الطائرة والمعتوه.. أسخف عملية خطف في التاريخ تنتهي في 6 ساعات.. 7 سنوات سجنًا فقط تنتظر المتهم.. وأسرته تروي تفاصيل الحادث: الخاطف طلب إنزال الأطفال والسيدات وهدد بتفجير الرجال فقط

انتهى حادث خطف طائرة تابعة لشركة مصر للطيران، إلى مطار لارنكا القبرصى بسلام، أمس، بعد استسلام الخاطف المصرى الجنسية، فيما وجهت رئاسة الجمهورية الشكر لقيادة وحكومة قبرص، على ما قدمته من دعم كامل، وما أبدته من تعاون وثيق مع القاهرة خلال الواقعة.
وتعرضت الطائرة للخطف أثناء رحلة داخلية من الإسكندرية إلى القاهرة، وأُجبرت على الهبوط فى قبرص، أمس، إلا أن الركاب وأفراد الطاقم أُفرج عنهم بسلام واعتُقل الخاطف الذي ما زالت دوافعه غامضة بعد أن سلم نفسه، فبينما قالت مصادر قبرصية إن وراء الحادث «أسبابًا شخصية»، نقلت الإذاعة الرسمية القبرصية عن مصادر أمنية أن الخاطف طالب بالإفراج عن سجينات فى مصر، وشدد الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، أن الخطف «لا علاقة له بالإرهاب».
وطلب خاطف الطائرة خلال التفاوض معه، رؤية زوجته السابقة وهى قبرصية، بحسب ما أبلغ مسئول حكومى وكالة «فرانس برس»، وقال إن المرأة تقيم فى بلدة أوروكلينى القريبة من المطار.
وأكدت عائلة مختطف الطائرة أنه متزوج بالفعل من قبرصية ولديه أبناء منها وكان يعمل فى قبرص من قبل.
وقالت شقيقته فى اتصال مع شبكة «سكاى نيوز» إنه أخبرها بالفعل أنه كان ينتوى السفر إلى هناك لحل الخلافات، إلا أنه لم يخبرها أنه يعتزم اختطاف طائرة.
وأشارت إلى أنه واجه ضغوطا نفسية كبيرة، وكان يريد رؤية أبنائه وحل الخلافات مع زوجته التى كانت ترفض الرد على الهاتف، مشيرة إلى أنه لم ير أبناءه منذ عام.
وأوضحت أنه يعانى بالفعل من مشكلات قضائية فى مصر ومتهم فى قضايا مالية.
وقالت وزارة الطيران المدنى فى بيان لها أمس، إن 81 شخصًا بينهم 21 أجنبيًا «4 هولنديين و8 أمريكيين و4 بريطانيين وبلجيكيان وراكب من كل من فرنسا وسوريا وإيطاليا» وطاقم من 15 فردا كانوا على متن الطائرة إيرباص 320.
وكان الخاطف سيف الدين مصطفى الذى ظهرت صور له وهو يرتدى حزاما قال إنه يحتوى على متفجرات، أطلق سراح معظم الركاب واحتفظ بقلة منهم مع أفراد الطاقم، ثم لم يلبث أن أطلق هؤلاء على دفعات، قبل أن يستسلم للشرطة القبرصية التى اعتقلته.
وتضاربت المعلومات بعد الحادث حول هوية الخاطف، ففى البداية قالت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» إنه مصرى يدعى إبراهيم سماحة، أستاذ فى كلية الطب البيطرى، جامعة الإسكندرية، ثم اعتذرت، وتبين أنه يدعى سيف الدين مصطفى، وأكدت الخارجية القبرصية أن الأخير هو خاطف الطائرة، حيث تبين أن «سماحة» كان من بين ركاب الطائرة وأفرج الخاطف عنه مع ركاب آخرين.
