسيقلص إلى حد بعيد قدرة التنظيم المتشدد على تحقيق وجود عسكري في مناطق مأهولة بغرب سوريا بينها دمشق ومدن كبيرة أخرى. وتعهدت روسيا وإيران الداعمتان للأسد بالاستمرار في مساندته بعد استعادة تدمر. وقالت فرنسا التي تعد من الداعمين الأساسيين للمعارضة في سوريا إن هزيمة الدولة الإسلامية في تدمر تمثل أنباء جيدة لكن لا ينبغي أن يشتت هذا الاهتمام عن حقيقة أن المذنب الرئيسي في الصراع هي الحكومة السورية. وأضاف رومان نادال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "التقدم الذي تحقق ضد داعش (الدولة الإسلامية) اليوم لا ينبغي أن يقودنا لنسيان أن النظام هو المسؤول الأساسي عن الصراع وعن قتل 270 ألف شخص على مدى خمس سنوات".