احتفل أكراد تركيا برأس السنة الكردية الجديدة أو أعياد النيروز اليوم الاثنين بالدعوة لاستئناف محادثات السلام بين الحكومة والمتشددين الأكراد لكن أربعة جنود أتراك قتلوا في هجوم جديد بجنوب شق البلاد المضطرب. وتزامنت المناشدة التي أطلقها حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد باستئناف محادثات السلام مع تعهد الرئيس التركي طيب إردوغان بتسخير كل ما لدى البلاد من قوة عسكرية ومخابراتية لسحق الإرهاب عقب موجة من التفجيرات أعلن مسلحون أكراد مسؤوليتهم عن تنفيذ اثنين منها. ومنذ احتفالات أعياد النيروز في العام الماضي شهد جنوب شرق تركيا ذو الأغلبية الكردية زيادة في العنف منذ يوليو نتيجة انهيار وقف لإطلاق النار استمر عامين ونصف بين حكومة أنقرة ومتشددي حزب العمال الكردستاني المحظور. وفي الهجوم الأخير شن مقاتلون من الحزب هجوما بقنبلة على مركبة عسكرية في مدينة نصيبين قرب الحدود السورية حسب قول مصادر أمنية. وقال الجيش إن أربعة جنود قتلوا وأصيب خمسة من ضباط الشرطة. وقع الهجوم في الوقت الذي يحتفل فيه الأكراد بأعياد النيروز وهو مناسبة تقليدية لتجمع أنصار حزب العمال الكردستاني الذين لوحوا يوم الاثنين بأعلام الحزب وصور زعيمهم المسجون عبد الله أوجلان في حديقة على مشارف ديار بكر أكبر مدن المنطقة. وهتف بعض المشاركين "سننتصر بالمقاومة" و "يحيا أوجلان" و "حزب العمال الكردستاني هو الشعب.. حزب العمال الكردستاني هنا" بينما علت أصوات الموسيقى في المكان. وقال صلاح الدين دمرداش الزعيم المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي في كلمة عرضت على شاشة "مستعدون لأخذ زمام المبادرة والعودة لمائدة (محادثات) السلام." ومضى يقول أمام الحشد الذي بدا أصغر من حشود الأعوام الماضية "إذا أرادوا تحقيق نتيجة عن طريق السحق بالحرب أو العنف وتركيع الناس فلن يؤدي هذا إلا لجلب الفوضى لبلدنا." *لعنة إردوغان خلال احتفالات العام الماضي استمع الحاضرون لبيان من أوجلان جاء فيه أن الحملة التي يشنها حزب العمال الكردستاني منذ ثلاثة عقود أصبحت "غير قابلة للاستمرار" وحث الحزب على عقد مؤتمر لبحث إلقاء السلاح. لكن بعد ذلك بقليل انهار وقف لإطلاق النار استمر عامين ونصف العام وانهارت محادثات السلام. ومنذ ذلك الحين اندلعت أسوأ موجة عنف في الجنوب الشرقي منذ التسعينيات وقتل المئات. وفي اسطنبول حذر إردوغان الذي يعتبر حزب الشعوب الديمقراطي امتدادا لحزب العمال الكردستاني ويرغب في مقاضاة نوابه ضد أي محاولة لإثارة العنف في احتفالات أعياد النيروز. وقال "اللعنة على من يعتبرون النيروز مناسبة لإراقة الدماء وليس الاحتفال ." وتركيا في حالة تأهب أمني بعد سلسلة من التفجيرات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصا وكان أحدثها تفجير انتحاري في اسطنبول قتل ثلاثة إسرائيليين وإيرانيا يوم السبت. وقال وزير الداخلية التركي إفكان آلا إن عضوا تركيا في تنظيم الدولة الإسلامية مسؤول عن التفجير. ونفذ مسلحون أكراد أيضا تفجيرات. وقال آلا إن 200 ألف من قوات الأمن سيشاركون في حفظ الأمن في أنحاء البلاد خلال أعياد النيروز -والتي يتم الاحتفال بها أيضا في إيران وآسيا الوسطى- وأضاف أن الاحتفالات منعت في معظم أنحاء تركيا وسمح بها في 18 إقليما.