وروت أميرة إسكندر، إحدى ركاب الطائرة، تفاصيل ساعات «الذعر والخوف»، وقالت فى اتصال هاتفى مع «البوابة»: «بعد استقلالنا طائرة متوجهة إلى مطار القاهرة من برج العرب، للتوجه من هناك إلى أمريكا، فوجئنا بشخص يطلب من قائد الطائرة الذهاب إلى قبرص، مهددًا بتفجير الطائرة بواسطة حزام ناسف، ما استدعى الاستجابة لطلبه».
وأضافت: «بعد الوصول إلى قبرص، طلب الخاطف إنزال السيدات والأطفال، ليفجر الطائرة بالرجال فقط، فرفضت ترك زوجي، وبعد التفاوض مع الإرهابى وافق على نزول الرجال المصريين، وطلب تفجير الأمريكان فقط، إلا أننى رفضت أيضا ترك زوجي، لأنه يحمل الجنسية الأمريكية، ودخلت فى نوبة بكاء». وتابعت: «بعد تفاوض طويل، وافق على إنزال جميع المصريين بمن فيهم من يحمل الجنسية الأمريكية».
وقال المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بعد انتهاء الأزمة إن الخاطف مصرى، لكن دوافعه ما زالت غير واضحة، مشيرًا إلى أن الخاطف طلب خلال المفاوضات معه فى مطار لارنكا القبرصى لقاء مسئول فى الاتحاد الأوروبى والسفر إلى دولة ثالثة.
إلى ذلك، كشف مصدر بمؤسسة الرئاسة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى شدد على أن تحقيقًا موسعًا سيجرى لمعاقبة المقصر عقابًا صارمًا، فيما أرسل اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، إلى الرئاسة فيديو يوضح عملية التفتيش التى جرت بالمطار قبل الإقلاع، لنفى وقوع أى تقصير أمنى.
وكشفت تقارير إعلامية قبرصية، أن مختطف الطائرة «نفسه لا يعلم سبب اختطاف الطائرة، ولم يحدد هدفه من ارتكاب هذا التصرف»، مشيرة إلى أنه طلب «وجبة غداء من نوع معين»، ثم رفضها بعد إحضارها إليه.
وتقدم عدد من أعضاء مجلس النواب ب 3 طلبات إحاطة واستجوابات، لوزير الطيران المدني، المهندس شريف فتحي، حول الحادث.
وكشف مصدر قضائي، أن «سيف الدين مصطفى»، ينتظره حكم بالسجن المشدد، مدة لا تقل عن 7 سنوات، وفقًا للمادة 24 من «قانون مكافحة الإرهاب» الجديد، لافتًا إلى أن ما ارتكبه يعد «عملًا إرهابيًا حقيقيًا من صور الإرهاب المتفق عليها دوليًا».
وأوضح المصدر، أن المادة 24 من قانون الإرهاب، تنص على أن «يعاقب بالسجن المشدد، مدة لا تقل عن 7 سنوات، كل من استولى بالقوة أو العنف والتهديد أو الترويع، على وسيلة من وسائل النقل الجوى أو البرى أو البحرى أو النهري، وذلك تحقيقًا لغرض إرهابي، أو ارتكب عملًا من أعمال العنف ضد شخص يتواجد فى أى منها، أو دمر الوسيلة أو المنصة الثابتة، أو تسبب فى إلحاق أضرار بها يترتب عليها تعطيلها عن العمل بشكل دائم أو مؤقت».
فيما تعاقب «المادة 168»، من «قانون الطيران المدني»، ب «السجن المشدد»، كل من يستولى على وسيلة من وسائل النقل الجوي، أو يسيطر عليها، وب «السجن المؤبد» كل من يستولى على الوسيلة مستعملًا العنف والضرب والجرح والإيذاء أو تهديد السلطات العامة، وتكون العقوبة «الإعدام»، إذا نتج عن هذا الفعل وفاة شخص داخل الوسيلة أو خارجها.
