حضرتك دكتور ولاّ مدرس؟

مهنتى فى بطاقة الرقم القومى معيدة، والبطاقة منتهية الصلاحية من كام شهر.. عرفت الخبر السعيد ده لما حبيت أشترى خط موبايل جديدا وموظف شركة المحمول قال لى أنا آسف جدًا يا فندم بطاقة حضرتك منتهية الصلاحية مينفعش تشترى خط.. قلت له بكل تباهى طيب مش مشكلة أنا معايا باسبور.. رد بكل تناكة لا والله مينفعش معانا الباسبور خالص..!
وبعد شوية مواقف مشابهة قررت أجدد البطاقة، وأهى فرصة أغير المهنة لأنى حصلت على الدكتوراة، وعنها قمت اشتريت استمارة وجبتها مستعجل ب 75 جنيه كمان عشان أعوض السنين اللى البطاقة كانت منتهية وأنا مش واخده بالى (رغم كمية الانتخابات اللى عدت علينا وكلها صوّت فيها بنفس ذات البطاقة)!
يوم السبت.. تخيلت إنى أنا الوحيدة اللى إجازة فيه رحت السجل المدنى فى المعادى ومعايا خطاب طبق الأصل من الجامعة يفيد بترقيتى من وظيفة مدرس مساعد إلى مدرس (الجملة دى لوحدها احتاجت لترجمتها إلى اللغة العربية 3 موظفين! عشان موظفة السجل المدنى تفهمها!! والمصحف) ومع الخطاب ده كان معايا الاستمارة أم 75 جنيه واللى كتب فيها بعد نصيحة من زملائى فى الكلية الوظيفة «دكتور مدرس» حرصًا منهم على التفريق بين مدرس الجامعة التابع لوزارة التعليم العالى (الدكتور) والمدرس التابع لوزارة التربية والتعليم بمراحلها المختلفة (ابتدائى وإعدادى وثانوي)... وكانت المعركة:
- الموظفة (مدام عفاف): معاكى البطاقة القديمة يا شيماء
- أنا: آه اتفضلى
- إيه دى منتهية من كتير أوى
- معلش مكنتش شايفة تاريخ الصلاحية عليها
- إيه ده ؟
- خير..
- إنتى مدرس ولا دكتور ؟
- قالولى فى الجامعة اكتبها كده
- لا القرار فى أنك مدرس مساعد
- لا حضرتك ده قرار تعيين من درجة مدرس مساعد لمدرس
- أومال إزاى ف البطاقة القديمة معيدة
- مانا مكنتش جددتها لما أخدت الماجستير واترقيت من معيدة لمدرس مساعد.
فاصل من الاندهاش مع (نظرة مش فاهمة)
- طيب لازم القرار يبقى مكتوب فيه «دكتور مدرس» !!
وبعد محاولات عديدة منى لشرح إن «مدرس فى الجامعة» تساوى «دكتور» طلبنا تحكيم من رئيسها اللى فاهم واللى عارف كل حاجة بطبيعة الحال، دخلت مكتبه اللى هو أوضة 23 سم متربة.
وبعد اطلاعه على الموقف وعلى أوراقى أصدر حكمه وقال لي: إيه يا بنتى هو إنتى عايزه تنطى السلم كده إزاي؟!! من مدرس مرة واحدة تبقى دكتورة.. اصبرى كله بوقته.. خطوة خطوة مستعجلة على إيه!!
نزل عليا رده كالصاعقة.. وأخدت الورق منه وقلت له تمام جدًا شكرًا.. سلامو عليكو.
ملحوظة:
زمان لما كنت معيدة صغيرة فى أول السلم كان فى حرم جامعة حلوان مكتب خاص بأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة نقدر نستخرج منه بطاقة الرقم القومى.. لما كبرت وبقيت دكتورة مبقاش فيه!