وأشارت المصادر إلى أن المستشار كامل سمير جرجس، رئيس مكتب التعاون الدولى بالنيابة العامة، يتابع مع السلطات القضائية القبرصية، التحقيقات الأولية التى تمت مع المتهم، الذى سيتم تسليمه تطبيقا ل«اتفاقية مونتريال»، لافتًا إلى أنه سيتم التحقيق معه فور وصوله للمثول أمام نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار تامر الفرجاني، المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة، بتهمة تهديد مواطنين واختطافهم وتعريض الأمن القومى للخطر، نظرًا لأنه يحمل الجنسية المصرية، وعرضه على الطب الشرعى للكشف عن قواه العقلية.
وكشفت مصادر أمنية، السجل الجنائى لمختطف الطائرة «سيف الدين مصطفى»، موضحة أنه «مزور» و«نصاب»، ومتهم فى عدة «قضايا سرقة»، وصادر ضده أحكام فيها، اسمه بالكامل «سيف الدين مصطفى محمد إمام»، من مواليد 23 يونيو 1957، ومقيم ب «مساكن شرق حلوان».
ونوهت إلى أنه مسجل خطر جنائى فى 16 قضية متنوعة منها تزوير، وسرقات مساكن، وانتحال صفة، ومخدرات، وإصدار شيكات بدون رصيد، آخرها تحمل رقم «25616 لسنة 2007 جنح مصر القديمة».
وأكدت أنه سبق أن تم فصله عندما كان طالبا بكلية الحقوق، بجامعة بيروت الخاصة بالإسكندرية، أسس شركة وهمية ليخفى خلفها كل جرائمه تحمل اسم «سيف الدين لتوريدات السلع الغذائية»، كما سبق اعتقاله جنائيا 3 مرات، وصدر حكم بحبسه عام 2010، إلا أنه هرب فى 25 يناير 2011، ثم سلم نفسه عام 2014، وقضى فترة العقوبة، وتم الإفراج عنه عام 2015.
وسبق اتهامه فى عدة قضايا أبرزها «القضية رقم 1315/75 جنح قسم النزهة سرقة متنوعة، القضية رقم 4825/82 جنايات قسم قصر النيل أموال عامة، القضية رقم 4899/82 جنح قسم العجوزة سرقة متنوعة، القضية رقم 5240/87 جنح قسم النزهة سرقة وسائل نقل، القضية رقم 4899/92 جنح قسم العجوزة سرقة مسكن، القضية رقم 1759/93 جنايات قسم الظاهر أموال عامة، القضية رقم 25/93 قسم الظاهر أموال عامة، القضية رقم 1801/96 جنايات قسم الظاهر مخدرات، القضية رقم 3690/98 جنح قسم قصر النيل سرقة متنوعة وأموال عامة، القضية رقم 6596/2000 جنح المعادى شيك وحكم عليه غيابيا بالحبس 3 شهور وعارض وتم إخلاء سبيله، القضية رقم 2378/2000 جنح قسم الظاهر أموال عامة وحكم عليه بالحبس 6 شهور، وقام بالاستئناف وتم إخلاء سبيله، القضية رقم 8651/2007 جنايات القاهرة أموال عامة».
كما تم اتهامه أيضًا فى: «القضية رقم 488/2008 جنايات القاهرة أموال عامة، القضية رقم 10588/2008 جنايات قسم مصر القديمة أموال عامة سجن 5 سنوات، القضية رقم 3750/2008 جنايات قسم عابدين أموال عامة سجن 5 سنوات، وقام بنقض الحكم وحصل على البراءة، سبق اعتقاله سنه 1998 لخطورته الجنائية فى مجال التزييف والتزوير، القضية رقم 25161/2007 جنح مصر القديمة تزوير وحكم عليه بالحبس سنة، وأثناء تنفيذ العقوبة هرب خلال أحداث ثورة 25 يناير، وتوجه لمصلحة السجون فى 5/1/2014 وطلب تنفيذ العقوبة، وأفرج عنه فى 3/1/2015».